موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

ارتباك إماراتي سعودي بسبب تراجع حلفائهم في اليمن

123

في الوقت الذي كانت السعودية والإمارات تنتظر فيه حدوث شرخ في صفوف جماعة الحوثيين على خلفية اغتيال صالح الصماد، جاء تفاقم الخلاف بين الحلفاء المحليين لـ”التحالف”، واتخاذه شكل مواجهة عسكرية في محافظة تعز، ليزيد حسابات أبو ظبي والرياض خصوصاً في ما يتصل بمعركة الساحل الغربي، تعقيداً.

وتجددت خلال الساعات الأخيرة المعارك بين مسلّحين موالين لحزب “الإصلاح” (إخوان مسلمون) وآخرين تابعين لميليشيا “كتائب أبو العباس” السلفية الموالية للإمارات، في عدد من أحياء وسط تعز.

وأفادت مصادر محلية يمنية بأن الاشتباكات التي استُخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، فضلاً عن توقف الحركة التجارية بشكل كامل.

وكانت المواجهات قد بدأت يوم الاثنين الماضي، عقب إقرار اللجنة الأمنية برئاسة المحافظ أمين محمود إطلاق حملة لملاحقة المتورّطين في اغتيال الموظف اللبناني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر حنا لحود.

لكن “قيادة المحور” المحسوبة على “الإصلاح” والتي أوكِل إليها تنفيذ الحملة، حاولت على ما يبدو استثمار توجيهات المحافظ في تصفية حساباتها مع ميليشيا “أبو العباس”. وهو ما حمل الأخيرة على الاستنفار، واتخاذ مواقع دفاعية، سعياً للاحتفاظ بما تملكه من مساحة نفوذ في المدينة.

وعلى الرغم من جهود الوساطة التي يقودها، منذ أول من أمس، وكيل المحافظة عارف جامل، بهدف إيقاف المواجهات، إلا أن مساعيه لم يُكتب لها النجاح، إذ لم يكد يتمّ الاتفاق على وقف إطلاق النار، وإخلاء “كتائب أبو العباس” لعدد من مقارّها، حتى عاود الطرفان الاشتباك، في ظل توقعات بتوسّع رقعة المعركة واحتدامها؛ كون “الصراع دخل مرحلة كسر عظم”، بحسب متابعين لمجريات الأمور في تعز.

وإذ يبدو أن المتضرّرين في محافظة تعز من خطط التحالف الجديدة، وفي مقدمهم حزب الإصلاح لا يزالون قادرين على إثبات حضورهم، وإيصال رسائلهم التحذيرية إلى كل من الرياض وأبو ظبي، بعدما بدأوا التعبير عن سخطهم بتحركات رافضة لوجود طارق صالح في مدينة المخا، فإن حلفاء الإمارات في مدينة عدن، وعلى رأسهم “المجلس الانتقالي الجنوبي” يظهرون شبه عاجزين عن “فرملة” الاتجاه المضادّ لنفوذهم، والذي يواصل صعوده في صورة جولات متنقلة لرئيس حكومة عبد ربه منصور هادي، الذي حطّ أمس في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت حيث افتتح مشروع محطة كهربائية بقدرة 75 ميغاوات.

تحركات يَلزم “الانتقالي” إزاءها الصمت، تماماً كما يفعل حيال “المضايقات” الإماراتية المستمرة له، والتي تَمثّل آخرها في احتجاز المرافق الشخصي لرئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي، على خلفية قيامه بإنزال العلم اليمني من على سارية أحد الملاعب في عدن، والتلويح باعتقال كلّ من يقدم على خطوة مماثلة، فضلاً عن الترويج لإمكانية انطلاق حملة لإزالة أعلام دولة الجنوب السابقة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) من المدينة.