موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

دبي تهرب من أزماتها الطاحنة بالبحث عن استثمارات إسرائيلية

123

يعول حكام دبي الإماراتية على الهروب من أزماتها الاقتصادية الطاحنة بالبحث عن استثمارات إسرائيلية تكريسا لاتفاق إشهار التطبيع الذي أعلنته الإمارات وإسرائيل منتصف أيلول/سبتمبر الماضي برعاية أمريكية.

وأبرز وسائل إعلام عبرية مؤخرا تدافع الإسرائيليين من مختلف الفئات، ممن يبحثون عن الفرص الكامنة في مختلف المجالات، وهو ما وصفته “قصة حب” بدأت تتشكل بين تل أبيب ودبي.

وقال الخبير الإسرائيلي يوآف ليمور في تقرير نشر بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، إن “دبي غرقت بالإسرائيليين من كافة الأصناف؛ وفود رسمية وغيرهم هذا الأسبوع، الجميع هجم على الإمارات كجزء من الفزع للذهب موديل 2020”.

وأشار إلى وجود رجال أعمال في مجال التكنولوجيا العليا، محافل من عالم السياحة الإسرائيلية ووفد بنكي في دبي، وكل منهم وجد طريقه إلى دبي حتى قبل أن يمنح الإذن الرسمي، الجميع يتطلع لعقد صفقات والتمتع بدولة متطورة، وفيرة بالمال والفرص.

ونبه ليمور، أن “التكنولوجيا الإسرائيلية هي القاطرة، فبعد أن كان هذا تحت السطح مع عدد غير قليل من الشركات الإسرائيلية التي عملت هنا من قبل، صعد كل هذا إلى السطح؛ فلا جوازات سفر أجنبية بعد اليوم، ولا طائرات خاصة أو استخدام لشركات مسجلة في دولة ثالثة”، مضيفا: “لم تعد هذه عشيقة سرية تتخفى بل علاقات رسمية”.

وكشف أن “الإمارات اعتمدت في السنوات الأخيرة على السايبر الإسرائيلي، ولا سيما في المجال الهجومي؛ شركات مثل “فارينت” و”NSO” عقدت في الخليج صفقات بمئات الملايين، في محاولة لإحباط ما يعتبر كتهديد على النظام والاقتصاد المحلي، إضافة للصناعات الأمنية التي تجولت بين محور تل أبيب-أبو ظبي”.

وفي مؤشر على تصاعد حدة التطبيع، أورد الخبير الإسرائيلي، ما ذكره “أحد رجال الأعمال البارزين في الإمارات”، حينما قال: “يمكننا أن نكون جسركم لـ 3 مليارات يسكنون في محيط ثلاث ساعات طيران من دبي”.

وقاد هذا الأسبوع، “أرال مرجليت”، عضو الكنيسيت، وفدا إسرائيليا كبيرا إلى دبي، من مدراء شركات استثمارية، شركات سايبر من مثل “Secret Double Octopus” التي توفر الحماية للأجهزة وعامليها، وشركات في عالم تكنولوجيا الطعام والزراعة، التي حازت على أساس الاهتمام، إضافة إلى رجال “موساد” سابقين.

ولفت إلى أن “الإمارات تستورد تقريبا كل غذائها، وفي التكنولوجيا الإسرائيلية يشخصون المستقبل الاقتصادي والغذائي أيضا”، مشيرا إلى أن شركة “اينوبوفرو”، اجتذبت في دبي “انتباها هائلا”.

ومن بين الشركات الإسرائيلية التي شخصت فرصة في دبي، هي “أجرينت”، التي “طورت جساسا يلتقط مؤذيات تصيب أشجار النخيل، يغرس في كل شجرة بكلفة 12 دولارا، ويسمح للمزارع بتلقي معلومات عبر تطبيق على هاتف عن الشجرة المصابة”.

وأسست هذه الشركة مجموعة جاءت من عالم السايبر برئاسة “يونتان بن هموزيغ”، المسؤول الكبير السابق في “وحدة الاستخبارات 8200”.

وأوضح “مرجليت”، أن “التكنولوجيا العليا هي القاطرة التي تقود اقتصاد إسرائيل، وشركاتنا توجد في علاقة تجارية مع الإمارات منذ بضع سنوات، والآن نشأت الفرصة للتوسع، وهذه ليست فرصة تجارية فقط بل فرصة سياسية لصفحة جديدة بين مجتمع التكنولوجيا العليا الإسرائيلية والشرق الأوسط”.

وزعم ليمور، أنه “في الأحاديث معهم، لم يكن من الممكن الفرار من موضوعين بارزين؛ نفورهم من الشرق الأوسط القديم، واستعدادهم لأن يكونوا بالنسبة لإسرائيل خشبة قفز لكل المنطقة”.

وقال إن “الإماراتيين مثل الإسرائيليين، يشخصون في إيران العدو الأساس في المنطقة، وتحت الحكم في طهران تعمل 11 شركة سايبر ضد أعداء النظام؛ وهي المسؤولة عن الهجوم على البنى التحتية النفطية في السعودية والبنى التحتية للمياه في إسرائيل، وهي تهدد الإمارات”.

ونبه أن “إسرائيل ستساعد الإمارات في الدفاع عن نفسها بالسايبر، ولكن الإمكانية الكامنة أكبر بكثير، فالشرق الأوسط الجديد الذي يتشكل الآن، سيسمح بإقامة تحالفات دفاعية موضعية أو واسعة أمام تهديدات مشتركة، وعند الحاجة العمل ضدها أيضا”، مضيفا: “هنا الإمكانية الكامنة لا نهاية لها؛ من التدريبات المشتركة لأسلحة الجو والبحر وحتى الاستعانة بمال الإماراتيين وعلاقاتهم لتطوير مشاريع مدنية – اقتصادية، تبعد الحرب”.

وخلال أقل من شهر على التوقيع، أبرمت إسرائيل عشرات الاتفاقيات مع أبوظبي، التي حثت الخطى نحو جعل العلاقات المشتركة طبيعية بالكامل.

توقيع تلك الاتفاقيات يأتي رغم معاناة الإمارات، وبخاصة إمارتا أبوظبي ودبي، من أزمات مالية؛ بسبب هبوط أسعار النفط، مصدر الدخل الرئيسي للبلد الخليجي، وتوقف شبه كامل للقطاع السياحي، كإحدى تداعيات تفشي جائحة “كورونا”.