موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات ونهج استخدام الروبوتات لتضليل الرأي العام

65

 

في الذكرى الأولى للأزمة الخليجية وحصار قطر، وبعد أشهر من الحرب الإلكترونية القائمة بشكل أساسي على القرصنة ونشر الأخبار الكاذبة، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تقريراً مفصلاً حول استخدام دول الحصار (الإمارات بشكل خاص) للروبوتات الإلكترونية bots طيلة هذه السنة.

والتقرير الذي رصد الأداء الإلكتروني طيلة هذه السنة، أعدّه كل من الباحث في الشؤون الخليجية في معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر البريطانية، مارك أوين جونز، والباحث في جامعة برينستون أليكسي أبراهامز.

ويسرد الباحثان بالأرقام والأدلة كيف تلاعبت دول الحصار بالمحتوى الإلكتروني لخدمة الدعاية ضد قطر، وكيف أن تشويه الحقائق هذا لم ينتهِ عند اختراق وكالة الأنباء القطرية (قنا)، بل استمرّ طيلة الأشهر التي تلت الاختراق.

وأكد التقرير أن عمليات الاختراق “التي قادها قراصنة يعملون لصالح الإمارات، شملت حسابات ومؤسسات إخبارية قطرية، وبث تصريحات منسوبة إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني؛ وذلك لم يكن سوى رأس جبل الجليد في حرب المعلومات التي أطلقتها دول الحصار ضدّ دولة قطر”. ولعلّ الركيزة الأساسية في هذه الحرب كانت استخدام الروبوتات على موقع “تويتر”.

وأظهر البحث الذي أجرته الصحيفة أن أنظمة الخليج أنشأت آلافا من “البوتس” للتغريد بطريقة منسقة. ووجد البحث أن 17 في المئة من عينة عشوائية من التغريدات العربية، التي ذكرت دولة قطر، تم تغريدها بواسطة البوتات، وبحلول شهر مايو/أيار ارتفع الرقم إلى 29 في المئة.

يقوم دور هذه الروبوتات بشكل أساسي على تضخيم تغريدات قلة قليلة من الشخصيات التي تنتقد قطر، مثل حسابات QatariLeaks، أو حساب خالد الهيل، الذي يصف نفسه بـ”المتحدث الرسمي باسم المعارضة القطرية”.

وبالبحث نفسه، تبيّن أنه تم حشد آلاف البوتات ضد قناة الجزيرة الفضائية.

واصل البحث تقديم الأرقام والنسب المذهلة، والتي تكشف حجم التلاعب بالمحتوى الإلكتروني من قبل دول الحصار. إذ تبيّن أن 90 في المئة من التغريدات في الخليج هي مجرد إعادة تغريد لما كتبه أشخاص آخرون. ولا تتجاوز التغريدات التي تحتوي على كلام أصلي 30 في المئة.

أما المفاجئ فهو أن 0.6 في المئة فقط من الحسابات تحرك حوالي 75 في المئة من النقاش في “تويتر”، بحيث تحظى هذه الأقلية التي تقود النقاش بدفعة قوية من الروبوتات، خاصةً إذا كانت تعبر عن مشاعر معادية للقطريين.

وليست مهمة هذه الروبوتات تعزيز رأي معين، بل تفيد دول الحصار في تحديد موضوع النقاش، بحيث تؤدي إعادة التفاعل المفبرك مع تغريدات معينة إلى الصعود إلى الترند العالمي، ما يلفت انتباه المستخدمين للنقاش حول ذلك الموضوع.

ويؤدي هذا التلاعب بالنقاش والترند إلى خداع وسائل الإعلام وبرامج تجميع الأخبار، بينها “بي بي سي” نفسها التي تسببت الروبوتات بعرضها قصةً إخباريةً مزيفة عن تخفيض الحكومة القطرية لرواتب الجنود القطريين.

ويستخدم النقاش المزيف الناتج عن هذه الروبوتات كوسيلة لتقوية تصريحات مسؤولي دول الحصار. وأوردت “واشنطن بوست” أن المستشار السعودي سعود القحطاني، استخدم التوجهات التي تولدها الروبوتات كمقياس على الرأي العام القطري، بينها وسم طالب بإزاحة الشيخ تميم، بينما تقول نتائج البحث إن الوسم تم تحريكه من قبل الروبوتات ومن حسابات غير قطرية.

وبحسب الصحيفة الأميركية أيضاً، تستهدف هذه الروبوتات الرأي العام الداخلي لدول الحصار، إذ تسبب الحصار بتعطيل حياة الآلاف من سكان المنطقة الذين يعملون في قطر أو لديهم عائلة فيها، وبالتالي كان عمل البوتس يحاول إضفاء الشرعية على الحصار من خلال تشويه صورة قطر وإثبات فعالية الحصار كعقوبة مناسبة.

“هناك أيضاً منطق استبدادي أكثر جوهرية في اللعبة”، إذ “لطالما كانت وسائل الإعلام الاجتماعي هي البديل الأنسب لمعرفة ما يقوله الصوت الآخر في قضية ما، لكن هذه الروبوتات تسببت في إغراق (تويتر) بآراء النخبة المتسلطة الصغيرة، ويبين لنا الخليج كيف يتم تسليح وسائل الإعلام الاجتماعية كنظام مهم لترويج الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية والدعاية”، يختم الباحثان أوين جونز وأبراهامز بحثهما.