موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: اقتصاد الإمارات في عين العاصفة في ظل التوتر مع إيران

127

بات اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة في إمارة دبي في عين العاصفة ويواجه مخاطر هائلة في ظل التوتر الإقليمي مع إيران والهجوم الأخير على سفن قرب ميناء الفجيرة.

وعلى الرغم من أن الإمارات أحد الخصوم البارزين لإيران في صراع النفوذ في الشرق الأوسط فإن رد فعلها جاء محسوبا على الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط قبالة ساحلها وذلك في محاولة لتقليل الأضرار على اقتصاداها.

وبينما أطلقت السعودية، حليفة أبو ظبي الوثيقة، وابلا من التغريدات تتهم خصمهما المشترك إيران بأنها هي التي أمرت بتوجيه ضربات بطائرات مسيرة لمنشأتي نفط سعوديتين يوم الثلاثاء، أحجمت الإمارات عن توجيه أصابع الاتهام في الهجوم على الناقلات يوم الأحد انتظارا لنتائج التحقيق.

وتعهدت الإمارات بضبط النفس ومنع التصعيد خلال ما وصفته بأنه “موقف صعب” نتج عن السلوك الإيراني في المنطقة.

ونأت إيران بنفسها عن الهجوم الذي لم تعلن أي جهة المسؤولية عنه. وقالت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع طهران إنها نفذت الهجوم بطائرات مسيرة على محطتي ضخ نفطيتين سعوديتين.

وهذا الاختلاف الكبير في رد الفعل بين اثنين من كبار مصدري النفط الخام يلقي الضوء على تعقيدات التعامل مع إيران التي يعتبرانها قوة تهدد الاستقرار في المنطقة.

وتمارس كلتاهما ضغوطا على الولايات المتحدة لعزل طهران وتقودان تحالفا عسكريا يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في مواجهة الحوثيين.

وقال مصدر بقطاع النفط الإماراتي ردا على سؤال بشأن سبب الإشارة للسفن في بيان الإمارات المبدئي على أنها سفن تجارية وليس ناقلات نفط “أحيانا تحتاج لأن تكون دبلوماسيا، لا يمكننا أن ندمر سمعة اقتصادنا. الآخرون يتطلعون لزعزعة مصداقيتنا”.

وكان وزير الطاقة السعودي هو من أعلن أن ناقلتي نفط سعوديتين تعرضتا لهجوم.

وفي حين زادت التوترات بين واشنطن وطهران بشأن العقوبات والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، توازن الإمارات بين تحجيم إيران من ناحية وحماية مصالحها الاقتصادية كمركز للسياحة والمال والتجارة في الشرق الأوسط من ناحية أخرى.

وقال دبلوماسي غربي إن الإمارات تتبع أسلوبا حذرا لأنها لا تريد “متاعب عند عتبة دارها”.

وذكر دبلوماسي آخر “طريقة الإمارات أكثر براجماتية واستراتيجية ولديها الكثير لتخسره. السعودية هي الشاغل الأكبر بالنسبة لإيران لذا هناك رسالة من ذلك”.

قال دبلوماسيون غربيون إن الإمارات، التي يشكل الوافدون غالبية سكانها، تشترك مع الرياض في أهدافها لكنها بخلاف المملكة تملك اقتصادا متنوعا أكثر انكشافا على الصدمات الإقليمية.

وقال مصرفي يتخذ من دبي مقرا ويعمل في قطاعي الطاقة والملاحة “تحاول السلطات الإماراتية تحقيق توازن دقيق لأن هذا مركز أعمال”. وأضاف “صدرت الأصوات الملائمة…لا أجراس إنذار”.

وإمارة دبي، التي لا تملك الثروة النفطية التي تتمتع بها العاصمة أبوظبي، أكثر عرضة للضرر.

وتأثرت دبي من المقاطعة التي تقودها السعودية لقطر والعقوبات الأمريكية على إيران. وتعتمد المناطق الحرة أيضا على حرية الوصول للمسارات البحرية في الخليج.

وتعاني الإمارة، التي يركز اقتصادها على السياحة وخدمات الأعمال العالمية، من تراجع سوق العقارات وتباطؤ مبيعات التجزئة بينما تستعد لاستضافة معرض إكسبو التجاري العالمي في عام 2020.

وقال ستيفن هيرتوج الأستاذ المساعد بكلية لندن للاقتصاد “لا يشكل الأمر مخاطر كثيرة على أبوظبي… لكنه يشكل خطورة كبيرة على دبي التي تعتمد على شعور الشركات الدولية ومشتري العقارات بالأمان هناك”.

وأضاف “يمكن أن تؤثر حادث الناقلات على السياحة وأنشطة الأعمال خاصة في حال تصاعد الهجمات وأدت إلى سقوط ضحايا مدنيين ليغير الأجواء بشكل جوهري”.

ويقول محللون إن الهجمات تهدف على ما يبدو لاختبار عزم واشنطن وحلفائها في الخليج بدون إشعال حرب عن طريق كشف نقاط الضعف في تأمين مسار رئيسي لشحن النفط.