موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

حيلة لتبييض جرائم أبوظبي.. دعوات واسعة لمقاطعة منتدى الأخوة الإنسانية في الإمارات

189

دعت أوساط حقوقية دولية إلى أوسع مقاطعة منتدى “الأخوة الإنسانية” المقرر انطلاقه في الإمارات يوم الخميس المقبل.

وأكدت أوساط حقوقية أن المنتدى المذكور مجرد حيلة مفضوحة لتبييض جرائم أبوظبي وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.

وأبرزت تلك الأوساط أنه من المشين الحديث عن معايير الإخوة الإنسانية والتسامح في ظل القمع الممنهج والتنكيل بالمعارضين في الإمارات.

وتدين المنظمات الدولية الإمارات بانتهاكات خطيرة ترتكبها قوات أمن الدولة ضد المعارضين والنشطاء الذين تحدثوا عن قضايا حقوق الإنسان.

وأبشع الانتهاكات كانت الاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب.

واعتقلت الإمارات وحاكمت مئات المحامين، والقضاة، والمدرسين، والناشطين.

كما أغلقت جمعيات المجتمع المدني الرئيسية ومكاتب المنظمات الأجنبية التي تروج للحقوق الديمقراطية، ما أدى فعليا إلى سحق أي مساحة للمعارضة.

وزير يعتدي على النساء

كما استهجنت الأوساط الحقوقية انطلاق المنتدى برئاسة نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي.

وتشير تلك الأوساط إلى تورط نهيان بن مبارك باعتداءات جنسية ولفظية بحق عدد من الموظفات الأجنبيات خلال تواجدهن في الإمارات.

أبرز ذلك اعتداء نهيان بن مبارك على موظفة بريطانية تدعى كايتلين ماكنمارا كانت مسؤولة عن تنظيم مهرجان “هاي” الأدبي في أبوظبي.

وقالت ماكنمارا مؤخرا إنها تعرضت للتحرش الجنسي من الوزير الإماراتي وذلك في يوم “عيد الحب” في شباط/فبراير من هذا العام على إحدى الجزر الخاصة في الإمارات، أثناء عملها في أبوظبي للتحضير للمهرجان.

حدث دعائي

تروج الإمارات أن هدف منتدى الأخوة الإنسانية إيجاد المشتركات بين دول العالم والبناء عليها من أجل مستقبل الإنسان.

ويضم المنتدى عدة جلسات إحداها تحمل عنوان “الأخوة الإنسانية من أجل العمل المشترك لتحقيق مستقبل أفضل”.

وتحاول الإمارات استغلال المنتدى تسليط الضوء على التجربة الإماراتية بكل جوانبها في مجال التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.

وتؤكد الشواهد أن الإمارات تستغل قيم التسامح والتعايش بغرض الدعاية لها وتبييض سجلها الحقوقي الأسود.

ويوظف النظام الإماراتي مزاعم التسامح بغرض التوظيف السياسي للتغطية على قمع داخلي بلا هودة للمعارضين وناشطي الرأي.

يبرز ذلك نهج المواقف الإنسانية الانتقائية والانتقامية في الإمارات.

من أمثلة ذلك احتفاء الإعلام الإماراتي مؤخرا بجمع شمل عائلتين يهوديتين (للتوظيف السياسي ولإظهار التسامح الكاذب).

في المقابل تعاقب أسر إماراتية لأن أحد أفرادها صاحب رأي أو ناشط حقوقي أو سياسي ويشتت شملها بين السجون والمنافي ومنع السفر.

وبحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية فإن جهاز أمن الدولة في الإمارات استهدف العشرات من أقارب معارضين إماراتيين محتجزين أو معارضين مقيمين في الخارج.

وثّقت هيومن رايتس ووتش استهداف أقارب ثمانية معارضين للدولة. من بينهم معارضون انتقلوا إلى الخارج وآخرون محتجزون يقضون حاليا عقوبات طويلة في الإمارات.

سحبت الحكومة في الإمارات جنسية 19 من أقارب لمعارضَين اثنين.

وهناك 30 شخصا على الأقل من أقارب ستة معارضين ممنوعون حاليا من السفر و22 من أقارب لثلاثة معارضين غير مسموح لهم تجديد وثائق هويتهم.

واجه أقارب جميع المعارضين الثمانية قيودا على الحصول على الوظائف ومتابعة التعليم العالي بين 2013 و2019.

سحق المعارضة

قال مايكل بَيْج، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش:

” في إطار تصميمها لسحق المعارضة، سمحت السلطات الإماراتية جهاز أمن الدولة باستخدام سلطة لا رقيب عليها تقريبا لمعاقبة عائلات النشطاء، سواء المحتجزين أو المقيمين في الخارج”.

وأضاف “ينبغي للسلطات وقف هذه الهجمات الانتقامية التي ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي”.

تبدو التدابير المتخذة ضد أقارب المعارضين تعسفية وغير مبررة في كل حالة.

لا أساس قانوني واضح لتلك القيود، ولم يتمكن أي من الأقارب المستهدفين من الاطلاع على وثيقة رسمية حكومية أو قضائية تجيز هذه التدابير، ولم يتمكنوا من الاستئناف.

قال معارض يعيش في الخارج: “كلما حاولت الأسرة معرفة سبب حرمان الحكومة لها من الحصول على خدمة أو تعليق طلب مقدم إلى أجل غير مسمى، يُرَدّ عليها، شفهيا فقط، أن العائق هو على مستوى أمن الدولة”.

أضاف أن مسؤولي أمن الدولة يستجوبون بانتظام أقارب جميع المعارضين الثمانية المقيمين في الإمارات ويراقبونهم ويهددونهم.

وذكر إن المسؤولين ضايقوا أقارب تلك العائلات وأصدقاءها ومعارفها لمجرد بقائهم على تواصل معها.

قال قريب يعيش في الخارج لمعارض مُحتجَز: “قاطعنا أقاربنا وأصدقاءنا لأن أي شخص يتردد على منزلنا سيُستدعى وستُطرح عليه أسئلة تفصيلية عنا وعن حياتنا”.

وقال آخر: “لقد أصبحنا منبوذين من المجتمع”.

تعسف قانوني

حدد القانون الاتحادي رقم 2 لعام 2003، والذي عُدِّل في وقت لاحق بموجب مرسوم اتحادي في 2011، مهام جهاز أمن الدولة وأهدافه وصلاحياته.

والقانون أو التعديل غير موجودين في الجريدة الرسمية لدولة الإمارات أو في أي مكان آخر على الإنترنت.

وذلك رغم ادعاء الإمارات بالعكس في تعليقها على تقرير المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني باستقلال القضاة والمحامين في مايو/أيار 2015 حول الإمارات.

وتمكّنت هيومن رايتس ووتش من الحصول على نسخة غير منشورة من قانون 2003، ولم تحصل على مرسوم التعديل لعام 2011.

بموجب قانون 2003، يرفع جهاز أمن الدولة في الإمارات تقاريره مباشرة إلى رئيس البلاد.

ويجوز له اتخاذ أي إجراء داخل الدولة أو خارجها لحماية أمن الدولة في حدود القانون والتشريعات الأخرى.

يسمح القانون للجهاز بتقويض أي نشاط سياسي أو منظَّم من قبل فرد أو جمعية.

والذي من شأنه تهديد سلامة الدولة، أو أمنها، أو نظام الحكم فيها، أو وحدتها الوطنية، أو الإضرار بالاقتصاد أو إضعاف الدولة وإثارة العداء ضدها أو تقويض الثقة فيها.

كما يجوز لمسؤولي أمن الدولة استخدام القوة بالقدر اللازم لأداء واجباتهم.

يتمتع جهاز أمن الدولة أيضا بصلاحية وضع مكاتب لأمن الدولة في الوزارات الاتحادية للدولة، ومؤسساتها العامة، وشركاتها ومنظماتها شبه الحكومية، وسفارات وقنصليات البلاد.

ويتمتع بسلطة رفض أو وقف أو الموافقة على الوصول إلى الحقوق الرئيسية والخدمات الحكومية. لا يمكن للمواطنين أو المقيمين في دولة الإمارات الطعن في قرار اتُخذ لأسباب أمنية.

قبضة أمنية

قال ناشط مقيم في الخارج إنه “منذ الألفية الجديدة، سيطر أمن الدولة تدريجيا على كل شيء في البلاد. كل شيء تحت سيطرته، من الحصول على تراخيص تجارية إلى تجديد وثائق الهوية”.

كما يلزم الحصول على تصاريح أمنية لنيل المنح الجامعية والوظائف واستضافة الفعاليات.

منذ 2011، عندما بدأت سلطات الإمارات اعتداء متواصلا على حرية التعبير وتكوين الجمعيات.

وثّقت هيومن رايتس ووتش بانتظام مزاعم خطيرة حول ارتكاب عناصر أمن الدولة انتهاكات ضد المعارضين والنشطاء الذين تحدثوا عن قضايا حقوقية.

وأكثر الانتهاكات فظاعة هي الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والتعذيب.

اعتقلت الإمارات مئات المحامين والقضاة والمدرسين والنشطاء وحاكمتهم، وأُغلقت جمعيات المجتمع المدني الرئيسية ومكاتب المنظمات الأجنبية، مما سحق فعليا أي مجال للمعارضة.

في 2016، عُيِّن الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ابن ولي العهد محمد بن زايد رئيسا لجهاز أمن الدولة، وفي 2016 نائبا لمستشار الأمن الوطني.

قالت هيومن رايتس ووتش إن جهاز أمن الدولة استخدم سلطاته الواسعة لإخضاع عائلات المعارضين للمضايقة التعسفية والعشوائية، منتهكا حقوقهم الأساسية في المواطنة، والعمل، والتعليم، وحرية التنقل والخصوصية.

قال بَيْج: “شرطة الإمارات لا تكتفي بمعاقبة المعارضين السلميين، بل تضايق وتسيء حتى لأولئك الذين يتواصلون معهم، مع عدم تسامح للانتقاد يصل إلى درجة مخزية”.

وأضاف “من الصادم استمرار العديد من البلدان والشخصيات المؤثرة ربط نفسها بحكومة تعاقب المواطنين الأبرياء جماعيا”.

قابلت هيومن رايتس ووتش أقارب المعارضين المنفيين والمعارضين الذين حُكم عليهم بالسجن لفترات طويلة في الإمارات بعد محاكمات جائرة.

في كل حالة منها، أخضعت قوات أمن الدولة قريبا لهم أو أكثر لعقوبات تعسفية وخارج نطاق القضاء، فضلا عن تهديدات ومضايقات في انتقام واضح بسبب أنشطة أقاربهم.

وقعت الحوادث التي وثّقتها هيومن رايتس ووتش بين 2013 و2019.  هيومن رايتس ووتش حجبت التفاصيل التي قد تشير إلى هوية الأشخاص لحمايتهم من الانتقام.

حظر السفر

قال الذين قابلناهم إن حظر السفر كان أكثر وسيلة استُخدِمت لاستهداف أقارب المعارضين، سواء المعتقلين أو المقيمين في الخارج.

ذكر جميع الأشخاص الثمانية الذين قابلناهم إنهم مُنعوا، ومُنِع قريب واحد على الأقل من كل أسرة، من السفر لفترات طويلة بين 2011 و2019، بالإضافة إلى منع 30 شخصا على الأقل من أقارب ستة ممن قابلناهم من السفر حاليا.

من ضمن هؤلاء أمهات فوق 90 عاما، وأطفال دون 18 عاما، وكذلك أقارب وأنسباء بالزواج.

قال ناشط يعيش في الخارج: “والدتي ممنوعة الآن من السفر منذ عامين بسببي”.

فيما قال قريب لمعارض محتجز مُنِع أشقاؤه في الإمارات من السفر إليه في 2015: “لم أرَ أشقائي منذ 4 سنوات”.

في معظم الحالات الموثّقة، لم يُبلَغ أفراد الأسرة بحظر السفر. لكنهم اكتشفوا ذلك في المطار أثناء استعدادهم لمغادرة البلاد.

أُبلِغ الأقارب بحظر السفر شفهيا فقط، وعندما سألوا بعض مسؤولي المطار عمن أصدر الأمر، قيل لهم ببساطة إنه جاء من جهاز أمن الدولة.

قال ناشط يعيش في الخارج: “حظر السفر ظلم كبير”.

وأضاف أن أقاربه الذين يعيشون في الإمارات مُنعوا من السفر وتعرضوا لأشكال أخرى من المضايقة رغم أنهم لم يشاركوا في نشاط سياسي أو اجتماعي.

قال: “تخيّل أنك غير قادر على مغادرة البلاد 7 سنوات أو أكثر. إنهم يدفعون ثمن أمر لم يشاركوا حتى فيه”. لم يحظَ أي من المتضررين بفرصة الطعن في القرارات أو استئنافها نظرا لأن أمر حظر السفر لم يصدر عن محكمة.

سحب الجنسية والقيود على تجديد وثائق الهوية

تستخدم الإمارات سحب الجنسية كأداة لمعاقبة النشطاء ومنتقدي الحكومة. إذا سحبت الحكومة الجنسية من رجل، يسمح قانون الجنسية الإماراتي بسحب جنسية زوجته وأطفاله تبعا لذلك.

في حالتين اثنتين، سحبت السلطات الإماراتية تعسفا جنسية 19 من أفراد عائلة اثنين من المعارضين، مما تركهم عديمي الجنسية وحرمهم من حقوقهم الأساسية.

مع أن القانون يفرض نشر مرسوم سحب الجنسية في الجريدة الرسمية، لم تتمكن أي عائلة من الحصول على نسخة من المرسوم أو العثور عليه في الجريدة الرسمية، مما يمنعهم من الطعن في القرار.

قال قريب يعيش في الخارج: “تابع أقاربي تعليمهم وعملهم لفترة قصيرة (بعد أن سُحبت جنسيتنا)، لكن المتاعب بدأت لأنه لم يعد لديهم وثائق هوية صالحة. أثّر ذلك على كل جوانب حياتهم”.

“لم يتمكنوا من الحصول على منح جامعية أو شراء ممتلكات أو العمل بشكل قانوني. أصبحوا مثل ’البِدون‘ (المواطنون عديمو الجنسية في الخليج)”.

حُرِمت عائلات أربعة معارضين، في حالات منفصلة، أيضا من الحصول الحقوق والخدمات الأساسية.

وذلك رغم أن السلطات لم تسحب جنسيتهم، لأنهم لم يتمكنوا من تجديد جوازات سفرهم وبطاقات هويتهم، وهي عملية تتطلب موافقة أمن الدولة. في الحالات الأربع.

قال الأشخاص الذين قابلناهم إن الرفض جاء من جهاز أمن الدولة.

قال قريب يعيش في الخارج: “أرادت السلطات منع أقاربي من الدراسة، ومن الحصول على رخصة القيادة والرعاية الصحية”.

وأضاف “لم يتمكنوا (أفراد عائلتي) من تجديد جوازات سفرهم أو هوياتهم، أي أنهم لم يتمكنوا من إنجاز أي شيء إداريا. قال ناشط في الخارج: “كما لو كنتَ مشلولا”.

في 2017، ألغى مرسومان رئاسيان سلطة وزارة الداخلية في منح الجنسية وسحبها، وإصدار جوازات السفر وغيرها من وثائق الهوية وتجديدها، ومراقبة دخول الأجانب وإقامتهم، ونقَلا تلك السلطات فعليا إلى جهاز أمن الدولة.

بموجب المرسومين، أُنشِأت “الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية” التي يرأسها علي حماد الشامسي، نائب مدير “المجلس الأعلى للأمن الوطني”، وطلال بالهول، رئيس جهاز أمن الدولة في دبي، نائبا له.

لا يزال اثنان وعشرون من أقارب ثلاثة معارضين آخرين غير قادرين على تجديد وثائق الهوية، مما يتركهم عالقين فعليا في البلاد، يكافحون من أجل الحصول على الحقوق والخدمات الأساسية.

القيود على التوظيف

للحصول على وظيفة في الإمارات، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، وسواء كان الشخص مواطنا أو مقيما، أو للحصول على رخصة تجارية، يتعين استكمال عملية التصريح الأمني.

وصف كل الذين قابلناهم القيود المفروضة على حصول الأقارب إلى الوظائف وفرص العمل، وبالنسبة للعديد منهم، تُعزى عدم قدرتهم على الحصول على وظائف أو الاحتفاظ بها إلى الحاجة إلى تصاريح أمنية.

قال قريب أحد المعارضين المحتجزين: “إخوتي غير قادرين على العمل. يحتاجون إلى تصاريح أمنية في أي وظيفة يتقدمون إليها، ولن يحصلوا عليها أبدا. لم يعد لدينا دخل ثابت بعد الآن”.

قال العديد من الأشخاص إن عملية التخليص الأمني للخدمة العامة صارمة للغاية، وأن العديد من أفراد أسرهم قبلوا وظائف أقل أجرا في القطاع الخاص لإعالة أنفسهم وأسرهم.

قال ثلاثة أشخاص إنه رغم تمكُّن أفراد أسرهم في الإمارات من الحصول على وظائف في القطاع الخاص، إلا أن الشركات تطردهم بعد فترة وجيزة من بدء العمل، قائلة إن ذلك بسبب جهاز أمن الدولة.

قال ناشط يعيش في الخارج: “كل أبناء وبنات إخوتي الذين تخرجوا من الجامعات مؤخرا يجدون صعوبة في الحصول على وظائف بسبب التصاريح الأمنية”.

“حتى وظائف القطاع الخاص تتطلب أحيانا تصريحا أمنيا. أحيانا، بعد أن يكتشفوا (أمن الدولة) توظيفهم في القطاع الخاص، يعملون لطردهم”.

المراقبة النشطة والاستجواب المتكرر

خلال السنوات القليلة الماضية استثمرت الإمارات بشكل كبير في تطوير قدراتها في مجال المراقبة الإلكترونية، الواسعة بالفعل، والتي تستخدمها لاستهداف نشطاء حقوقيين بارزين وصحفيين أجانب، بل وقادة العالم.

في 2017، أصبح طلال بالهول، الذي كان قد عُيِّن حديثا حينئذ كرئيس لجهاز أمن الدولة في دبي، رئيس مجلس إدارة “الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات” في الإمارات، المسؤولة عن “كل جانب من جوانب الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات”.

يفصّل تقرير “فريدم هاوس” لعام 2018 عن “الحرية على شبكة الانترنت” كيف يدعم الجهاز الرقابة والمراقبة المتفشيتين وعلى نطاق واسع.

يعتقد جميع الذين قابلناهم أن قوات أمن الدولة تراقبهم وأفراد أسرهم بنشاط.

قالوا إن المراقبة والاستجواب المتكرر للعديد منهم كانت لهما آثار نفسية خطيرة على أقاربهم، مما أدى بالعائلات إلى تقييد تواصلها مع الأقارب خارج البلاد بشدة.

قال ناشط يعيش في الخارج: “نعيش حياتنا مفترضين أن كل شيء نقوم به على الإطلاق يتم التدقيق فيه، وأن أجهزتنا مُراقبة.

عندما أتحدث مع والدتي (في الإمارات)، أكلمها عن أمور بسيطة. تقول دائما ’لا تعطني أي تفاصيل‘. لا تريد حتى سماع ما أريد أن أقول، حتى لا تُضطر إلى نقله عندما يستجوبونها في المرة التالية”.

أبلغ العديد ممن قابلناهم عن عمليات استجواب تفصيلية وتطفلية من مسؤولي أمن الدولة.

قال أحد النشطاء: “يُستدعى إخوتي للاستجواب كل حين. يحاولون الاستحصال منهم على معلومات عني وعن عائلات المحتجزين الآخرين”.

“يسألونهم عن شركاتهم، وتراخيصهم التجارية، وعملهم وأطفالهم. يسألونني عن نفسي، وكيف أعيش، وكيف أنفق أموالي، ومن أين أحصل على دخل”.

تهديدات مستمرة

قال الذي قابلناهم إن الاستجواب يقترن غالبا بتهديدات.

قال أحد الأقارب الذي لا يزال في الإمارات: “من حين لآخر، يتصلون بأبنائي ويأمرونهم بعدم كتابة أي شيء، وعدم التحدث على شبكات التواصل الاجتماعي.

“كلّما علموا أن منظمات في الخارج تسلط الضوء على معاناتنا، يهددوننا بالاعتقال وسحب الجنسية والطرد من العمل، وهو تقييد شامل لمعيشتنا وقدرتنا على العيش الكريم”.

قال ناشط عن قريبة له في الإمارات: “يطلبون منها التجسس لصالحهم. يقولون لها ’افعلي ذلك لأجلنا وسنسمح لك بتجديد بطاقات هويتك‘. هناك دائما فخّ ما. يقولون دائما “ساعدونا وسنساعدكم”.

الإقصاء الاجتماعي

قال نشطاء وأقارب لنشطاء محتجزين إن الإقصاء الاجتماعي الذي عانت منه أسرهم نتيجة لإجراءات أمن الدولة كان من أصعب عواقب نشاطهم أو نشاط أقاربهم.

قال قريب لناشط محتجز يعيش الآن في الخارج: “عزلَنا أبناءُ عمومتنا، لأن كل من يتردد على منزلنا سيُستدعى ويُستجوَب عنّا وعن حياتنا. نحن مستبعدون تماما من المجتمع. توقّف الناس عن التعامل معنا خوفا على رفاههم”.

قال آخر: “المجتمع يخاف من الاختلاط بنا. حتى أن الناس يرفضون الزواج من عائلتنا. قوى الأمن تتدخل بالفعل وتقول لهم ’إذا تزوجت من هذه العائلة، ستواجه المشاكل‘”.