موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تشوه سمعة الإمارات بفعل انتهاكات النظام داخليا وخارجيا

122

تحولت دولة الإمارات في السنوات الأخيرة إلى واحدة من أكثر الدول العربية والإسلامية كرها بفعل انتهاكات نظامها الحاكم داخليا وخارجيا.

وأبرز مركز الإمارات للدراسات والإعلام (إيماسك) سوء السمعة الحاصل في دولة الإمارات وسياسة صناعة الخصوم بفعل سلوك النظام الحاكم.

وأشار المركز إلى أن الإمارات في عهد الشيخ زايد كانت تملك إرثاً طبياً كدولة سلمية تقوم بالتعاون والتنافس باحترام واقتدار عظيمين.

لكن منذ وفاة زايد وصعود ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى سلطة الحكم، انحدرت سياسة الدولة الداخلية والخارجية تدريجياً، نحو سياسة عقيمة تثير غضب المواطنين وتنتهك أبسط حقوقهم، وسمعة خارجية أكثر سوءاً عبر حروب وتدخلات تثير غضب شعوب الدول الأخرى.

ويتفق معظم الإماراتيين والمراقبين للإمارات أن السلطات وكبار المسؤولين اقترفوا أفعالاً وتصريحات أدت إلى تشويه السمعة، وتأكد لهم أن دولة الإمارات بعد الشيخ زايد، فقدت السمعة الدولية الحسنة والطيبة، وحلت مكانها الانطباعات السلبية.

فخلال العقد الماضي يُلقى باللوم على السلطة وجهاز الأمن -بشكل خاص- في كل ما أصاب الداخل الإماراتي، وكثير مما أصاب العالم العربي، من استعداء الشعوب العربية واستعداء خياراتها في الربيع العربي بتورطها المباشر في دعم الانقلاب في مصر، والحرب الدموية في اليمن وليبيا، والمساهمة في محاولة تدمير الديمقراطية في تونس، والجزائر، والسودان.

وفي الحقيقة فإن السياسة الداخلية خلال السنوات الماضية تعتمد على القمع المفرط في القوة باعتقال العشرات من الناشطين والمثقفين بسبب تعبيرهم عن آرائهم، وحظر أي نقاش متعلق بسياسة الدولة الوطنية واعتبار ذلك تهديداً لأمن الدولة.

أما السياسة الخارجية الإماراتية في المنطقة خلال السنوات الماضية فتقوم على مرتكزين الأول: صناعة الخصوم، والثاني: القوة الخشنة. وهذان المرتكزان خارج “إرث الشيخ زايد” بل ويتصادمان معها.

وهذه السياسة السيئة والمسيئة للإمارات خارج سياسة الآباء المؤسسين للدولة التي تقوم على مبادئ متعلقة باحترام المواطنين وآرائهم وحقوقهم، بل وتفرض الاستماع لهم لما فيه خير مستقبل الدولة.

أما مبادئ الآباء المؤسسين للدولة في السياسة الخارجية فتتعلق بحفظ الجوار والعلاقات مع الدول و”إصلاح ذات البين”، وهي سياسة ناجحة استمرت عقوداً حفظت للإمارات إرثاً كبيراً. لكنها اليوم عكس ذلك حيث توصف الدولة بكونها “إسبرطة صغيرة” أي دولة “مُحارِبة” تقاتل في بلدان أخرى وتقدم نفسها كشرطي في المنطقة.

وهذه التصرفات خلّقت سمعة سيئة للغاية لدولة الإمارات. وأكدت أن الدولة تنتهج “السياسة العنيفة والمدانة” ضد الداخل والخارج أدى ذلك بطبيعة الحال إلى انتهاج النهج القمعي وتوقفت السلطة عن الاستماع للمواطنين وشكاويهم.

وتشير رسالة الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة في سبتمبر/أيلول 2019 إلى معضلة كبيرة ورئيسية متعلقة بعدم الاستجابة لشكاوى وطلبات المواطنين عبر برامج البث المباشر ووسائل التواصل الاجتماعي بالقول: كررنا عشرات المرات للجميع أن الهدف من وجود الحكومة هو خدمة الناس.

وللأسف تكثر طلبات الناس على برامج البث المباشر ووسائل التواصل.. ولا يجد بعض المسؤولين الشجاعة للتعامل مع مطالبهم أو حتى الرد على تساؤلاتهم. المؤسسة التي تخاف مواجهة الناس هي مؤسسة فقدت الثقة بنفسها.

وتعتمد الدولة في مواجهة الانتقادات التي تواجه سياستها الداخلية والخارجية على شركات العلاقات العامة، التي يبدو أنها أصدرت توصياتها للسلطات، بإطلاق تصريحات إيجابية تتعلق بسياستها الخارجية للحد من تدهور سمعة الإمارات ومكانتها الدولية.

لكن كما هو واضح فإن من الصعب وقف تدهور سمعة الدولة عبر التصريحات الدبلوماسية ومحاولة شراء الوقت عبر الوفود التي يتم ابتعاثها لبرلمانات في الغرب ولقاءات مسؤولين دوليين، إذ أن تدخلاتها تهدد أمن المنطقة والعالم، وتؤثر بشكل مباشر في شعوب المنطقة العربية والإسلامية.

تحركت السلطات خلال السنوات الماضية لتجميل سمعة الدولة، ودرجة التشويه للإمارات والإماراتيين بلغت مبلغاً كبيراً بحيث أصبح من الصعب تجميله بدعايات وحملات علاقات عامة واستطلاعات موجهة، وادعاء تقديم نموذج ديني حضاري للبشرية. فالنموذج الحضاري ينافس باحترام لا يكيد ولا يتآمر، يسمح بتزاحم الأفكار والنماذج ويترك للناس الاختيار، لا أن يفرض لونا واحدا وصوتاً واحداً ويمكن “جهاز الأمن سيء السمعة” من المؤسسات الإماراتية.