موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

هل تحولت دبي إلى مسرح عمليات للاستخبارات الإيرانية؟

188

كشف تحقيق تلفزيوني أن إمارة دبي الإماراتية تحولت مؤخرا إلى مسرح لعمليات الاستخبارات الإيرانية وهي شبهات عززها قبل أشهر اختطاف معارض إيراني.

وقال تقرير لموقع فضائية “تي آر تي” التركية إنه مع مرور الوقت، بدأت تتكشف معالم العملية الاستخباراتية لاعتقال السلطات الإيرانية المعارض جمشيد شارمهد الذي تتهمه طهران بإدارة تنظيم جمعية مملكة إيران وجناحها العسكري “تندر”، وتنفيذ عمليات مسلحة ضدها من الولايات المتحدة.

وأعلنت عائلة جمشيد شارمهد قبل يومين أن عملاء إيرانيين اختطفوه خلال وجوده في دبي. ويعيد ذلك التذكير بإعلان الحرس الثوري الإيراني في أكتوبر الماضي اعتقال الصحفي “روح الله زم”، الذي لعب دورا أساسيا في إشعال احتجاجات ضد النظام عبر تطبيق “تليغرام” للتواصل الاجتماعي وذلك من مطار دبي.

وحسب التحقيق فإن عملية اختطاف جمشيد شارمهد في الإمارات تبدو متسقة مع بيانات تحديد موقع الهاتف المحمول، التي قدمتها عائلته، وتشير إلى نقله إلى عمان قبل التوجه به إلى إيران، حسب أسوشيتد برس.

ولم تعلن السلطات الإيرانية عن كيفية اعتقال شارمهد، على الرغم من أن الإعلان يأتي على خلفية التحركات السرية التي تقوم بها إيران وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة عقب انهيار الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية.

وتتهم إيران شارمهد 65 عاماً، المقيم في كاليفورنيا بالتخطيط لتفجير حسينية سيد الشهداء في مدينة شيراز عام 2008، الذي أدى إلى مقتل 14 شخصاً وإصابة أكثر من 200 آخرين، فضلاً عن التخطيط لهجمات أخرى نفذتها جمعية مملكة إيران وجناحها العسكري تندر.

وكانت وزارة الأمن الإيرانية أعلنت في بيان بثه التلفزيون الإيراني السبت، توقيف زعيم “مجموعة إرهابية” مقرها الولايات المتحدة متهمة بالوقوف وراء تفجير في مدينة شيراز (جنوب) في 2008، وهجمات أخرى جرى إحباطها.

وقالت الوزارة إن جمشيد شارمهد “الذي كان يقود عمليات مسلحة وتخريبية داخل إيران بات اليوم في قبضة” قوات الأمن الإيرانية، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن عملية الاعتقال.

لكن عائلته تصر على أن شارمهد كان يعمل فقط كمتحدث باسم الجمعية ولا علاقة له بأي هجمات في إيران. وقال نجله شيان شارمهد للأسوشييتد برس: “نسعى للحصول على دعم أي دولة ديمقراطية، أي دولة حرة. إنه انتهاك لحقوق الإنسان. لا يمكنك نقل شخص ما إلى بلد ثالث ثم نقله إلى بلدك”.

تفاصيل العملية

لم تعلن وزارة الاستخبارات الإيرانية أي تفاصيل حول كيفية اعتقال شارمهد، لكنها نفت اعتقاله في طاجكستان. كما لم تستجب الاستخبارات وبعثة إيران لدى الأمم المتحدة على الفور لطلبات التعليق.

وقال نجله إن شارمهد توقف في دبي في طريقه إلى الهند لعقد صفقة تجارية تشمل شركته للبرمجيات. وكان يأمل في السفر في رحلة متصلة على الرغم من جائحة فيروس كورونا الذي عطل حركة السفر في العالم.

وأضاف شيان شارمهد إن الأسرة تلقت آخر رسالة منه في 28 يوليو/تموز. وبعد ذلك، توقف هاتفه. وأظهرت بيانات موقع الهاتف هاتفه المحمول في ذلك اليوم أنه كان موجوداً في فندق بريمير إن بمطار دبي الدولي، حيث كان يقيم.

وأظهرت بيانات تتبع أن هاتف شارمهد المحمول سافر جنوباً من دبي إلى مدينة العين في 29 يوليو/تموز، وعبر الحدود إلى عمان، وبقي ليلاً بالقرب من مدرسة إسلامية في مدينة البريمي الحدودية.

وفي 30 يوليو، أظهرت بيانات التتبع أن الهاتف بات في مدينة صحار العمانية، حيث توقفت الإشارة. وبعد يومين، السبت، أعلنت إيران أنها سيطرت على شارمهد في “عملية معقدة”.

دبي.. مسرح أجهزة استخبارات

ويعتقد مسؤولون غربيون، وفقا للتقرير، أن إيران تدير عمليات استخباراتية في دبي، وتراقب مئات الآلاف من الإيرانيين الذين يعيشون هناك.

إذ يُشتبه في اختطاف إيران المواطن الإيراني-البريطاني عباس اليزدي وقتله في دبي عام 2013، على الرغم من نفي طهران تورُّطها.

وفي أكتوبر من العام الماضي، أعلن الحرس الثوري الإيراني، اعتقال الصحفي روح الله زم، الذي لعب دوراً أساسياً في إشعال احتجاجات ضد النظام عبر تطبيق تليغرام.

ونشرت مصادر أن روح الله زم كان في طريقه إلى سيدني بأستراليا، إلا أن الطائرة حطّت في دبي (ترانزيت)، ليُقبض عليه من قبل السلطات الإماراتية، ويُسلَّم إلى طهران.

ولم تؤكد مصادر إيرانية، أو إماراتية تلك الأنباء، إلا أن الانفتاح المتسارع بين البلدين مؤخراً رجح صحة تلك الأنباء، حسب ناشطين.

وليست إيران وحدها التي تحتفظ بوجود في دبي، فهناك يتمركز نحو 5000 جندي أمريكي وأكبر ميناء استدعاء للبحرية الأمريكية خارج أمريكا.

كما تدير وزارة الخارجية الأمريكية مكتبها الإقليمي لإيران في دبي، حيث يراقب الدبلوماسيون تقارير وسائل الإعلام الإيرانية ويتحدثون إلى إيرانيين.

تقارب إماراتي-إيراني

تحاول الإمارات منذ فترة طويلة تهدئة التوترات مع إيران بعد أن شهدت حملة ضغط قصوى من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وانسحابه من الاتفاق النووي.

والأحد الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أجرى لقاء مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد عبر تقنية الفيديو كونفرنس.

وأوضحت الخارجية الإيرانية أن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية بين طهران وأبو ظبي والمستجدات في المنطقة، وأكدا استعداد البلدين لتعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات.

وأشار ظريف إلى أن بعض الأطراف قد تستغل الوضع الحالي في المنطقة لضرب الأمن والاستقرار فيها، وأن على دول الجوار أن تعمل على ضمان الأمن والاستقرار. وقد وصف وزير الخارجية الإيراني في تغريدة على تويتر، محادثته مع نظيره الإماراتي بالودية والصريحة.

في الوقت الحالي، قالت عائلة شارمهد إنها اتصلت بالحكومة في ألمانيا حيث يحمل الجنسية، والحكومة الأمريكية، لأنه عاش لسنوات في أمريكا وكان في طريقه للحصول على الجنسية بعد محاولة اغتيال على يد المخابرات الإيرانية عام 2009 في لوس أنجلوس.

وطلبت السفارة الألمانية في طهران من السلطات الإيرانية الوصول القنصلي، وفقاً لوزارة الخارجية في برلين، على أمل فهم كيفية القبض على شارمهد. لكن إيران لا تسمح بالوصول القنصلي إلى مواطنيها مزدوجي الجنسية لأنها تعتبرهم مواطنين إيرانيين فقط.