موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحارب وتعتدي على العرب والمسلمين.. كاتبة أردنية: البقاء لله في الإمارات

261

استعرضت الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه حروب وعدوان الإمارات على العرب والمسلمين، معلنة: البقاء لله في الإمارات.

واستهجنت الفقيه في مقال لها تهويل النظام الإماراتي وإعلامه بأن انتخاب الدولة عضوا غير دائما في مجلس الأمن يعود إلى أدوارها التاريخية في تهدئة الصراعات وحل النزاعات الإقليمية والدولية.

وأبرز الفقيه سياسات الإمارات العدوانية على مدار السنوات الأخيرة وتورطها بعار التطبيع مع إسرائيل على حساب التآمر على القضية الفلسطينية.

وجاء في المقالة: قديماً سُئل أعرابي فصيح: كيف عرفت ربك؟ فأجاب: «الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، فسماءٌ ذات أبراج، وأرضٌ ذات فجاج، وبحارٌ ذات أمواج، ألا تدل على السميع البصير؟».

فكل موجود له ما يدل على وجوده، وذلك أمر بديهي لا يرضى العقل بغيره بديلا، والمُطالِب به مصيب، وعتابه على الطلب تعتيم وتضليل.

تُمنح الإمارات عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي فقلنا: لا تثريب عليهم في فرحهم، أما أن يخرج علينا النظام الإماراتي وإعلامه، ليعزو ذلك إلى أدوارها التاريخية في تهدئة الصراعات وحل النزاعات الإقليمية والدولية، فذلك يذكرني بقول الذين قالوا نحن شعب الله المختار، فماذا لو قلّب باغيَ الحق بصره في سجل أيام ذلك النظام، هل تقع عيناه على أثر لأغصان الزيتون؟

نعم، النظام الإماراتي حمل أغصان الزيتون ورفع راية السلام للجيران القطريين، فالجار هو وصية النبي العدنان، فعملا بالوصية، وحرصا على الأشقاء وخوفا عليهم من حكومتهم الجائرة، قام مستصحبا طيب النية، باختراق الوكالة القطرية، وبث أكذوبة خطاب الأمير تميم، فضرب الحصار على الشعب القطري، لدفعه إلى التمرد على قائده.

لكن لا تسيئوا الظن رجاء، فكل ذلك من أجل صالح الأشقاء القطريين، فليس في الأمر شبهة ضغينة واستهداف مغرض، لا سمح الله، والدليل أنه في كأس آسيا الذي فازت به قطر، قد شوهد إماراتيون يرتدون علم اليابان في المباراة النهائية مع قطر، وبكت فتاة إماراتية بعد هزيمة فريقها أمام الفريق القطري وهي تقول (كله إلا قطر).

لا تصدقوا أن محمد بن زايد قد خطط لغزو قطر، لا تصدقوا موقع «ذي إنتربست» الأمريكي، الذي كشف في أغسطس 2018، أن السعودية والإمارات كانتا تخططان لغزو قطر عسكريا في 2017، إلا أن جهود وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون أثنتهما عن تنفيذ المخطط.

إياكم أن تصدقوا وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابرييل، حين أوضح في مقابلة مع «الجزيرة» أن قطر كانت على وشك أن تتعرض لغزو عسكري عام 2017 عقب الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين.

وإن حدثتموني عن تصريح الشيخ صباح الأحمد الصباح، رحمه الله، أمير الكويت السابق في مؤتمر صحافي بالعاصمة الأمريكية واشنطن في أغسطس 2017، عن نجاح الوساطة في وقف تدخل عسكري عقب اندلاع الأزمة الخليجي.

إذ قال في وقائع المؤتمر نصا: «الحمد لله، المهم أننا أوقفنا أن يكون هناك عمل عسكري» إن حدثتموني عنه فأقول: لقد أفضى الرجل إلى ما قدم، والحي أبقى من الميت.

وبما أن النظام الإماراتي يحمل أغصان الزيتون للشعب القطري، فقد وقّع عقدا بقيمة 60 ألف جنيه إسترليني شهريا مع مؤسسة «لوبي» تسمى كويلار كونسلتانتس، بهدف الترويج لسياسات الإمارات، واتهام قطر بدعم الإرهاب، وفق تقرير سابق لـ(ميل أون صنداي) تناول وثائق مسربة عن نظام بن زايد.

وعفوا لا تصدعوا رؤوسنا عن المال السياسي وطموحات محمد بن زايد، فكل ذلك بنية طيبة لصالح الأشقاء.

حمل النظام الإماراتي أغصان الزيتون إلى شعب مصر، فخلصهم من أول رئيس مدني جاء عبر صناديق الاقتراع، فقام بتمويل الزعيم الملهم بـ 12 مليار دولار، لينقلب على الرئيس المنتخب، وهو رقم يوازي ما قدمته الإمارات لمصر في فترة تزيد عن 40 عاما، إلى وقت الانقلاب، وليس ذلك فحسب، بل دعمه في ذبح أكثر من ألف نفس في رابعة والنهضة، كل ذلك حبا في مصر وشعبها.

حمل النظام الإماراتي أغصان الزيتون إلى شعب اليمن، فقام بدعم الانفصاليين في الجنوب، بحسن نية طبعا، حتى لو أدى ذلك إلى تفتيت اليمن.

صحيح أن لابن زايد أجندة خاصة في دخوله في التحالف العربي لدعم الشرعية، وأنه يمارس دوره المحبب إليه في ملاحقة الإسلام السياسي، وجعْله على رأس أولوياته، وأن من أبرز أهدافه قتال حزب الإصلاح اليمني، الذي يعد امتدادا لجماعة الإخوان، باعتراف عيسى المزروعي قائد العمليات المشتركة باليمن.

وصحيح أن محمد بن زايد يعمل على تقوية نفوذه في ميناء عدن لأهميته الاقتصادية، وصحيح أنه ركز على عدم الدخول في حروب مباشرة مع الحوثي، منذ إبعاده عن مدينة عدن التي تمثل له أهمية قصوى، وصحيح أنه يهدف من الحرب في اليمن إلى تعزيز البنية التحتية لنفوذه في مناطق سواحل البحر الأحمر وخليج عدن، وصحيح أنه كان سببا رئيسيا في الدمار والمجاعات والأوبئة التي لحقت باليمنيين، لكن ينبغي أن لا نسيء الظن بهذا النظام الذي لا يحمل للعالم سوى السلام وأغصان الزيتون.

عليكم بتكذيب صحيفة «فورين أفيرز» الأمريكية عندما نشرت أن مصر والإمارات وراء تأخر تحرير تعز، لرفضهما تسليح المقاومة الشعبية، لأن قائدها من الإصلاح الإخواني، ولا تصدقوا أن سبب توقف آليات الجيش والمقاومة عن تحرير تعز هو، اعتراض إماراتي مدعوم من أمريكا وبريطانيا، أحسنوا الظن بالنظام الإماراتي حامل أغصان الزيتون.

ومن اليمن إلى ليبيا المختار، حمل النظام الإماراتي أغصان الزيتون، حيث دعّم الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، الذي يمثل امتدادا للدولة العميقة ورأس الحربة في مواجهة ربيع الثورة الليبية، فعوّل عليه في استخدام القوة الغاشمة لهزيمة حركات الإسلام السياسي المندرجة ضمن فصائل الثورة.

واعتمد بن زايد على تمويل حفتر في تحقيق مكاسب اقتصادية من قطاع الطاقة وعقود إعادة الإعمار، التي تعقب أي تسوية سياسية، إضافة إلى طمأنة الغرب وتبديد مخاوف الاتحاد الأوروبي من الهجرة غير الشرعية إلى دولهم، التي تتم عبر السواحل الليبية، دعكم من كل الدمار الذي لحق بأرض ليبيا بسبب تمويله لهذا الانقلابي، فمقصد الرجل خير.

وحمل النظام الإماراتي أغصان الزيتون إلى سوريا الجريحة، فقام مشكورا تحت ضغط الموقف العربي والدولي، باتخاذ موقف معارض للأسد، نعم أبقى على قنوات الاتصال الاستخباراتي والاقتصادي، ونعم فتح بلاده لشخصيات تابعة للنظام السوري، بينما قام بالتضييق على المعارضين السوريين.

ونعم لعبت شخصيات سورية لها علاقات وطيدة بالإمارات، دورا في تسليم جنوب سوريا لنظام الأسد عام 2018 لتأسيس كيان جنوبي يوازن نفوذ تركيا في الشمال، ويحد من هيمنة الفصائل الإسلامية المعارضة، ونعم عمل على إعادة بشار الأسد إلى الجامعة العربية، وافتتح سفارة في دمشق وسعى في تطبيع العلاقات مع رئيس النظام، لكن ينبغي أن لا نسيء به الظن.

امتدت أغصان الزيتون لتشمل الدول الإسلامية غير العربية أيضا، فساعد النظام الإماراتي فرنسا الشقيقة في قتالها ضد الإسلاميين في مالي، وقد اعترف الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند بأنه تلقى من ولي العهد الإماراتي 400 مليون دولار لعمليات الجيش الفرنسي في مالي، كدفعة أولى.

والدافع هو رغبة بن زايد في الوقوف أمام أي توجه إسلامي في دول الساحل والصحراء، لمنع تكوين قاعدة خلفية لدول ثورات الربيع والحفاظ على تجارة المخدرات في المنطقة، بعد أن سيطر عليها إسلاميو مالي، بحسب خبراء في هذا الشأن، يبدو أنهم أساءوا الظن كثيرا بالرجل.

وحتى أفغانستان نالت نصيبها من أغصان الزيتون الإماراتية، فشاركت مرتزقة بن زايد القوات الأمريكية الشقيقة الحليفة في العمليات بأفغانستان، وهو ما أشاد به الجنرال الأمريكي ديفيد باتريوس الذي رأى أن الإمارات هي الأقدر على قتال الإرهاب الإسلامي، بسبب خبرتها ومشاركتها للقوات الأمريكية في غزو أفغانستان، وشكرا للنظام حامل أغصان الزيتون.

رفرفت رايات السلام الإماراتية في تركيا، فقام نظام بن زايد بتمويل الانقلاب الذي كاد يعصف بالجمهورية التركية قبل خمس سنوات، من خلال مستشاره الآتي من فلسطين محمد دحلان، ومن خلال دعم زعيم الكيان الموازي الذي يقبع حاليا في أمريكا فتح الله كولن.

ولم يفت النظام الإماراتي أن يلعب دوره في هبوط العملية التركية في الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وذلك قطعا نابع من إرادة الخير بالشعب التركي، للإطاحة بحكم الديكتاتور أردوغان، الذي ارتكب جرائم بشعة، بإحداث طفرة اقتصادية غير مسبوقة لتركيا، وإحداث نهضة على مختلف المستويات، وقطع خطوات واسعة في القوة العسكرية، وتنامي النفوذ الإقليمي والدولي.

إن أكبر دليل على أن النظام الإماراتي محب للسلام حامل لأغصان الزيتون إلى كل أرض، أنه اتخذ مستشارا له باعٌ طويل في السلام واحترام الإنسانية، وهو رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، شريك جورج بوش في دمار العراق، أقصد إعمار العراق، الذي تحدثت تقارير أنه من أشار على الثلاثي الوديع بحصار قطر، وأنه عراب التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.

وانطلاقا من حبه للسلام، استحوذ النظام الإماراتي على 3.4% من حجم الإنفاق العسكري في العالم، كثامن أكبر دولة في حجم الإنفاق العسكري بين عامي 2015 و 2019، رغم أنها دولة مساحتها 71 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها أقل من عشرة ملايين، يشكل السكان الأصليون فيها نسبة أقل من 12%، فالأعباء كثيرة، ومرتزقتها موجودون في كل بؤرة مشتعلة.

كان الله في العون، لا أقصد إيران التي تحتل ثلاث جزر إماراتية لا سمح الله، فالإمارات أكبر دول الخليج من حيث التبادل التجاري مع طهران.

ولا أقصد إسرائيل قطعا، فالنظام الإماراتي يقف قلبا وقالبا مع أشقائه الإسرائيليين شركائه في حمل أغصان الزيتون، وإنا لله وإنا إليه راجعون، والبقاء لله فيك يا الإمارات، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.