موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل/ التحولات في السعودية والدور الإماراتي المشبوه

158

في سياق ما تشهده المملكة العربية السعودية من التحولات غير مسبوقة يبرز الدور الإماراتي المشبوه وتأثيره على الرياض لصالح احتواء القرارات السعودية وتدجينها خدمة لمخطط غربي عدواني في أرض الجزيرة العربية.

ويتساءل مراقبون: هل إنشاء مسارح وقاعات وصالات رياضية تستوعب الحفلات الغنائية الراقصة والمصارعات الغربية وألعاب القمار وبعض القوانين الاجتماعية يعد حضارة ونهضة؟ وهل ما يجري في العربية السعودية بمثابة قشور لا غير، يراد منها رضا الغرب ومغازلته؟

بعد التحولات التي شهدتها المملكة في الداخل، على صعيد التعامل مع صلاحيات مؤسسات الحركة الوهابية، بما فيها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نكون أمام أسئلة، مثل: هل يمكن أن يؤدي هذا إلى تراجع تمويل الوهابية في المنطقة العربية؟ وهل يمكن أن تتراجع مؤسساتها؟ وهل من المتوقع وفق ما يجري من تحولات أن تعتذر المملكة ليهود خيبر وقريظة وبني قينقاع وبني النضير، وأن تدفع تعويضات للكيان الصهيوني؟ وهل يمكن أن تُقدم المملكة على خطوة نحو التطبيع الواضح مع دولة الاحتلال الصهيوني؟.

وهل كان عداء المملكة مع إيران حقيقيا، ونابعا من سياسات عامة تتبناها المملكة، ونتيجة خشيتها من تهديد أمنها؟ أم هو نتاج لعبة الأمم التي يديرها الغرب؟ وهل هذا هو الانفتاح الذي يليق بنهضة حقيقية، أم هو عبارة عن تكتيك مرحلي قد يؤسس لكهنوت وأرستقراطية جديدة فرضتها مناخات المنطقة وشروط لعبة الحكم في البيت السعودي؟

وهل تمكنت أخيرا دولة الإمارات من احتواء قرارات المملكة وتدجينها، لصالح عملية جراحية دقيقة يمارسها الغرب في أرض الجزيرة العربية؟ وهل هذه التدابير والتحولات في الداخل السعودي تدفع ضريبة لعدم إجبار المملكة على قبول الديمقراطية الانتخابية، والتداول السلمي على السلطة؟ وما هي شروط أيّة نهضة حقيقية؟ وما هو مقدار تعزيز قيم العدالة والمساواة في تلك البلاد؟ وهل يمكن أن يُحل مجلس الشورى المُعين في السعودية، ويستبدل بمجلس تشريع ومراقبة، منتخب بحرية ونزاهة؟

محمد بن سلمان ومحمد بن زايد

وهل يمكن أن تقر المملكة دستورا يفصل بين السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية؟ وهل يمكن أن تتحول إلى ملكية نيابية، بمعنى الملك يملك ولا يحكم؟ وما هي استثمارات المملكة في مجال العقول والبحث العلمي والإبداع، هذا في حال تحدثنا عن تحولات حقيقية؟ وما هي نسبة الإنفاق على تشجيع القراءة وبناء المكتبات ودور الثقافة والفكر؟ وما هي نسبة الإنفاق على بناء الحدائق العامة والمتنزهات والآثار والتراث وترميم المعالم الحضارية؟

أن ما يجري يهدف إلى خلق ضجة واهتزازات وتصدعات داخلية تشمل الأسرة الحاكمة والمجتمع ومنظومة القيم في السعودية، وهي خطوات مدروسة، ولا يملك الأمير الحالي معارضتها، ولا يملك الوقوف في وجهها، ويراد منها إلغاء الخصوصية الثقافية لمجتمعات المشرق، وبالتحديد أرض رسالة الإسلام، وتحطيم أبنية اجتماعية وسياسية تم تدشينها منذ قرن تقريباً، وتأسيس مبان اجتماعية وحواضن وأنظمة جديدة، لتتناسب مع النظام الدولي الجديد.

لكن لا يملك من يخطط لتلك التحولات القدرة على تحديد نتائجها أو ضبط مساراتها، سيما كونه لا يستطيع أن يحصل على لاعبين من المريخ، بل إن أدواته هي المتناقضات الأضداد التي تجود بها بيئات الاستبداد في المشرق.