موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

التخبط يهيمن على مؤتمر المناخ COP28 المقرر في الإمارات

606

يهيمن التخبط على مؤتمر أطراف مؤتمر المناخ COP28 المقرر في دولة الإمارات نهاية العام الجاري في ظل الانتقادات الدولية المتنامية لقيادة أبوظبي للمؤتمر العالمي.

وأبرزت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية حالة القلق حول مؤتمر المناخ COP28 بسبب تزايد التداعيات السلبية لقرار أبوظبي تعيين سلطان الجابر، رئيس شركة النفط المملوكة للدولة “أدنوك” رئيسا للقمة.

وذكرت الصحيفة أن المطالبات تتصاعد للقادة الغربيين بالعمل على ضمان ألا يتجاهل مؤتمر المناخ في الإمارات الحديث عن أصل المشكلة وهي الوقود الأحفوري، والذي يطالب سلطان الجابر، رئيس المؤتمر، بزيادة إنتاجه، في مفارقة أثارت الغضب.

وأشارت إلى أنه عندما تمت دعوة شيلدون وايتهاوس، السناتور الديمقراطي عن ولاية رود آيلاند، إلى مأدبة عشاء في ذروة محادثات المناخ COP27 في مصر العام الماضي، كان يتوقع أن يلتقي ببعض رجال الأعمال الأمريكيين في المنطقة.

وبدلاً من ذلك، ومما أثار استياءه، استضاف العشاء غرفة التجارة الأمريكية، وهي مجموعة ضغط قوية لها علاقات بصناعة الوقود الأحفوري.

ويقول وايتهاوس، الذي ألقى على مدى تسع سنوات خطابًا أسبوعيًا في مجلس الشيوخ الأمريكي يحذر من كارثة المناخ الوشيكة: “حقيقة أن هذه المناورة تم تنفيذها في مؤتمر الأطراف في شرم الشيخ تركت طعمًا سيئًا للغاية في فمي”.

ويضيف: “لذلك عندما عينت الدولة المضيفة لقمة هذا العام، الإمارات العربية المتحدة، المدير التنفيذي لشركة النفط سلطان الجابر رئيسا لـ COP28 ، قررت أن هذا يكفي”.

وإلى جانب زملائه الأوروبيين، نسق وايتهاوس رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، يدعوهم فيها إلى الضغط على الإمارات لاستبدال الجابر، وحذرت الرسالة من أن استمرار تعيينه يقوض رسالة القمة والمفاوضات حولها.

ونقلت الصحيفة عن مايكل بلوس، وهو عضو ألماني في البرلمان الأوروبي مع حزب الخضر، قوله: كان تعيين الجابر بمثابة فضيحة ومثال ممتاز لتضارب المصالح، ويشبه تعيين رئيس شركة التبغ لرئاسة حملة تهدف إلى الإقلاع عن التدخين”.

يقترح العلماء والمتخصصون أن الحد من إنتاج واستخدام الفحم والنفط والغاز هو المفتاح لتحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في تخفيض الاحترار بمقدار 1.5 درجة مئوية.

لكن جابر تحدث بدلاً من ذلك عن الحاجة إلى معالجة “انبعاثات” الوقود الأحفوري، وهو تمييز يقول المحللون إنه خارج دليل الصناعة، وأشار إلى استخدام تقنية احتجاز الكربون، والتي لم يتم إثباتها على نطاق واسع، لإطالة أمد استخدام الوقود الملوث.

وأبرزت الصحيفة أن دور رئيس القمة هو دور أساسي في اتجاه وأهداف القمة السنوية التي تجمع قادة العالم والمفاوضين والشركات ومجموعات المجتمع المدني للسعي إلى توافق في الآراء حول كيفية معالجة تغير المناخ.

ورأت الصحيفة أن مؤتمر COP28، الذي يفتقر إلى الطموح ويفشل في تحقيق تقدم، من شأنه أن يغذي المخاوف الأوسع حول فعالية هذه المؤتمرات، بعد الانتقادات المستمرة لـ COP27 – والتي سجل حضورها أكثر من 600 من جماعات الضغط التي تعمل بالوقود الأحفوري.

وتثور تساؤلات من عينة: “هل يمكن للرئيس القادم وفريقه أن يتفوقوا على المصالح الخاصة لدولة الإمارات العربية المتحدة كمنتج للوقود الأحفوري؟”.

وقد أعقب تعيين جابر سلسلة من التطورات غير المريحة، بما في ذلك الأنباء التي تفيد بأن الإمارات العربية المتحدة قد دعت رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى المؤتمر، وعينت مستشارًا سياسيًا من المملكة المتحدة كان يعارض الضرائب غير المتوقعة على شركات النفط والغاز للمساعدة في الاتصالات.

ويقول الخبراء إنه من السابق لأوانه الحديث عن فشل COP28، لكن الوقت ينفد بالنسبة للرئاسة لكسب ثقة المجتمع الدولي وإظهار أن لديها طموحات حقيقية لإنجاحها، بحسب “فاينانشال تايمز”.

ويرى محللون أن الطريقة التي سيتعامل بها فريق COP28 مع المصالح المتنافسة في القمة ستكون أفضل اختبار لالتزامه بالتصدي لتغير المناخ – خاصة وأن تأثير القوة الإقليمية الكبرى، المملكة العربية السعودية، من المتوقع أن يلعب دورا  على البلد المضيف.

ويجمع مراقبون دوليون على أن دولة الإمارات سجلت فشلا ذريعا بشكل مبكر في قيادة مفاوضات المناخ عشية استضافتها مؤتمر أطراف المناخ كوب 28 المقرر نهاية العام الجاري.

وبرز بهذا الصدد مطالبة عشرات المشرعين الأوروبيين والأمريكيين بإقالة مبعوث المناخ الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي، سلطان أحمد الجابر، من منصب رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 28”.