موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: في دولة التسامح المزعوم.. إماراتية تحتضر داخل السجن وأخرى تهرب من جحيم التعنيف

164

يظهر التناقض على أشده في دولة الإمارات العربية المتحدة وتبنيها شعار التسامح المزعوم عند النظر لما تتعرض له المرأة من انتهاكات واسعة النطاق.

ويختصر الواقع حاله بقضية معتقلة الرأي علياء عبد النور التي تحتضر دخل السجن بسبب معاناتها من مرض السرطان في ظل رفض السلطات الإماراتية الإفراج عنها.

بموازاة ذلك تبرز قضية الإماراتية هند البلوكي التي فرت من البلاد هربا من جحيم التعسف بحقوقها وواقع التعنيف الذي تعانيه دون حماية رسمية.

ويوجد في الإمارات عشرات المعتقلين السياسيين الذين تم اعتقالهم وسجنهم وتعريضهم للتعذيب بسبب ممارستهم الحق في التعبير وانتقدوا الفساد والأخطاء التي يقوم بها جهاز أمن الدولة والسلطات في الدولة، وهو حق تفرضه الديانات جميعها وتجاهل وضعهم الإنساني والحقوقي من أكبر مؤسسة في الدين الثاني المنتشر في العالم بعد الإسلام يعني أن السلطات نجحت في استغلال زيارة البابا من أجل تحسين سمعتها، دون أن يقدم البابا أي انتقاد.

وتبرز قضية المعتقلة الإماراتية علياء عبد النور المصابة بمرض السرطان و التي تصارع الموت في سجون الإمارات نتيجة ظروف الاعتقال السيئة وحرمانها مع العلاج والأدوية المناسبة وتعرضها للتعذيب والتخويف.

وازدادت حالة علياء عبد النور سوءا  بعد استشراء مرض السرطان في كامل جسمها حيث إنها لا تقوى على الوقوف والمشي دون مساعدة، وبعد كثرة المناشدات الدولية للإفراج عنها تكتفي السلطات بنقلها إلى مستشفى “توام” في مدينة العين دون إخطار ذويها مع رفضها للإفراج الطبي عنها لتقضي ما تبقى من حياتها مع ذويها.

وكانت عائلتها اكدت إساءة معاملة علياء والحط من كرامتها وظروف الاحتجاز السيّئة بمستشفى توام. فوجدتها مقيدة إلى السرير في غرفة دون نوافذ أو تهوية تحت حراسة مشددة. وحينما توجهت العائلة لأعوان الحراسة بطلب فك القيود، جاءها الرد بأنّ القيود لا تفك إلا بمماتها.

ومنتصف شهر ديسمبر الماضي ناشدت المعتقلة السودانية في سجن “الوثبة” الإماراتي، “إجلال عبدالمنعم حسن”، حكومة بلادها والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، التدخّل والضغط على سلطات أبوظبي لوقف الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها وإطلاق سراحها دون شروط.

في هذه الأثناء قالت “مديرة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال” عفراء البسطي إن إمارة دبي وضعت سياسات وقوانين واضحة لحماية النساء في هذه الظروف وذلك تعليقا على قضية الإماراتية هند البلوكي.

ونشرت هند البلوكي، على “تويتر” قبل أيام، مقطع فيديو تطلب فيه مساعدتها بعد أن هربت من بلادها إلى مقدونيا.

وأفادت مديرة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال في تغريدة على “تويتر” يوم الجمعة بأنها علمت مؤخرا بقضية السيدة الإماراتية هند البلوكي، حيث قالت إنها غردت على “تويوتر” لتبرهن علنا دعمها لهذه القضية.

وأكدت عفراء البسطي أن لكل فرد الحق في الحرية خاصة النساء وأن دبي وضعت سياسات وقوانين واضحة لحماية النساء في هذه الظروف.

وأضافت في تغريدة ثانية “لقد قمت شخصيا باختيار محامين مستعدين لمساعدة البلوكي وتوجيهها خلال هذه العملية.. أولويتي العليا هي إعادة جمع شمل البلوكي بأمان مع أطفالها”.

وكانت هند البلوكي طلبت في مقطع فيديو نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي المساعدة بعد أن هربت من بلادها إلى مقدونيا، حيث تقبع في مركز رعاية، مؤكدة أن هربها سببه سوء معاملة والدها وشقيقها بعد طلبها الطلاق من زوجها الذي قالت إنه يعنفها، وإنهم حوّلوا حياتها إلى جحيم.

وطلبت البلوكي في الفيديو الذي تحدثت فيه باللغة الإنجليزية، مساعدتها للنجاة من العنف المسلط عليها، مؤكدة أنها تركت خلفها أربعة أطفال، حيث قالت “أي أمّ لن تترك أطفالها بهذه الطريقة، لكنني كنت مضطرة إلى ذلك لأنهم لم يتركوا لي أي خيار آخر”.

وتأتي حادثة هند وسط مزاعم متزايدة بتمكين المرأة وحقوقها وما يشاع عن المساواة والتوزان لتكشف حقيقة أوضاع النساء في الدولة من جهة، ومن جهة أخرى تكشف أن قضايا المرأة والمرأة ذاتها تستخدم للدعاية وتجميل هذه الجهة أو تلك في حين أن الوقائع أخطر بكثير من حالة هند وأخريات مقهورات غيرها لا يمتلكن أية فرصة للحديث.