موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

التضليل الإعلامي.. نهج إماراتي ثابت أحدث أشكاله إيميلات هيلاري كلينتون

229

يعد التضليل الإعلامي نهجا ثابتا لدى النظام الحاكم في دولة الإمارات أحدث أشكاله إيميلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون ومحاولة استغلاله لصالح سياسات أبو ظبي.

وخلال أسبوع كامل مارست الآلة الإعلامية الإماراتية حملة تضليل على صفحات الصحف والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، جوهره الإيميلات التي يزعم أنها سربت حديثاً لكلينتون.

وبدأت حملة التضليل مع حثّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزير خارجيته مايك بومبيو على تسريع وتيرة نشر باقي إيميلات كلينتون، علماً أن دفعة من الرسائل الخاصة بها كانت قد نشرت في شهر مايو/أيار 2019.

وتضمنت الحملة اتهامات لجماعة الإخوان المسلمين بالتآمر على الإمارات والسعودية، وروايات شعبوية من دون أي مصدر توثيقي حقيقي حول مواقف مزعومة لأبوظبي والرياض ضد الإدارة الأمريكية.

وأكثر المتحمسين لهذه الإيميلات كانت المنصات والمواقع الإماراتية ومن ضمنها “سكاي نيوز عربية”. كما غطت بوابة “العين” الإخبارية الإيميلات بشكل كبير، وقامت بنقل تفاصيلها الدقيقة، مع الالتزام بعدم الإشارة لموعد نشرها الحقيقي.

كما أنها أضافت سلسلة من التحليلات لهذه الإيميلات تقوم على أساس أن ولي عهد إمارة أبو ظبي محمد بن زايد ساهم في صد خطر إدارة أوباما على المنطقة ومؤامراتها مع “جماعات الإسلام السياسي” لتفكيك الخليج العربي.

ولم تقدم هذه الحملة التي دشنها الإعلام السعودي ــ الإماراتي أي جديد على مستوى الإفصاح عن المعلومات، إذ ركزت على نشر معلومات سابقة ودمجها مع تحليلات يمررها الإعلاميون من البلدين على مواقع التواصل الاجتماعي على أنها حقائق مؤكدة في محاولة للتأثير على الرأي العام.

وتصدرت وسوم “إيميلات هيلاري”، و”تسريبات هيلاري” مواقع التواصل الاجتماعي داخل الإمارات والسعودية لأيام، وسط حالة من الفوضى انتابت هذه المواقع نتيجة تداخل المعلومات المؤكدة مع التحليلات.

واعتبر خبراء أن حملة استغلال الإيميلات المسربة تقوم على مزيج من الوقائع المعروفة التي لا تثبت أيّا من اتهامات الإمارات والسعودية والتخمينات التي تروّج لمؤامرة غير موجودة على أرض الواقع.

وفي تموز/يوليو الماضي طال مصير الحذف عشرات المقالات المخصصة للإشادة بدولة الإمارات في وسائل إعلام دولية بعد كشف زيفها وأنها مجرد حملة تضليل مولتها أبوظبي.

وبدأت صحف أميركية ودولية بحذف مقالات تشيد بالإمارات وتحرض على خصومها مثل قطر وتركيا ودول أخرى بعد أن كشف موقع “ديلي بيست” الإخباري الأميركي زيفها.

وكان الموقع كشف عن وجود شبكة تضم أكثر من 19 شخصية وهمية نشرت عشرات مقالات الرأي في وسائل إعلام أميركية محافظة وصحف ومنشورات في الشرق الأوسط تثني على الإمارات وتحرض على قطر وتركيا وإيران.

وامتنعت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في اتصال مع محررها الرئيسي عن الإدلاء بأي تعليق بشأن المقالات التي شاركت في نشر بعضها.

وسجل التحقيق أن الكتّاب الوهميين نشروا مساهمات في موقعين هما “آراب آي” (The Arab Eye) و”بيرشيا ناو” (Persia Now)، كما نشروا مقالات رأي في عشرات المنصات تروج للأهداف نفسها، ومنها انتقاد قطر، وبشكل خاص شبكة الجزيرة الإخبارية.

وذكر الموقع أن هؤلاء الكتّاب انتقدوا دور تركيا في ليبيا، ووصفوا دعمها أحد طرفي الصراع في ليبيا بـ”الأخبار السيئة” التي تهدف إلى “الحد من تدفق موارد الطاقة الحيوية” إلى أوروبا، وأنه إسفين يدق بهدف إثارة الانقسام داخل حلف الناتو، كما انتقدوا تعيين شبكة فيسبوك توكل كرمان في مجلس إدارتها.

وأفاد الموقع بأن أنشطة الشبكة تعود إلى يوليو/تموز 2019، وأنها أنشأت حسابات على تويتر في مارس/آذار أو أبريل/نيسان 2020، وقدم أصحابها أنفسهم على أنهم مستشارون سياسيون وصحفيون مستقلون مقيمون غالبا في عواصم أوروبية.

وأشار إلى أن أعضاء الشبكة كذبوا بشأن سجلاتهم الأكاديمية والمهنية على موقع “لينكد إن”، واستخدموا صورا مزيفة أو مسروقة.

وأكد الموقع الأمريكي أن كل الصور الشخصية المسروقة التي استخدمها أعضاء الشبكة تم التلاعب بها حتى لا يتم اكتشافها عبر استخدام محرك البحث غوغل.

وبعد فضح هذه المعلومات قرر موقع تويتر تعليق حسابات 15 شخصا، منهم حساب الشخص الوهمي رافاييل بيداني، على خلفية خرق أعضاء هذه الشبكة سياسات تويتر التي تمنع التلاعب بالمنصات.