موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: الفعاليات الدولية.. بوابة الإمارات لتصعيد عار التطبيع العلني مع إسرائيل

311

يتورط النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة بتصعيد عار التطبيع العلني مع إسرائيل على حساب تصفية القضية الفلسطينية.

وبعد سنوات من التعاون السري، لجأ النظام الإماراتي إلى الفعاليات الدولية كبوابة لتصعيد عار التطبيع العلني وجعله أمرا واقعا رغم ما يقابله من معارضة واسعة لدى الإماراتيين والشعوب العربية.

وأخر مظاهر ذلك احتفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو بمشاركة إسرائيل رسميا في معرض “إكسبو الدولي 2020″، المقرر إقامته في الإمارات العام الماضي.

نتنياهو لم يتوقف عند الاحتفاء بهذه المشاركة، بل قال في تغريدة له: إن “مشاركة إسرائيل بمعرض دبي تعبير آخر عن مكانتها المتصاعدة في العالم والمنطقة”، بحسب تعبيره.

والترحيب والاحتفاء الإسرائيليان بخطوات الإمارات نحوها، ترافقا مع دعوة وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في مارس المنصرم إلى الانفتاح العربي على إسرائيل، ونقلت صحيفة “ذا ناشيونال” التي تصدر من أبوظبي عن أنور قرقاش، قوله: “إن العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل بحاجة إلى تحول من أجل تحقيق تقدم نحو السلام مع الفلسطينيين”.

لكن على الجانب الآخر، ينظر الفلسطينيون بخطورة كبيرة لمثل هذا التحول المتصاعد في العلاقات بين الإمارات و”إسرائيل”، الذي وصل إلى حد ما أسموه بـ”وقاحة التطبيع العلني مع دولة الاحتلال”.

ويقول صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إنه “لا يوجد أي فلسطيني يقبل أن تفتح دول عربية باب التطبيع على مصراعيه مع إسرائيل في ظل الظروف السياسية الراهنة، وبقاء الفلسطينيين تحت الاحتلال”.

عريقات أوضح أن “الدول العربية يجب عليها أن تلتزم بقرار جامعة الدول برفض التطبيع العلني وحتى السري مع إسرائيل، لكون ذلك يتناقض مع ما جرى التوافق عليه في القمم العربية الأخيرة التي حرمت التطبيع”.

وذكر أن أي دولة عربية تتقرب ولو بخطوة واحدة نحو الاحتلال لإقامة علاقات رسمية، دون عملية سياسية واضحة وعودة الحقوق الفلسطينية كاملة، فهي بذلك تدعم الاحتلال في إرهابه وعدوانه وعنصريته وتهجيره وقتله للفلسطينيين.

وبحسب عريقات فإن التطبيع يعد مكافأة مجانية تقدم لإسرائيل، وخيانة لدماء الفلسطينيين وتضحياتهم التي تقدم يومياً في مواجهة المحتل والتصدي له، لافتاً إلى أن “إسرائيل” تستغل هذه الظروف لتمزيق القضية الفلسطينية بشكل أوسع وأخطر.

“التطبيع العربي مرفوض جملةً وتفصيلاً، وأي دول عربية تقوم بأي خطوة تجاه دولة الاحتلال توجه ضربة قاسية للفلسطينيين، وتعطي نفساً جديداً للمحتل”، يقول عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”.

وأكد زكي أن “المطلوب من العرب هو دعم الفلسطينيين، ومواجهة كل المخططات الإسرائيلية الخبيثة التي تحاك ضد القدس والأقصى والحقوق الفلسطينية بأكملها، وليس فتح أبواب خلفية للعلاقات العسكرية والسياسية والتجارية وحتى الفنية”.

مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية والدولية، نبيل شعث، عقب كذلك على إعلان الخارجية الإسرائيلية مشاركتها في معرض “إكسبو 2020″، وقال في تصريح صحفي: إنه “سيكون هناك تواصل رسمي مع الإمارات حول الأمر”. واعتبر أن تطبيع أي دولة عربية مع إسرائيل يشكل “خطأ فادحاً” في حق القضية الفلسطينية والموقف العربي والإسلامي، مضيفاً أن ذلك “مخالف لقرار وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، ومخالف للموقف الفلسطيني”.

وتابع : “طلبنا من كل الدول العربية أن توقف أي تطبيع مع إسرائيل، والالتزام بمبادرة السلام العربية القاضية بعدم التطبيع إلا بعد انسحاب إسرائيل الكامل من كل المناطق التي احتلتها عام 1967″، مشيراً إلى أن “الحديث عن التطبيع من أجل دفع السلام غير صحيح، لأن مشروع إسرائيل، ومعها إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، لا علاقة له بالسلام، أو بحقوق الشعب الفلسطيني”.

وقبل يومين أعلنت إسرائيل مشاركتها في معرض “إكسبو 2020″، والذي سينطلق من أكتوبر 2020 حتى أبريل 2021.

وخلال الفترة الأخيرة ازدادت وتيرة التطبيع بأشكال متعددة بين الإسرائيليين والعرب؛ من خلال مشاركات إسرائيلية في نشاطات رياضية وثقافية تقيمها دول عربية، مثل الإمارات، في حين تتحدث تقارير عن علاقات سرية وطيدة مع السعودية.

ومؤخراً جرت بعض اللقاءات بين مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين، كما دعمت أبوظبي والرياض “صفقة القرن” التي يسعى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى تطبيقها، والتي تقوّض الحق الفلسطيني لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي.

حركة “حماس” من جانبها اعتبرت الإعلان عن مشاركة وفد إسرائيلي في معرض دبي الدولي “تطوراً خطيراً”، ودعا القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، في تغريدة عبر (تويتر) دولة الإمارات إلى عدم التورط في ذلك؛ لأنه يشكل تشجيعاً للجرائم الإسرائيلية، وإهداراً لحقوق الأمة وانتهاكاً لقرارات قمة تونس.

وعن هذا التطور الكبير الحاصل بين إسرائيل والإمارات على وجه الخصوص، يرى المحلل السياسي عبد الستار قاسم، أن الإمارات تفوقت على جميع الدول العربية في لهاثها خلف إسرائيل وإقامة العلاقات الرسمية والعلنية معها.

وقال “المسؤولون الإماراتيون عقدوا العزم بأن يكون هذا العام 2019 هو العام الأهم في تاريخ علاقاتهم مع إسرائيل، وفتح كل أشكال التطبيع معها، دون اكتراث للقرارات العربية أو حتى للقضية الفلسطينية التي تعيش أكثر الأوقات حساسية”.

ويشير إلى أن الموقف الإماراتي لم يأت بهذه الجرأة إلا بعد حصوله على الضوء الأخضر السعودي، بالتقرب من “إسرائيل”، معتبراً زيارات الإسرائيليين للدول العربية واستقبالهم في الاحتفالات والمناسبات الرياضية والثقافية وغيرها، مقدمة لمرحلة أكثر خطورة، ستكون فيها دولة الاحتلال الصديق القوي للعرب.

وذكر أن ما تقوم به الإمارات والسعودية والبحرين وغيرها من الدول المطبعة هو إرضاء ترامب وكسب وده، حتى وإن كان ذلك على حساب الفلسطينيين وقضيتهم التي ينظرون إليها على إنها “عقبة كبيرة في وجه علاقاتهم مع إسرائيل.

يذكر أن ناشطين بمنظمات حقوقية دولية أطلقوا موقعاً إلكترونياً يبرز انتهاكات حقوق الإنسان في دولة الإمارات بمناسبة استضافتها معرض “إكسبو الدولي 2020”.

ووضع الموقع على رابط بموقع إكسبو الدولي، ويعرض معلومات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الإمارات، ودعمها لمنظمات إرهابية وتورطها في انتهاك حقوق المرأة، والعبودية، وغسل الأموال وانتهاكاتها حرب اليمن وتجارتها بليبيا.