موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: الإمارات تقود موجة التطبيع الأكثر خطورة في تاريخ الصراع العربي مع إسرائيل

328

يتورط النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة وبصورة أصبحت علنية وليست سرية في قيادة موجة التطبيع الاكثر خطورة في تاريخ الصراع العربي مع إسرائيل.

وتتورط الإمارات في تسهيل بيع بيوت المقدسيين لليهود، ودعم صفقة القرن الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية في وقت لا تتوان فيه عن التطبيع الرسمي بعد سنوات طويلة من التطبيع السري المشبوه.

زيارة وزيرة الثقافة الإسرائيلية المتطرفة ماري ريغيف مؤخرا، وفرق رياضية إسرائيلية إلى الإمارات لا تتوقف، وكل ذلك وسط صمت أبوظبي على الاتهامات، وموافقة رسمية غير معلنة على زيارات التطبيع.

ويقول مراقبون: إن أبوظبي تمهد لموجة تطبيع هي الأكثر خطورة على مستقبل القضية الفلسطينية والمنطقة والإمارات.

لم يسعف الصبر وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش سوى ساعات قليلة، ليفصل بين اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وبين دعوته الرسمية للتطبيع مع إسرائيل وزعمه أن مقاطعة كيان الاحتلال “كان خاطئا للغاية”.

تصريحات قرقاش وردت لصحيفة “ذا ناشيونال” الرسمية الناطقة باللغة الإنجليزية والصادرة في أبوظبي، وقال فيها: إن العلاقات بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى تحوّل يمهد للتقدم نحو السلام مع الفلسطينيين.

وأضاف: أن قرار الكثير من الدول العربية عدم التحاور مع إسرائيل عقّد مساعي التوصل لحل على مدى عقود، على حد زعمه.

وتابع: “منذ عدة سنوات، اتخذ قرار عربي بعدم التواصل مع إسرائيل، لكن بنظرة إلى الوراء، كان هذا قرارا خاطئا للغاية”، على حد تقديره الذي يستهدف تسويغ التطبيع.

وقال قرقاش إنه يتوقع زيادة التواصل بين الدول العربية وإسرائيل من خلال اتفاقات ثنائية صغيرة وزيارات يقوم بها ساسة ووفود رياضية.

وذكر قرقاش “يتطلب التحول الاستراتيجي منا فعليا تحقيق تقدم على صعيد السلام”، على حد زعمه الذي يتذرع بالسلام من أجل ترويج التطبيع. وذكر أن الحوار على الهامش في الوقت الراهن لكن ذلك سيتغير.

وبرر قرقاش هذا التوجه، بإحراز تقدم في عملية السلام، متجاهلا أن إسرائيل تستغل التطبيع لصالحها كما يرفضه الفلسطينيون بلا استثناء مقاومة وسلطة، وأثبتت تجربة الأردن ومصر اللتين ترتبطان بمعاهدات سلام مع كيان الاحتلال أن هذه العلاقات والتطبيع والسلام لا يخدم إلا تل أبيب ولا يقدم أي شيء للقضية الفلسطينية.

ويقول مراقبون: إذا أرادت أبوظبي التطبيع مع إسرائيل فلا تتذرع بالفلسطينيين، لأن الفلسطينيين أنفسهم يعتبرون التطبيع “طعنة” في ظهر الشعب الفلسطيني وفق ما عبر عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قمة تونس الأخيرة.

وإلى جانب التصريحات أعلاه، فقد دفعت أبوظبي بأحد كُتاب المقالات في صحيفة الاتحاد ليمهد إعلاميا لعدم إعادة إسرائيل الجولان والضفة، مختبئا خلف كتاب للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، عندما نقل الكاتب محمد الباهلي في ختام مقاله قول نيكسون: ” التزامنا في الولايات المتحدة نحو إسرائيل عميق جداً، فنحن لسنا مجرد حلفاء، ولكننا مرتبطون ببعضنا بعضاً بأكثر مما تعنيه أوراق المعاهدات والالتزامات.. نحن مرتبطون معهم ارتباطاً أخلاقياً، وإسرائيل بالنسبة لنا مكسب استراتيجي، وهي لا تستطيع أن تعيد للعرب الأراضي التي احتلتها في الضفة الغربية والجولان”.

وقد تساءل ناشطون، عن مغزى نشر هذه المعلومات في هذا التوقيت، وإن كان ما يقوله نيكسون يمثل سياسة أبوظبي وتوجهاتها ولكنها لا تجرؤ في هذه المرحلة على المجاهرة بمواقفها فتختبئ بأقوال هنا وهناك، وكأنها ناقلة لا متبنية لهذا التوجه.

صحيفة القدس العربي اللندنية واسعة الانتشار ردت تصريحات قرقاش، واعتبرت افتتاحية الصحيفة بتاريخ (29|3) أن “الرطانة الكبيرة حول “التنبؤات” و”العمق الاستراتيجي” و”حل الدولة الواحدة” هو استسلام عربيّ للإرادة الإسرائيلية وكسر للمشروع الفلسطيني، وهو ما صار يطلق عليه في أدبيات السياسة المعاصرة مصطلح “صفقة القرن” الأمريكية ـ الإسرائيلية”. ورأت الصحيفة، “بهذا المعنى فإن “التحوّل الاستراتيجي” عربيّاً هو الالتزام بمصلحة إسرائيل والتخلّي عن مصالح الفلسطينيين (والتي هي مصالح عربيّة بالأساس) كما أنه تخل عن المقدّسات الإسلاميّة في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلّة، وفرض هذا الواقع الكاسر يمكن وصفه بأي شيء غير أنه “نظام إقليمي أكثر استقرارا””، على حد تأكيد الافتتاحية.

وأضافت القدس العربي “أما الزيارات الثنائية والوفود الرياضية ولقاء المسؤولين فهذه كلّها أمور تجري أمام أعيننا ولا تحتاج إلى “زرقاء اليمامة” للتنبؤ بها، كما لا يحتاج الأمر إلى عرّاف كي يرى أن هذه الزيارات واللقاءات لم تزحزح إسرائيل عن مواقفها وأن هدايا ترامب تنهال عليها فيما تنهال على العرب طلبات التنفيذ ودفعات صفقات الأسلحة والتواطؤ المكشوف ضد الفلسطينيين (وضد السوريين واليمنيين أيضاً)”، على حد تقديرها.

وخلصت الافتتاحية إلى القول بصورة حاسمة: “التحول الاستراتيجي” واضح وهو عبارة عن خضوع عربيّ لخطّة ترامب ـ نتنياهو، وتواطؤ مشين ضد الفلسطينيين والشعوب العربية”.

ورأى مراقبون أن تصريحات قرقاش تأتي قبل أيام من الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري في 9 أبريل الجاري ما يعني تحول قرقاش إلى وسيلة دعاية في حملة نتنياهو الانتخابية.

ومحليا، قال الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبد الله  في تغريدة على حسابه في “تويتر”: “حديث الوزير قرقاش عن أن مقاطعة العدو الإسرائيلي كان خطأ، ودعوته لزيادة الاتصال مع هذا الكيان الاستيطاني السرطاني مؤسف، ويكافئ حكومة عنصرية لا تؤمن بحق شعب فلسطين في دولته المستقلة”.

وأضاف: “لا يوجد تبرير سياسي للهرولة في اتجاه الإرهابي (بنيامين) نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي)، وسيأتي اليوم الذي نأسف فيه على هذا النهج”.

وهذا هو ما يؤكد عليه الشعب الإماراتي ويطالب بوضع حد للهرولة نحو التطبيع فضلا من أن تقود أبوظبي هذه الموجة الخطيرة والتي تتزامن أيضا مع ما أكدته قمة تونس من مركزية القضية الفلسطينية ورفض قرارات ترامب حول القدس والجولان، ورفض أي مبادرات تتجاوز السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية، وأن تلتزم أبوظبي بما تعلنه من حرصها على العمل العربي المشترك حتى لا تنكشف أكثر أمام الإماراتيين وشعوب المنطقة، على ما يقول ناشطون.