موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مركز حقوقي: السادية .. طريق ضباط أمن الدولة الإماراتيين للسعادة

306

قال مركز مناصرة معتقلي الإمارات إن السادية طريق ضباط أمن الدولة الإماراتيين للسعادة في ظل تورطهم بانتهاكات تعذيب وتضييق ممنهجة بحق معتقلي الرأي في الدولة.

ويوافق 20 مارس/آذار من كل عام اليوم العالمي للسعادة، حسب الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعترافا منها بأهمية السعادة والرفاهية بوصفهما قيمتين عالميتين يتطلع إليهما البشر في كل أنحاء العالم.

ورغم أن السعادة بحسب الأمم المتحدة هي “هدف إنساني أساسي”، لكن السلطات الإماراتية دأبت خلال السنوات الماضية على استغلال هذا المصطلح وتحويله من هدف إنساني إلى سياسي وإعلامي، بهدف تلميع صورتها والتغطية على سجلها السيء في مجال حقوق الإنسان.

وتعد الإمارات أول دولة عربية أنشأت وزارة خاصة بالسعادة، وتجد فيها مصطلح السعادة يتردد بكثرة في وسائل الإعلام الحكومية وأينما ذهبت، وقد حصلت على المركز الأول عربياً في مؤشر السعادة، وهو مؤشر يعتمد على مقاييس مادية مثل دخل الفرد والدعم الحكومي والرفاهية، لكن ذاك المؤشر يهمل أهم مقاييس السعادة وهي مشاعر الفرد.

ويختلف مفهوم السعادة من شخص إلى آخر، لكن هل سمعت يوماً كيف تسعى بعض فئات المجتمع مثل ضابط السجن أو المحققين للحصول على السعادة؟ هل لديك فكرة ما هو الشيء الذي يجعل المحقق أو ضابط السجن في الإمارات سعيداً؟ يا ترى كيف تحقق هذه الفئات سعادتها في بلد يوصف بأنه الأول عربياً في مؤشر السعادة؟

الإجابة المختصرة وربما الصادمة للوهلة الأولى، هي من تعاسة السجناء والمتهمين، أما الإجابة الأكثر تفصيلاً، فهي من خلال التسلية بمشاعرهم وانتهاك حقوقهم عن طريق تعذيبهم جسديا ونفسياً.

وبالمناسبة فإنها ممارسات شائعة بين ضباط السجون والمحققين عموماً، وقد كشفت صحيفة واشنطن بوست في 2004 أن الجنود الأميركيين أرغموا المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب على القيام بأمور مذلة على سبيل اللهو والتسلية فقط وليس لتحضيرهم نفسيا للاستجواب.

وهو مشابه تماماً لما حصل ويحصل في السجون وأقبية التحقيق الإماراتية هذه الأيام، فمثلاً، الرائد مطر البلوشي، مدير قسم شؤون النزلاء في سجن الوثبة، كان يستمتع بمعاقبة السجناء لأسباب تافهة، ويحرمهم بشكل جماعي من المكالمات الهاتفية أو الزيارات العائلية أو شراء الطعام لأنه وجد بقعة مياه على الأرض.

أما حراس السجن، فسعادتهم تتمثل بتقييد أرجل وأيدي السجناء لساعات طويلة بشكل يشبه طريقة تقييد الحيوانات، والاستمتاع بمعاناتهم، أو تهديدهم بالضرب والاغتصاب والضحك على ردات فعلهم.

وفي كثير من الأحيان كان حراس السجن يقتلون مَللهم، من خلال اقتحام زنازين السجناء وتفتيشها بطريقة مهينة، وبعثرة أغراضهم ورميها على الأرض، وفي حالة اعتراض أحد السجناء، يُضرب ويُلقى في زنزانة انفرادية.

في سجن الرزين، كان ضباط السجن يشغلون موسيقى عالية أثناء نوم السجناء لإيقاظهم من النوم، والضحك على طريقة استيقاظهم، وقد تسببت هذه الطريقة بحالة إغماء لمعتقل الرأي الدكتور محمد الركن، وأدت إلى حصول التهابات في أذنيه.

أما في غرف التحقيق، فإن أساليب الاستهزاء والتسلية لا حصر لها، على سبيل المثال، في 29 أغسطس 2018 ، تم استدعاء المعتقلتين مريم البلوشي وأمينة العبدولي للتحقيق، وبعد وصولهما تم إبلاغهما أن المحقق مشغول بالتدخين، وبعد انتظارهما لفترة طويلة أبلغوهما بإلغاء التحقيق.

ولعل من أبرز القصص التي تكشف عن وجود ميول سادية واختلالات نفسية في سلوك بعض محققي جهاز أمن الدولة للشعور بالسعادة، هو ما سلوك إحدى المحققات مع المعتقلة العبدولي، حيث جلست المحققة أمام أمينة وبدأت تأكل المكسرات وقطعاً من الحلوى، ثم قالت لها بنبرة ساخرة، “أنا أستطيع أكل المكسرات وكل ما أرغب به أم أنتِ فلا تستطيعن أكل شيء”.

أيضاً فإن بعض المحققين في أمن الدولة كانوا يستمتعون بإرهاب المعتقلين وتخويفهم عبر الحديث عن صفات السجن السيئة التي سيذهب إليها المعتقل، وقد حصلت ذلك مع المعتقلة البلوشي، حين قال لها رئيس النيابة العامة عن السجن الذي ستذهب إليه: “سجن الوثبة وايد خايس فيه بلاوي عافانا الله”.

وقد تم توثيق عشرات الحالات، التي قام بها المحققون أو ضباط السجن بتعذيب السجناء بالضرب أو معاقبتهم لأجل التسلية فقط، وفي إحدى الحالات التي قام “المركز” بتوثيقها عن طريق بعض شهادات المعتقلين في الوثبة، فإن حراس السجن رفضوا السماح لأحد السجناء بالذهاب للعيادة الطبية رغم شعوره بألم شديد في بطنه، وحين سقط على الأرض من شدة الألم، ضحكوا بصوت عالٍ واستهزؤوا به.

لا يمكن حصر الأساليب التي استخدمها المحققون وضباط السجون لقتل الملل أو التسلية، والحقيقة أن مثل هذه السلوكيات، تندرج ضمن إطار السادية، فحسب معايير الدليل التشخيصي والإحصائي النفسي 5DSM  التي قدمها العديد من الأطباء والأخصائيين النفسيين، فإن السادي يستخدم القوة الجسدية للهيمنة، ويهين أو يحط من قدر الناس في وجود الآخرين ، وقد يجعل شخصا ما يتصرف تحت سيطرته بقسوة، حيث يشعر بالتسلية عندما يرى المعاناة النفسية والجسدية للغير.

وقد عرف الأديب الفرنسي ماركيز دو ساد الممارسة السادية بأنها عنف جسدي وميل إلى العنف النفسي.

فالسادية ليست كما يتصورها العامة، مجرد ممارسات جنسية، بل قد تكون جزءا من ممارسات الفرد اليومية في عمله أو حياته العامة، هذا السلوك العدواني نوعا ما، يجد ممارسوه متعة ولذة عند إلحاق الألم النفسي أو الجسدي بالآخر.

ويعتقد دو ساد أن السعادة بالنسبة لهؤلاء تكمن فيما يثير ويهيّج، وليس هناك شيء يثير سوى الجريمة، أما الفضيلة وهي ليست سوى حالة خمول واستراحة، فإنها لا تفضي إلى السعادة، ولذلك فإنه مع كل ذرة سعادة يصل إليها المحقق الإماراتي أو ضابط السجن، فإن هناك كميات من الألم لا يمكن وصفها يشعر بها معتقلو الرأي.