موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: سجون الإمارات الوجه المظلم لدولة السعادة المزعومة

169

تشكل سجون النظام الحاكم في الإمارات الوجه المظلم لدولة السعادة المزعومة وتكشف بجلاء عن طبيعة الاستبداد والقمع الحاصل فيها.

وتتسم سجون الإمارات بشتى أشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة سيئة وظروف الاعتقال المهينة للمعارضين ونشطاء الرأي فضلا عن حرمانهم من أبسط الحقوق.

ويؤكد مركز الإمارات لحقوق الإنسان أن إدارات السجون في الإمارات مارس انتهاكات ممنهجة وسوء معاملة بحق معتقلي الرأي.

وقال المركز إن إدارات السجون الإماراتية لا تستجيب للمطالبات الحقوقية الداعية للتحقيق في كل وقائع التعذيب التي تم توثيقها، في مخالفة واضحة للقوانين والأعراف العالمية.

وطالب المركز السلطات الإماراتية بالإيفاء بالتزاماتها الدولية، والتصديق على الملحق الاختياري للاتفاقية الأممية لمناهضة التعذيب الذي يسمح للمنظمات الدولية بزيارة السجون والاطلاع على أوضاع السجناء.

https://twitter.com/UAE_HumanRights/status/1424313184219893765

وفي السياق نشر مركز مناصرة معتقلي الإمارات تقريرا موسعا حول أهوال التعذيب في سجون الإمارات وما يتم استخدامه من وسائل مروعة بحق المعارضين ونشطاء حقوق الإنسان.

وأبرز المركز أن التعذيب هو أحد أهم السمات الرئيسية للسجون الإماراتية، حيث لا تكاد تتوقف المنظمات الحقوقية حول العالم عن تلقّي رسائل الاستغاثة من المعتقلين السياسيين، حول وقائع التعذيب وسوء المعاملة التي تمارسها السلطات الإماراتية بحق المعتقلين.

لكن التعذيب في السجون الإماراتية لا يقتصر على الضرب بالعصا أو الصفع والركل، كما قد يدور في ذهن أي شخص قد يسمع هذه الكلمة، بل إنّ الضرب أصبح أحد أقل وسائل التعذيب التي تثير مخاوف المعتقلين في السجون الإماراتية هذه الأيام.

ويبدو أن السلطات الإماراتية بدلاً من التفكير في حل لمشكلة الاكتظاظ في السجون، كانت تقضي وقتها في البحث عن وسائل تعذيب جديد، مستعينة بتجارب السجون الأسوأ سمعة في العالم مثل غوانتانامو.

ورصد المركز أبرز وسائل التعذيب التي استخدمتها السلطات الإماراتية ضد المعتقلين كما وثقتها تقارير المنظمات الدولية:

استخدام درجات الحرارة الباردة:
تستخدم السلطات الإماراتية درجات الحرارة المنخفضة لتعذيب المعتقلين، وقد ذكر العديد من المعتقلين أنّ السلطات الإماراتية كانت تضعهم في زنازين انفرادية تحت درجات عالية البرودة طوال 24 ساعة.

أغلب معتقلي الرأي تعرضوا لهذا النوع من التعذيب كالدكتور محمد الركن وأحمد منصور وراشد عمران وسالم حمدون وآخرون؛ حيث اشتكى جميعهم لقاضي التمديد من هذا النوع من التعذيب وقالوا أنّ السلطات الإماراتية أجبرتهم على الوقوف تحت المكيف لمدة 4 ساعات متتالية وكانت تضعهم في غرفة باردة دون غطاء من أجل إجبارهم على التوقيع على أقوال ليست لهم.

استغلال درجات الحرارة المرتفعة:
تستغل السلطات الإماراتية درجات الحرارة المرتفعة التي يتميز بها مناخ أبو ظبي الصحراوي والتي تصل في الصيف إلى أكثر من 40 درجة مئوية من أجل تعذيب المعتقلين.

حيث ذكرت المعتقلة أمينة العبدولي أنه أثناء نقلها إلى السجن في السيارة مع محتجز آخر، تعمد الضابط إغلاق مكيف الهواء في المكان المخصص للمحتجزين، وقام بإغلاق النوافذ، لتشعر هي والمحتجز الآخر بالاختناق الشديد نتيجة درجة حرارة الجو المرتفعة، وحسب أمينة فقد قام المحتجز الآخر بالشكوى من الحرارة وشعوره بالاختناق ولكن تم تهديده بالضرب إن لم يصمت.

وفي نفس السياق ذكر العديد من المعتقلين في سجن الرزين أن إدارة السجن كانت تقوم بإغلاق المكيفات بشكل متعمد خلال الصيف لساعات طويلة.

الحرمان من النوم:
يُعَدّ الحرمان من النوم من أقدم وأبشع وسائل التعذيب شيوعاً، وقد تم استخدامه بكثرة خلال العقود الماضية في السجون السيئة السمعة مثل غوانتنامو ومعسكرات الاعتقال السوفيتية.

وقد ذكر العديد من المعتقلين أنّ السلطات الإماراتية كانت تجبرهم على البقاء مستيقظين، وتحرمهم من النوم لفترات طويلة تصل أحياناً إلى 3 أيام.

رجل الأعمال الليبي رفعت حداقة كان أحد ضحايا هذا التعذيب حيث قال في شهادته أن السلطات الإماراتية قامت خلال التحقيق معه بمنعه من النوم لمدة 3 أيام متتالية، وقامت بسحب فراش النوم من زنزانته، وعندما كان يحاول النوم على الأرض يقوم الحارس بمنعه من الاستلقاء على الأرض وتهديده.

ومن أجل منع المعتقلين من النوم، تقوم إدارة السجن بتشغيل أصوات عالية باستخدام المُكبّرات، ووضع إضاءة عالية مستمرة داخل الزنزانة، وسوف نقوم بذكر تفاصيل أكثر حول هذه الأساليب نظراً لوجود آثار سلبية أخرى لها.

الإضاءة العالية:
استخدمت السلطات الإماراتية مصابيح الإضاءة العالية 24 ساعة من أجل حرمان المعتقلين من النوم، ووسيلةً من وسائل إجهاد وإرهاق المعتقلين، وهذه الوسيلة تم استخدامها على نطاق واسع جداً ومن أبرز الذين تعرضوا لهذا النوع من التعذيب هم الدكتور محمد الركن والدكتور إبراهيم إسماعيل وناصر بن غيث وأمينة العبدولي وعيسى السري وسالم حمدون وأحمد منصور.

ويتفرّع على هذا الأسلوب، الإضاءة الخافتة جداً أيضاً، ففي أحد السجون السريّة كانت الإضاءة خافتة جداً، فالضوء خارج الزنزانة وليسَ داخلها. وتأذّى نظر أكثر من معتقل بل إن بعضهم فقد النظر تماماً في أحد عينيه.

الموسيقى العالية:
وردت العديد من الشهادات التي تؤكّد أن إدارة سجن الرزين تقوم تشغيل موسيقى دعائية صاخبة باستخدام مكبرات الصوت بشكل مستمر نهاراً وليلاً وأثناء نوم السجناء، مما أدّى إلى إضرابات نفسية.

مثل ما حصل مع الدكتور محمد الركن، الذي أصيب بحالة هلع بعد تشغيل مكبرات الصوت ليلاً وبشكل مفاجئ فأصيب بالإغماء، وبعد نقله إلى عيادة السجن تبيّن أنّه يعاني نتيجة مضخمات الصوت بارتفاع ضغط الدم والتهاب في الأذن.

الإجبار على الوقوف لفترات طويلة:
يؤدي الوقوف لفترات طويلة إلى آثار صحية ضارة على المدى القصير بما في ذلك تشنجات الساق وآلام الظهر، كما أنها لك آثار خطيرة على المدى طويل في الدورة الدموية وتصلب الشرايين وحسب شهادات العديد من المعتقلين، فقد أجبروا على الوقوف لساعات طويلة على أقدامهم، وكان يتم ضربهم بشكل عنيف إذا قاموا بالجلوس على الأرض.

المعتقل الإماراتي إبراهيم المرزوقي كان أحدهم حيث أنه أجبر على الوقوف لساعات طويلة على قدميه، بينما أكّد رجل الأعمال الليبي رفعت حداقة أنّ المحقق كان يمنعه من الجلوس أو النوم على الأرض حتى خلال فترات التعذيب.

التحقيق لساعات طويلة:
من أساليب التعذيب التي كان يستخدمها محققو أمن الدولة الإماراتي إجهاد السجناء بطرق مختلفة أثناء استجوابهم، وتحديداً عن طريق التحقيق معهم لساعات طويلة.

المعتقل الإماراتي خليفة النعيمي قال خلال جلسة تمديد التحقيق أمام نيابة أمن الدولة إنه يتم التحقيق معه ست مرات في اليوم، وحسب ما ذكر العديد من المعتقلين فإن التحقيق يكون على مدار اليوم كاملاً بهدف إجهاد المعتقل.

تعميق الإصابات:
عادة ما يقوم محققو جهاز أمن الدولة بالتركيز على جزء معين من الجسد والضرب عليه بشكل مستمر من أجل زيادة آلام المعتقل الجسدية.

على سبيل المثال تعرضت المعتقلة الإماراتية أمينة العبدولي للضرب باستمرار على منطقة الوجه وفي نفس المنطقة مما أدى إلى ضعف وتشوش في الرؤيا في عينها اليمنى واعوجاج أسنانها السفلية، وهي نفس المشكلة التي تعاني منها المعتقلة مريم البلوشي الذي أدى الضرب المستمر على وجهها إلى آلام شديدة في عينيها.

الاعتداءات الجنسية:
تعرض عدد كبير من المعتقلين إلى التهديد بالاعتداءات الجنسية والاغتصاب أثناء فترة وجودهم في التحقيق أو حتى في السجن.

والملاحظ أنّ نسبة كبيرة ممن تعرضوا لاغتصاب فعلي كانوا في الغالب من جنسيات أوروبية، كرجل الأعمال البولندي تور ليغيسكا الذي قال عقب خروجه من السجن إنه تعرض للاغتصاب على يد أحد الحراس، أما رجل الأعمال البريطاني ديفيد هيغ فقد ذكر أنه تعرض للتحرش والاغتصاب على يد مجموعة من الحراس.

نزع الأظافر:
رغم أن أسلوب خلع الأظافر يعتبر من أساليب التعذيب الوحشية القديمة والمؤلمة جداً لكن السلطات الإماراتية لم تتوانى عن استخدامه ضد المعتقلين. وكان الدكتور أحمد الزعابي أحد هؤلاء حيث قال أمام وكيل النيابة السيد عبد المنعم خليل أنه تم نزع أظافره بالترتيب أثناء التحقيق معه في سجون جهاز الأمن.

الصعق بالكهرباء:
تم توثيق عدد كبير من الحالات التي تعرضت للصعق الكهربائي خلال فترات التحقيق والسجن، بل إن رجل الأعمال الليبي رفعت حداقة ذكر أنّ كل غرف التحقيق يوجد فيها كرسي كهربائي، أحياناً يستخدمه المحققون للتهديد فقط، وأحياناً أخرى يتم استخدامه بشكل فعلي.

اللاجئ الفلسطيني خالد أحمد كان أَكّد أنه تعرض لصدمات كهربائية مراراً وتكراراً خلال اليوم الثاني من التحقيق.

التعذيب النفسي والتهديد بالموت:

تقوم السلطات الإماراتية باستخدام أساليب متعددة من التعذيب النفسي لا يمكن حصرها، تبدأ بالتهديدات البسيطة مثل الترحيل وإلغاء الإقامة ولا تنتهي عند الإيهام بالموت والقتل البطيء.

كما قالت ضابطة لأمينة العبدولي وهي تتلقى العلاج أن بإمكانهم “وضع السم في العلاج” تهديداً لها بالموت. كما رصد المركز حالات مختلفة لأشخاص تعرضوا للإيهام بالموت كالمعتقل الأمريكي من أصل ليبي محمد كمال. بالإضافة إلى ذلك قال محقق جهاز الأمن لمحمد الصديق أنه سيفرغ سلاح في رأسه.

إجهاد المعتقلين:
إضافة إلى أساليب الإجهاد السابقة مثل الحرمان من النوم والإجبار على الوقوف لساعات طويلة، ذكر أغلب المعتقلين في قضية (الإمارات 94) أنه كان يتم تقييد أيديهم وأرجلهم لفترات طويلة، وقد ذكر ذلك الدكتور علي الحمادي ومريم البلوشي وأمينة العبدولي.

الضرب:
كل هذه الوسائل في التعذيب لا تعني أن السلطات الإماراتية تخلت عن وسيلة التعذيب الجسدية الأشهر، وهي الضرب، حيث أكّد أغلب المعتقلين أنهم تعرضوا في مرحلة ما للضرب بمختلف الوسائل.

المعتقل الإماراتي إبراهيم المرزوقي قال إنه تعرض للضرب أثناء التحقيق بماسورة ماء، بينما أدى الضرب الشديد الذي تعرض له الدكتور أحمد الزعابي إلى تورم قدميه وكدمات في مختلف أنحاء جسده. كما قالت الراحلة آلاء الصديق أن والدها تعرض كذلك للضرب المباشر.

الإذلال:
كانت السلطات الإماراتية تتعمد إذلال المعتقلين بكل الوسائل الممكنة من أجل دفعهم إلى الانهيار النفسي أو الاعتراف بأفعال لم يرتكبوها.

إذلال المعتقل يبدأ من لحظة دخوله السجن وتفتيشه بطريقة مهينة ويصل في بعض الأحيان إلى اغتصابه أو التحرش به جنسياً.

أحد الوقائع التي رواها أحد رجال الأعمال الليبين ذكر فيها أنه عندما طلب الماء بسبب عطشه تم وضع المحقق الماء داخل الحذاء وطلب منه شربه.

الإماراتية مريم البلوشي كانت أحد ضحايا الإذلال المستمر، حيث كان هناك تعمدٌ في إهانتها وتعريضها لتفتيش مهين في كل مرة تطلب بها الذهاب للعيادة، حتى أجبروها على التوقيع على ورقة تُقِرّ فيها برفضها الذهاب للعيادة، كما تم منعها من استخدام المستلزمات النسائية الضرورية التي تحتاجها.