موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إندونيسيا ساحة مؤامرة جديدة للإمارات ضد السعودية

140

لم يكن ما كشفته تسريبات أمريكية بشأن سعي الإمارات لإزاحة السعودية عن إندونيسيا إلا حلقة ضمن مسلسل طويل من مؤامرات أبوظبي لإضعاف نفوذ المملكة وتقويض مكانتها.

تتخذ الإمارات في العلن من التحالف مع السعودية شعارا لها وتردده إعلاميا في كل مناسبة، لكن وقائع سياساتها تتناقض مع ذلك جملة وتفصيلا ويبرز في عدة ساحات إقليمية.

ففي اليمن تتآمر الإمارات ضد رغبات وتوجهات السعودية فتدعم وتؤسس ميليشيات مسلحة تنشر الفوضى والتخريب وتقوض سلطات الحكومة اليمنية الشرعية التي تدعمها الرياض.

وفيما تعادي السعودي إيران وتعتبرها الخطر الأكبر عليها، فإن الإمارات تعد الشريك التجاري الأكبر لطهران وتقيم معها علاقات تعاون اقتصادية وسياسية عالية المستوى.

وبينما تناهض السعودية نظام بشار الأسد في سوريا فإن الإمارات تتقرب من دمشق وتقيم معها علاقات سرية وعلنية تشمل مختلف المجالات وهو ما ترجمه مؤخرا الاتصال الهاتفي بين ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد والاسد.

وبالعودة إلى إندونيسيا فإن وكالة “بلومبيرغ” الأميركية كشفت أبو أبوظبي تستغل العلاقات التي تربط بن زايد بالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو لإنهاء نفوذ الرياض في البلاد.

وكان ويدودو عين بن زايد لرئاسة لجنة ستشرف على إنشاء عاصمة جديدة لإندونيسيا بتكلفة تقدر بنحو 34 مليار دولار.

وحسب “بلومبيرغ”، فإن هناك قيماً مشتركة تجمع بين ويدودو وبن زايد، بما في ذلك معارضتهما للإسلام السياسي، كما أنهما أكثر انسجاماً في أهدافهما السياسية.

وذكر المحلل السياسي المهتم بالشأن الإندونيسي، كيفين أوروركي، أن السبب الرئيس خلف تعيين إندونيسيا لبن زايد ليكون واحداً من مستشاري إقامة العاصمة الإندونسية الجديدة يتمثل في جذب الاستثمار، لا سيما في مجال الطاقة.

ومع تطلع بن زايد إلى توسيع وجود بلاده في الأسواق الآسيوية سريعة النمو وتنويع اقتصاد أبوظبي، فإن إندونيسيا المكتظة بالسكان تشكل فرصة استثمارية كبيرة ومدخلًا إلى آسيا، حسب الوكالة.

وذكرت “بلومبيرغ” أنه مع أن المملكة العربية السعودية دُعيت للاستثمار في صندوق إندونيسي، والذي سيوفر المال للعاصمة الجديدة، إلا أن أنها أشارت إلى أن العلاقات بين البلدين تراجعت في السنوات الأخيرة.

وأضافت: “في 2017، أعرب ويدودو علناً عن خيبة أمله لأن المملكة العربية السعودية فضلت الاستثمار في الصين على إندونيسيا خلال جولة الملك سلمان الآسيوية”.

وأوضحت “بلومبيرغ” أن العلاقات السعودية-الإندونيسية استمرت في الفتور بعد حادثة قتل الصحافي السعودي المقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي، إضافة إلى إعدام السعودية لعاملة منازل إندونيسية. وفي عام 2019، ألغى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فجأة توقفه في إندونيسيا وماليزيا خلال جولة إقليمية.

ويرى أوروركي أنه ليس لدى الإمارات وإندونيسيا سجل حافل في التعاون الاقتصادي إلى الآن، لافتاً إلى أن جائحة فيروس كورونا قد تؤخر بناء العاصمة الإندونيسية الجديدة إلى ما بعد فترة رئاسة ويدودو الرئاسية، مما قد يجعل مستقبلها في أيدي خلفه.