موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

هكذا أغرقت الإمارات آل سعود في ورطات سياسية داخلية وإقليمية

220

قيل قديما، أنه لا يوجد هناك عدو دائم كما لا يوجد صديق دائم، بل هناك مصلحة دائمة. والمقولة السابقة التي تنسب لرئيس وزراء بريطانيا السابق نستون تشرشل، منذ عقود، تتجسد جليا اليوم بين الإمارات وحليفتها السعودية.

إذ أن أعداء الأمس أصبحوا أصدقاء بفضل المخاوف والأحلام المشتركة، “ووجدت الرياض وأبو ظبي نفسيهما في سفينة واحدة”.

لكن ظاهر هذه السفينة هو التحالف والتنسيق، وباطنها تناقض المصالح وتكتيكات التوريط السياسي التي برع فيها ولى عهد أبو ظبي محمد بن زايد بهدف توريط وإغراق آل سعود في أزمات وحروب اقليمية.

والسؤال الأبرز هنا، لماذا تنتقم الإمارات من سلطات آل سعود؟ وتكمن الإجابة برغبة الإمارات إضعاف الأخيرة بهدف إضعافهم واسترجاع حقوق الإمارات المسلوبة.

وهناك 57 معركة اندلعت بين الإمارات والمملكة خلال 250 عاما، عنوانها الأساسي: خلافات حدودية، ونزاع على حقوق بترول، وأفضت الإمارات من كل هذه المعارك والخلافات “بلا شبر مما تعتبره أرضها”.

وبحسب مراقبون، ورطت الإمارات سلطات آل سعود في حروب وقضايا داخلية واقليمية معقدة، تكللت بانسحاب أبو ظبي وتركت حكام الرياض يغرقون في وحلها حتى اللحظة.

وبدا التوريط الإماراتي جليا داخل المملكة، حينما أثر ولى عهد أبو ظبي محمد بن زايد على نظيره السعودي محمد بن سلمان، لنسف وتدمير العلاقات داخل الأسرة المالكة.

وشرع بن سلمان عقب توليه منصبه بحملة اعتقالات واسعة شملت أكثر من 350 شخصية من العائلة المالكة ورجال الأعمال واحتجزهم في فندق “ريتز كارلتون” بالرياض، 2017م، تحت ذريعة مكافحة الفساد.

ولم يفرج الأمير الشاب عن أعمامه وأقاربه إلا بعد التوصل لصفقات الاستحواذ على أموالهم، فيما يواصل حاليا اعتقال ثلاثة أمراء كبار منهم الأمير فيصل بن عبد الله والأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، إلى جانب ولي العهد السابق ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.

وخليجيا، دفعت الإمارات سلطات آل سعود لحشد المقاطعة ضد دولة قطر في يونيو 2017، لكن في فبراير/ شباط 2019 قالت وكالة رويترز إن سلطات الموانئ الإماراتية تراجعت عن قرارات كانت تقضي بحظر الاستيراد من دولة قطر والتصدير إليها.

وسمحت هذه السلطات للسفن بالتوجه إلى قطر من الموانئ الإماراتية مباشرة شرط ألا ترفع العلم القطري، ونقلت الوكالة عن مصدر في قطاع التجارة البحرية أن التعميم يشمل كل موانئ الإمارات.

وخارجيا، دفعت الإمارات بتأليب سلطات آل سعود للبدء بالحرب على اليمن؛ لتحقيق أهداف ومطامع اقتصادية.

وبدأت عملية (عاصفة الحزم) في اليمن عام 2015 بقيادة السعودية، وظن محمد بن سلمان أنها أيام أو شهور لكنه كان مخطئا، فالإمارات كانت تعد له توريطة جديدة، وتحت “شعار المأساة الإنسانية في اليمن سببها السعودية”، انسحب الإمارات بعدما أسست شبكات مصالح ومليشيات تعمل لحساباتها في جنوب اليمن قبل انسحابها العسكري.

وحاليا تلعب الإمارات لعبتها السياسية في سبيل انفصال الجنوب عن الشمال، وترك سلطات آل سعود في مواجهة جماعة الحوثين الذين يسيطرون على العاصمة، صنعاء، والمدعومين من إيران.

وتقدر تكلفة حرب اليمن وحدها على المملكة بحوالي 100 مليار دولار، مما أدى إلى نزيف مالي للمملكة بمعدل 5-6 مليارات دولار شهريًا، في حين يقدر إجمالي تكلفة الصراع أكثر من 200 مليار دولار.

وينتشر الخراب والدمار في “اليمن السعيد”، وتفتك الأمراض والأوبئة سكانه، فضلا عن تسبب في سقوط 100 ألف قتيل.

وأما التوريطة السياسية والدينية التي أشعلت الإمارات شراراتها في العالم، حينما تصاعد الخلاف السعودي- الإيراني منذ قدوم سلمان، والدفع بالإدارة الأميركية للمزيد من الضغوطات على إيران مقابل مليارات الدولارات.

ورغم أن إيران تحتل 3 جزر إماراتية، ولديها خلاف عقائدي مع السعودية وصراع على النفود “عدو واحد إذن سيجمع الإمارات والسعودية في نفس الحلف”، لكن في الحقيقة الإمارات تحاول أن تترك خطوط للرجعة في أي وقت.

فالإمارات أرسلت خلال الشهور الماضية إمدادات طبية لإيران لمواجهة فيروس كورونا، وأفرجت عن 700 مليون دولار من الأموال الإيرانية المجمدة، في حين، لا تزال الخلافات مع السعودية قائمة ومتصاعدة.

وفي سوريا، دفعت الإمارات سلطات آل سعود بدعم الثورة السورية ومعارضة نظام بشار الأسد، لكن العام الماضي 2019م افتتحت سفارة دمشق في أبوظبي.

وهذا العام 2020 أجرى محمد بن زايد اتصالا مع الرئيس بشار الأسد هو الأول من اندلاع الأزمة السورية.

وليس هذا فحسب، بل كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، هو أول من قدم رؤية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتبنتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وبعد تبنى الإدارة الأميركية للرؤية، والإعلان عنها في مؤتمر المنامة 2019، كانت أبو ظبي على رأس الرعاة ومارست برفقة الرياض ضغوطات على الدول العربية لقبولها، وبعد كثرة الانتقاد: انسحب رجال أعمال إماراتيون من ورشة المنامة.

وأثارت تصريحات ولى العهد حول مستقبل القضية الفلسطينية، غضبا رسميا وجماهيريا داخل الشارع الفلسطيني الذي لم يعتاد على مثل هذه التصريحات من قبل آل سعود.

“فلا يمكن تجاهل بصمات الإمارات على سياسات السعودية، في نهج بن سلمان وملامح رؤية 2030، وتطلعاته العسكرية، وحربه ضد الإسلام السياسي، وتغيره لمجتمع المملكة المحافظ، والحرب ضد الربيع العربي، أو عدم التسامح مع المشاريع السياسية الجذرية”

ويفخر بن زايد بتوظيف مخططاته وأمواله من أجل التلاعب بنصف أنظمة المنطقة العربية على الأقل، ويبدو أن الرياض حتى الآن لم تستثنى من ذلك.

ويرى مراقبون أن محمد بن زايد “عدو في ثوب الصديق” أغرق السعودية في مشكلات كثيرة وجعلها تفقد الحلفاء والأصدقاء، وجعل المملكة عدو بنظر أغلب الشعوب بهدف إنهاء ثقلها وتأثيرها لصالح أبو ظبي.