موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تبتز السودان لتقديم مساعدات مالية تدعم المرحلة الانتقالية

300

تمارس دولة الإمارات ابتزازا صريحا تجاه السودان في مرحلة ما بعد الرئيس المعزول عمر البشير في محاولة لفرض أجندتها السياسية على الإدارة الانتقالية وخدمة مؤامرات نفوذها.

وكشف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، “محمد حمدان دقلو” الشهير بـ”حميدتي”، أن السودان لم يتلق، حتى الآن مبلغ 2.5 مليار دولار تعهدت بها السعودية والإمارات لدعم البلاد في المرحلة الانتقالية.

وقال “حميدتي”، في مقابلة مع قناة سودانية إن السعوديين والإماراتيين أعلنوا مساهمتهم عقب الإطاحة بالبشير بـ3 مليارات دولار لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان، “عبارة عن منحة بـ2.5 مليار دولار، ووديعة بمبلغ 500 مليون دولار”.

واستدرك: “لكن حدثت بعض المشاكل ذات الطابع السياسي (دون توضيحها) أدت إلى عدم استلام المبلغ المذكور، واستلمنا فقط الوديعة البالغة 500 مليون دولار”، فيما لم يصدر تعقيب فوري من السعودية والإمارات بشأن تلك التصريحات.

وقال حميدتي إنه حاول قيادة مبادرة صلح في ليبيا، وافقت عليها الحكومة الليبية الشرعية بينما رفضها “حفتر”.

ونفى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وجود قوات من بلاده للمشاركة في الحرب الدائرة بليبيا، معتبرا أن “الاتهامات بوجود قوات الدعم السريع في ليبيا للقتال إلى جانب حفتر هدفها الشيطنة”.

وقبل أيام، نقل موقع “ليبيا أوبزافر” عن مصدر موثوق رفض الكشف عن هويته قوله إن الإمارات طالبت “حميدتي” بإرسال 1200 مقاتل بشكل عاجل إلى الخطوط الأمامية الليبية لدعم قوات “خليفة حفتر” في جنوب طرابلس وغرب سرت، مهددة بقطع الدعم المالي عنه إذا رفض.

وأضاف الموقع أن “دقلو” وعد بتلبية الطلب الإماراتي على الرغم من المعارضة الداخلية لقيادات في الجيش السوداني لهذا الأمر.

وكشف المصدر أن “هناك الآن 350 مقاتلا من قوات الدعم السريع في بلدة سوا الإريترية ينتظرون الانتشار في ليبيا”.

وقبل ذلك، أعلنت حكومة الوفاق في مارس/آذار الماضي عن مقتل 24 مسلحا سودانيا من فصائل الجنجويد السودانية التابعة لحفتر في اشتباكات مع قوات الوفاق، وأسر اثنين من الفصائل نفسها، أكد أحدهما أنه سوداني من إقليم دارفور.

وقال عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق محمد عماري زايد عقب الإعلان عن مقتل المسلحين السودانيين، إن حكومته ما زالت تنتظر توضيحا من مجلس السيادة السوداني بشأن وجود من وصفهم بمرتزقة سودانيين ضمن صفوف قوات حفتر.

وأفاد فريق خبراء الأمم المتحدة المعنيون بالسودان في وقت سابق من هذا العام بأن مقاتلي دارفور يقاتلون من أجل قوات “حفتر” في ليبيا كمرتزقة، في سعيهم لتعزيز قوتهم العسكرية من خلال كسب الأموال والأسلحة عبر ليبيا.

وفي فبراير/ شباط الماضي، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن سيطرة قوات الدعم السريع بقيادة “حميدتي” على مناجم عدة للذهب في دارفور ومناطق سودانية أخرى، مشيرة إلى دور إماراتي في استيراد هذا الذهب مما يزيد من نفوذ حميدتي ومليشياته.

ونشرت الصحيفة، تحقيقاً مطولاً مدعوماً بالصور والوثائق، وجاء فيه أن حميدتي أصبح أحد أغنى رجال السودان، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على منجم جبل عامر للذهب في دارفور منذ عام 2017، فضلاً عن سيطرتها على ثلاثة مناجم أخرى على الأقل في جنوب كردفان وغيرها؛ مما يجعل حميدتي وقواته لاعبين رئيسيين في الصناعة الأكثر ربحاً بالسودان.

وفي إبريل/ نيسان 2019 تخلت السعودية والإمارات عن حليفهما السابق الرئيس عمر حسن البشير، وأعلنتا تأييدهما للإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي في السودان، في أول تعليق منهما على الإطاحة بنظام البشير وتشكيل مجلس عسكري انتقالي.

وشكل المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى إعلان الحرية والتغير (المعارضة)، المجلس السيادي الجديد في السودان في العشرين من أغسطس/آب 2019. ويتولى المجلس قيادة البلاد خلال المرحلة الانتقالية التي ستمتد لمدة 39 شهرا من تاريخ التوقيع عليها، ليعقبها إجراء انتخابات عامة في البلاد.

ومنذ انطلاق موجة الربيع العربي الأولى في 2011، أصاب الإمارات العربية المتحدة حالة جزع من أن يطال نظامها رياح التغيير التي عصفت بأنظمة عتيدة في الوطن العربي، فاتخذت موقفا استراتيجيا بمعاداة ومحاربة رموزه، وخاصة التيار الإسلامي.

وجندت دولة الإمارات طاقات كبيرة لمواجهة الربيع العربي في معاقله، سواء إعلاميا أو ماليا أو حتى عسكريا. وتركز هذا الحشد المالي والإعلامي والعسكري في مصر واليمن وليبيا وغيرهما من الدول.