موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات توغل في مؤامراتها لتقويض تطلعات الشعوب العربية لنيل الحرية

104

كشفت التطورات التي شهدها الصراع السياسي والعسكري الليبي، توغل دولة الإمارات في مؤامراتها لتقويض تطلعات الشعوب العربية بالحرية ضمن قيادتها الثورات المضادة للربيع العربي.

وتدعم الإمارات في ليبيا ميليشيات مجرم الحرب خليفة حفتر في تكرار نمطي لما حصل في معظم ثورات الربيع العربي، مصر، سوريا، اليمن، البحرين، السودان وغيرها من الدول التي ساندت فيها حكم العسكر على حساب مطالبات الشعوب فيها بالحكم المدني والديمقراطية.

وتتورط الإمارات بعرقلة نفوذ منافس أو خصم في حروب إقليمية ودولية بالوكالة، من دون اعتداد بالتكلفة البشرية والمادية الثقيلة التي دفعتها شعوب هذه الثورات.

اعتبرت الإمارات ثورات الربيع العربي فرصةً سياسيةً، فانخرطت فيها لاعتبارات خاصة، ليس من بينها تحقيق تطلعات شعوب هذه الثورات في الحرية والكرامة، حيث وضعت إمكاناتها المالية والعسكرية والاستخبارية وثقلها السياسي، وجهودها الدبلوماسية لضبط التطورات السياسية والميدانية لهذه الثورات، ودفعها في مسارات محدّدة، لتصبّ في طاحونتها، عبر دعم قوى محلية فاعلة فيها؛ والتنسيق مع دول أخرى منخرطة في هذه الصراعات؛ على خلفية تقاطع المصالح معها، لتحقيق أهدافها هي حتى لو قاد ذلك إلى التضحية بهذه الشعوب، وتدمير بلادها ومقدراتها.

لقد نظرت الإمارات إلى هذه الثورات، بدلالة مصالحها وصراعاتها هي مع منافسيها وخصومها، لا بدلالة تطلعات هذه الشعوب ومصالحها، فحوّلتها إلى وقود في حروبها، مجرّد وقود، لخدمة خططها وتحقيق مصالحها وتطلعاتها الجيوسياسية.

ويبرز في انخراط الإمارات في قيادة الثورات المضادة تحفظها على التوجه الديمقراطي الذي برز هدفا رئيسا لثورات الربيع العربي، على خلفية الدفاع عن نموذج الحكم القائم فيها، كما حال النظام السلطوي الحاكم في أبو ظبي.

وتصر الإمارات على تعميم نموذجها القائم على نمط حكمها الأسري والقبلي وقاعدته الشرعية وخضوع كامل من الرعية لولي الأمر.

وقد عملت على إجهاض الثورات، والإبقاء على الأنظمة التسلطية الحاكمة وتوجيه الثورات نحو أنظمةٍ شبيهة بنظامها عبر دعم تيارات سياسية وعسكرية تتبنّى التوجه السياسي نفسه: حكم سلطوي؛ خليفة أو أمير ورعية تابعة، أو أي بديل سلطوي.

المهم بالنسبة للنظام الحاكم في الإمارات أن لا تشهد أي من الدول العربية التي انفجرت فيها هذه الثورات قيام حكم ديمقراطي قائم على ولاية الأمة على ذاتها، وهذا ما حققته في مصر، عبر المساهمة في قيام حكم عسكري تسلطي.

وقد لعب تدخل الإمارات في ثورات الربيع العربي دورا سلبيا مدمرا، قاد إلى تحول الصراعات بين الشعوب والأنظمة الحاكمة المستبدّة والفاسدة إلى حروبٍ بالوكالة، حروب مديدة ومكلفة بشريا وماديا، فأجهضتها بإخراجها عن سياقها بوصفها ثورات تحرّر سياسي، واستنزاف قدراتها ومنعها من تحقيق مطالبها المشروعة والعادلة، ومن القدرة على تعديل اتجاه الأحداث وتحقيق بعض مطالبها.

لم يُنه إجهاض الثورات وهزيمتها الصراع والتنافس بين الإمارات وحلفائها، بل تحوّل إلى مرحلة جديدة، مرحلة صراع على المكاسب الجيوسياسية التي تحقّقت خلال المرحلة الماضية، جسّدتها مواقف وإجراءات ميدانية، قرار الرباعي، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ضد قطر بإعلان مقاطعتها سياسيا واقتصاديا وفرض حصار برّي وبحري وجوي عليها على طريق دفعها إلى التخلي عن تحرّكاتها المستقلة وتحالفاتها الخارجية والانضباط بتوجهات ومعايير حدّدتها هذه الدول.

وقادت الحروب بالوكالة التي أشعلتها الإمارات وحلفائها وغذّتها بالتنسيق مع أنظمة وقوى محلية مستتبعة خدمة لمصالحها وأغراضها، إلى تدمير دول وتمزيق شعوبها وإغراقها بالدماء والدمار وتركها في حالة فوضى وضياع، من دون أن يرفّ لها جفن أو تشعر بذنب وتبكيت ضمير.

فمصالح النظام الحاكم في الإمارات تفرض الانخراط في الصراعات، والاستثمار فيها والتأثير على نتائجها، بغض النظر عن تبعاتها على الشعوب الضعيفة.