موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

موقع بريطاني: عار التطبيع بين الإمارات وإسرائيل يشرعن العلاقة بين الطغاة والمحتلين

196

قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن اتفاق عار التطبيع بين دولة الإمارات وإسرائيل يشرعن العلاقة بين الطغاة والمحتلين وسيكون مصيره الفشل السريع.

واعتبر الموقع أن الاتفاق التطبيعي صورة عن أزمة يواجهها كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأكد أن هذه النظرة القاتمة ستفشل أسرع من الاتفاقيتين المصرية والأردنية مع إسرائيل، لأنها تقوم على الرمال وستقود إلى مزيد من النزاعات في الشرق الأوسط.

وذكر الموقع إن الرجال الثلاثة أنتجوا أول اعتراف عربي بإسرائيل منذ 26 عاما ويحتاج كل منهم إلى إنجاز، مشيراً إلى أن ترامب كان يبحث عن طرق لوقف الأمريكيين من التصويت المنظم في تشرين الثاني/نوفمبر لأن عددا منهم لو صوت، بناء على الاستطلاعات الحالية، فسيخسر.

أما نتنياهو فقد واجه احتجاجات بسبب طريقة تعامله مع فيروس كورونا فيما شاهد ولي عهد أبو ظبي مشروعا محببا له يحترق أمام عينيه وراء الآخر، أولا الانقلاب في تركيا ثم حصار قطر وأخيرا فشل “ابنه بالتبني” أمام طرابلس.

ويرى الموقع أن “كان كل منهما بحاجة إلى انقلاب، أو شيء يمكن للإعلام وصفه بالتاريخي. وكل واحد منهم يعلم ماذا سيحدث لو خسروا السلطة، فلنتنياهو وترامب فهذا يعني السجن أما محمد بن زايد فيعني الموت أو المنفى. وبهذا الحس فالمصائر الشخصية متقاطعة بدرجة غريبة”.

وكان محمد بن زايد بحاجة إلى سند إقليمي بديل بعدما أدرك أن استثماره في ترامب ليس دائما. فقد صنع لنفسه ما يكفي من الأعداء داخل المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) وداخل البنتاغون. وهو يعلم أنه في اللحظة التي يغادر فيها ترامب سوف تستعيد الدولة العميقة في الولايات المتحدة مكانتها، وتشرع في الانتقام لنفسها.

أما نتنياهو فهو بحاجة إلى استراتيجية يتخلص فيها من الاحتجاجات والانسحاب من ائتلاف مهلهل، وتأكيد سلطة لا يشاركه فيها أحد. فهو يخون مرة أخرى معسكره اليميني من خلال تجميده للضم (رغم أنه لم يتخل عنه تماما). وها هو “هوديني” الساحر يخرج من أغلاله مرة أخرى.

وفي شريط فيديو على حسابه بتويتر تباهى قائلا: “لأول مرة في تاريخ البلد، وقعت اتفاق سلام من موقع القوة – سلام مقابل السلام”. و”ذلك النهج الذي قدمته منذ سنين: يمكننا صناعة السلام دون التنازل عن الأراضي، ودون تقسيم القدس، ودون تعريض مستقبلنا للخطر. في الشرق الأوسط، يبقى القوي على قيد الحياة والشعب القوي يصنع السلام”.

أما ترامب فقد كان بحاجة إلى إنجاز في السياسة الخارجية يصبح معلما وشيئا بإمكانه أن يحصده من رأس المال السياسي الذي أنفقه على صهره جاريد كوشنر. نظرا لأن “صفقة القرن” كانت ميتة قبل وصولها، فقد احتاج ترامب إلى شيء ملموس.

إلا أن الصفقة تختلف بشكل أساسي عن اتفاقيات السلام التي أبرمتها إسرائيل مع مصر أو مع الأردن، حيث بشرت كل واحدة منهما بمفاوضات أوسع وأملا في التوصل إلى تسوية عادلة للصراع الفلسطيني.

أما هذه فهي نهاية القضية، فلا مفاوضات حدثت خارج قصور اللاعبين الذين شاركوا في اللعبة. ولن تكون هناك انتخابات من أجل الحصول على تفويض شعبي. ولم يذهب أي فصيل أو حزب من الأحزاب الفلسطينية المشاكسة إلى أي مكان. وعمل هذا سيكون تخليا عن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية والمفاوضات بناء على حدود 1967 وحق العودة. فهذه الصفقة ليست عن السلام.

وأكد الموقع البريطاني أن اعتراف الإمارات بإسرائيل لا علاقة له بالسلام ومحاولة إنهاء النزاع بل هو محاولة لإنشاء تحالف إقليمي بين الطغاة والمحتلين. فمع انسحاب أمريكا تبرز أطراف إقليمية مهيمنة وفي مقدمتها إسرائيل والإمارات.

وستصبح التجارة والسياحة والاعتراف بين إسرائيل والإمارات هي “الواقع الجديد” على الأرض. ويرى المهندسون له أنه محاولة لتجنب الفلسطينيين كالطرق الالتفافية حول القرى الفلسطينية لحماية المستوطنات. ولا حاجة للمفاوضات فقط راية استسلام بيضاء.

كذبة لا تستحقها الإمارات

يأتي ذلك فيما قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن نتنياهو حذف من حسابه التسجيل المترجم لمقابلته مع قناة سكاي نيوز عربية الإماراتية؛ بسبب وصفه الإمارات بـ”الدولة الديمقراطية المتقدمة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو حذف الفيديو من حسابه، بعد وقت قصير من شره، وأعاده لاحقا، لكن دون ترجمة للغة العبرية.

ولفتت إلى أن نتنياهو وصل الإمارات “التي هي دولة ملكية وراثية وتحظر إقامة أحزاب سياسية، بالدولة الديمقراطية المتقدمة”.

وقال نتنياهو في المقطع: “ما تفعله هذه الاتفاقية هو أنها تجمع الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل، هاتان الديمقراطيتان، هاتان الدولتان المتقدمتان والمجتمعان المتقدمان”.

وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة فريدوم هاوس، التي تُعنى بالديمقراطية والحرية السياسية في العالم، صنفت الإمارات بأنها ليست حرة، وأعطتها سبع عشرة درجة من مئة. وفي مجال الحقوق السياسية حصلت الإمارات على خمس درجات فقط من أصل أربعين.

وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع ما نشرته الصحيفة وقالوا: “حتى المجاملة الكاذبة لأبوظبي رأى الإسرائيلي أنهم لا يستحقونها”.