موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد.. شبكة حسابات مزيفة على تويتر ناطقة بالعبرية تديرها الإمارات

350

نشرت موقع الشبكة العربية تقريراً عن صحيفة عبرية تؤكد أن الإمارات تقوم بتشغيل شبكة من الحسابات الإلكترونية المزيفة في شبكات التواصل الاجتماعي، تنطق بالعبرية لمهاجمة قطر وإيران وتؤيد التقارب بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي.

وحسب الشبكة فإن العنوان جاء على صحيفة هآرتس “العلاقة بين الإمارات وشبكة روبوتات تعمل باللغة العبرية”، حيث كشف أن شبكة من الحسابات الإلكترونية المزيفة تعمل من دبي؛ في محاولة للتأثير على الرأي العام الإسرائيلي، من خلال الترويج لمحتوى يدعم الإمارات، وهي الشبكة التي تبث محتوى يمينيا متطرفًا، ويبدو أن لها متابعين حتى بين مؤيدي بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي”.

وقالت: “تم الكشف عن شبكة تأثير جديدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وهذه المرة يدور الحديث عن واحدة تعمل من منطقة دبي، والتي تعتمد على العديد من الحسابات والملفات الشخصية (بروفايلات)، وكلها تتخفى تحت ستار أنها لشابات يحملن أسماء إسرائيلية، وفي مركز هذه الشبكة هناك حساب إلكتروني باسم (يسرائيل حاييم)، والبريد الإلكتروني لمشغل الحساب مرتبط بشركة تسويق رقمي في دبي”.

وذكرت أن “الشبكة مرتبطة بمواقع خارجية يقوم بتشغيلها نفس الشخص، الذي وفقًا للنتائج التي تم التوصل إليها، هو ضابط مصري سابق يعيش الآن مع أسرته في دبي”.

وأضافت: “حددت إسرائيل تلك الشبكة بعد وقت قصير من إنشائها في ديسمبر 2018، ولم يكن الأمر صعبًا، هناك سلسلة من البروفايلات المزيفة، والتي تتخفى تحت ستار أن أصحابها من الشابات الإسرائيليات، ولكن لأن الحديث يدور عن عملية للهواة، ظننا أن القصة ستنتهي عند هذا الحد، لكننا أخطأنا، فقد تبين أن الشبكة يتم تشغيلها من قبل هيئة لها علاقة بدولة الإمارات، وتبث دعاية معادية لقطر وإيران بشكل صارخ، وكل ذلك باللغة العبرية”.

وقالت: “إسرائيل اكتشفت أن كل الدلائل والمؤشرات تقود لنفس الشبكة التي كتبنا عنها قبل 6 أشهر تقريبًا، لكن هذه المرة تعلم أصحابها الدروس وحاولوا تغطية مساراتهم وإخفاءها أكثر، لكن بدون نجاح كبير، جرت عملية فحص إسرائيلي لسلسلة من مواقع الانترنت التي يتم تشغيلها من قبل نفس المجموعة، الأمر الذي يلقي بعض الضوء على المصالح التي تقف من ورائها”.

وواصلت: “كما اشرنا، تتكون الشبكة من عشرات الملفات الشخصية (البروفايلات) وكلها تقريبًا تتظاهر بأنها لشابات تحملن أسماء إسرائيلية وصورًا، ونادرًا ما يتم نشر المحتوى الأصلي لهن”.

وذكرت الصحيفة أنه “على سبيل المثال هناك حساب باسم (أيليت يارون)  ولوحظ أن الكثير من التغريدات التي يتم نشرها، منقولة كلمة كلمة من حسابات أشخاص حقيقيين، أو من مواقع إسرائيلية على شبكة الانترنت”.

وأشارت إلى أنه “على الرغم من ذلك، من وقت لآخر يقوم أصحاب تلك الشبكة المزيفة بكتابة تغريدة ذات محتوى سياسي أو يقوم بإعادة نشر تدوينات؛ كتبها أصحاب حسابات أخرى على موقع تويتر والذين لهم اهتمام بالشؤون والملفات السياسية الإسرائيلية”.

وقالت إنه “على الصعيد الفني، إذا كانت الشبكة السابقة تعمل بواسطة أداة تسمى (سوشيال ريبورت) فإن مشغليها هذه المرة تجنبوا استخدام نفس تلك الوسيلة، وعلى الرغم من ذلك لم يتعلموا بعد العمل بشكل صحيح، ويغردون بواسطة أداة اسمها (تويت ديك) والتي لا تشكل في حد ذاتها أمرًا يدينهم جنائًيا، لكنها تسمح بتشغيل عدد من البروفايلات والحسابات الشخصية من منصة وواجهة إلكترونية واحدة”.

ولفتت إلى أنه “فيما يتعلق بساعات النشاط والعمل الخاصة بهذه البروفايلات والملفات الشخصيات فتميزت بالتنسيق، وهي تقريبًا لا تعمل أبدا في أيام الجمع”.

تغريدات تدعم الإمارات

وأوضحت أن “مشغلي الشبكة قرروا التدوين والتغريد بالعبرية لكن الشكوك حامت في إسرائيل حول أن هذه ليست لغتهم الأم، وبعد وقت قصير من إنشاء الشبكة، بدأت الشبكة في وضع تغريدات وتدوينات تدعم الإمارات مما زاد الشكوك حولها”.

واستكملت: “علاوة على ذلك، واصلت الشبكة بث دعاية تتعلق بالحرب في اليمن، والتي تتداخل فيها المصالح الإقليمية وتختلط،  وكانت طريقة عمل الشبكة في ذلك الوقت شبيهة إلى حد كبير بنظام عملها الحالي؛ حيث العشرات من الحسابات الشخصية المنسوبة لفتيات وسيدات واللاتي يقمن بإعادة نشر تغريدات لرجل يدعى (يسرائيل حاييم) ، ويظهرن إعجابهن بتدويناته على موقع تويتر”.

وواصلت: “من خلال الأدلة الرقمية يبدو أن مشغل الحساب له علاقة بشركة تسويق في دبي، وهو على ما يبدو حاول الاستفادة من ذلك النشاط لصالح الترويج لأعماله الأخرى، وتبين أن الشبكة مرتبطة بمواقع إلكترونية خارجية يشغلها نفس الشخص، وبنظرة إلى تلك المواقع، والتي ترتبط جميعها بخادم إلكتروني في الولايات المتحدة، نتعرف على المصالح والأغراض وراء هذه الشبكة، فمن بين المواقع يمكننا أن نجد موقع (أرابتريندز) و(جولليران) و(ديبولماسي 24)  و(يمن وتش؟) وغيرها التي تبث دعاية مؤيدة للإمارات”.

وبحسب الصحيفة، فإن “غالبية التدوينات والتغريدات تعرض تفاصيل الحياة الرائعة في الإمارات، وتهاجم الجارة قطر، وجزء من المعلومات التي يتم بثها مرتبطة بإسرائيل، لكن لا يبدو أن الأخيرة تقف في بؤرة الاهتمام الخاصة بالشبكة، ويهتم مشغل الشبكة بتضخيم عدد متابعيها”.

وتابعت: “إذا كان الحديث يدور عن شبكة وهمية أخرى يتم تشغيلها من قبل شخصية مشكوك فيها بدبي فليكن، لكن علينا أن نلاحظ علاقة إسرائيل بتلك الشبكة؛ فعند رؤية المتابعين لـ “يسرائيل حاييم”، وخاصة أولئك الذين كانوا أول من تابعه على تويتر، سنجد أن هناك حسابات إسرائيلية تستخدم نفس هذه الشبكة والقاسم المشترك بينها هو أن جميع أصحابها، تابعون لحزب الليكود الحاكم في تل أبيب”.

وأوضحت أن “نظرة خاطفة للمتابعين لباقي الحسابات الإلكترونية المزيفة التابعة للشبكة؛ تكشف أن مجموعة كبيرة من هؤلاء المستخدمين هم من الإسرائيليين المخضرمين من الليكود أو من المولعين بنتنياهو وسياساته، وهي المجموعة التي بثت تغريدات وتدوينات من جانبها؛ وبهذه الطريقة منحت مزيدًا من الصلاحيات للشبكة الوهمية”.

محتويات تخص المتشددين

“تجدر الإشارة إلى أن أعضاء الشبكة الأجنبية نشروا محتويات تخص القناة 20 الإسرائيلية وموقع (ميدا) الإخباري العبري كجزء من رسائلهم الإلكترونية، ومن الممكن أنهم بتلك الطريقة دفعوا مؤيدي نتنياهو إلى متابعة البروفايلات والحسابات المزيفة”، بحسب الصحيفة.

وعلقت “هآرتس”: “هذه الأمور لا تجعلنا نتهم نشطاء الليكود ومؤيدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بتشجيع هذه الشبكة الأجنبية المزيفة، نحن فقط نورد الحقائق الفنية التي جاءت عبر البحث والتمحيص”.

وتساءلت: “ما مصلحة عناصر إماراتية في إقامة شبكة روبوتات تعمل باللغة العبرية؟ لكي نفهم هذا الأمر جيدا ونجيب على السؤال؛ علينا أن نتوجه لإليزابيث تسوركوف- الباحثة في منتدى التفكير الإقليمي- بالسؤال :(ما رأيك في هيئة تتواجد بدول الإمارات وتستثمر موارد معينة للتأثير على الرأي المحلي الإسرائيلي؟)”.

تعزيز مصالح

وأجابت تسوركوف: “بعد وصول ترامب للحكم في الولايات المتحدة، اكتشفت عدد من الدول العربية أن الضغط على إسرائيل هو وسيلة فعالة لتعزيز مصالحها، على سبيل المثال تستثمر قطر في منظمة (صهاينة أمريكا) وذلك لأجل مصالحها، ولا يمكننا الافتراض أن الدوحة هي الدولة الوحيدة التي تفعل ذلك، إن شبكة تويتر في إسرائيل هي مكان يضم مستخدمين من الصحفيين والسياسيين وقادة الرأي وهو الشيء الذي يفيد إلى أبعد درجة في حال ما أراد شخص ما أن يستخدم ذلك لمصلحته، بحيث يحدث انطباعًا خاطئًا بأن هناك موقفًا إيجابيًا تجاه الإمارات وآخر سلبي تجاه قطر”.

ونقلت الصحيفة عن خبير استخباراتي – قالت إنه فضل عدم ذكر اسمه- موافقته على ما قالته تسوركوف قائلاً: “هناك تقارب بين نتنياهو والإمارات وعلاقات متشعبة بين منظمات إسرائيلية وإدارة ترامب، وشركة (إن إس أو) الإسرائيلية للتنصت والتجسس الإلكتروني كانت قد باعت تكنولوجيا للإمارات، والسعودية ليست غريبة عن تلك الأجواء، وعن تشغيل شبكة روبوتات على تويتر”.

وتابع: يبدو أن الحديث يدور عن استمرار المسيرة التي عبر فيها نتنياهو عن دعمه للضالعين في اغتيال (الصحفي السعودي) جمال خاشقجي، فلا ينبغي استبعاد الافتراض القائل بأن الحديث يدور عن إجراء مضاد لنشاط قطر وتدخلها في السياسة الإسرائيلية والمنظمات اليهودية بالولايات المتحدة”.