موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: دبي جنة العصابات الإجرامية صاحبة النشاط العالمي

453

تمثل دبي في دولة الإمارات جنة العصابات الإجرامية صاحبة النشاط العالمي وهو ما يؤكده توالي فرض عقوبات دولية على أعضاء عصابات ينشطون في الإمارة.

وفي أحدث إجراء على ذلك فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على عدد من كبار أعضاء عصابة “كيناهان” الإيرلندية للجريمة المنظمة التي تدير أعمالها من دبي.

وأكد مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية أن من بين الأشخاص السبعة الذين فرضت عليهم العقوبة دانييل كيناهان، الذي عمل في السابق مستشاراً للملاكم تايسون فيوري، ويدير العمليات اليومية للمنظمة على الأرجح”.

وبينت الوزارة أن عصابة كيناهان تستخدم دبي الآن مركزاً لأنشطتها غير القانونية، ولديها مصالح تتعلق بتجارة المخدرات وغسل الأموال.

وقال بريان نيلسون، وكيل وزارة الخزانة المعني بشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: إن العصابة “تهرب مخدرات قاتلة، بما في ذلك الكوكايين، إلى أوروبا، كما تشكل تهديداً للاقتصاد المشروع بأكمله من خلال دورها في غسل الأموال العالمي”.

ورصدت وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية مكافآت تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقال أي من أعضاء أسرة كيناهان الثلاثة.

وتستهدف العقوبات كيناهان، الذي حددت اسمه المحكمة العليا الإيرلندية سابقاً بوصفه مراقباً لحسابات العصابة ومديراً لها، ووالده كريستوفر الكبير، وهو مهرب مخدرات مدان ومؤسس محتمل للعصابة، وشقيقه كريستوفر الصغير، المتهم بالعمل مع عصابة “نقل وبيع المخدرات في المملكة المتحدة”.

ومنذ عام 2016، تورطت العصابة في حرب دامية مع عصابة “هاتش” المنافسة في دبلن وإسبانيا، مما أسفر عن مقتل نحو 18 شخصاً، ووصف الإعلان الصادر من وزارة الخزانة عصابة كيناهان بأنها “منظمة قاتلة”.

ونهاية العام الماضي كشفت الشرطة البريطانية عن شبكة إماراتية لتهريب وتبييض الأموال إلى دبي في أحدث إدانة جديدة لفساد النظام الإماراتي وفضائحه المالية.

وقالت الشرطة البريطانية إنها اعتقلت إماراتيا يقود شبكة تبييض أموال بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني (132 مليون دولار أمريكي)، نظَّم “شبكة توزيع” من السُّعاة الذين تولوا نقل الحقائب المليئة بالنقود من بريطانيا إلى دبي.

وأوردن وكالة Bloomberg الأمريكية، أن الوكالة البريطانية لمكافحة الجريمة ألقت القبض على الإماراتي البالغ من العمر 46 عاماً والمتهم بقضية تبييض أموال، في شقة تقع في حي “مايفير” الراقي في العاصمة البريطانية لندن.

كما أشارت الوكالة إلى أنه الإماراتي المعتقل كان مسؤولاً عن تنظيم عشرات من السُّعاة لنقل الأموال غير المشروعة.

بينما قال إيان تروبي، ضابط التحقيق في الوكالة البريطانية لمكافحة الجريمة، إن “الشبكة الإجرامية التي تزعم أن هذا الرجل مشارك فيها هي واحدة من أكبر الشبكات التي حققنا بشأنها في هذا النوع من القضايا، حيث تدفع الشبكة آلافاً للسُّعاة المسؤولين عن نقل ملايين الأموال في المرة الواحدة في حقائب مكدسة بها”.

وأشارت الوكالة إلى أنها احتجزت بالفعل اثنين من هؤلاء السُّعاة، وأنها ألقت القبض على عشرات آخرين من المرتبطين بالشبكة.

ومؤخرا كشفت وثائق باندورا أن دبي الإماراتية تعد جنة غسيل الأموال حول العالم وتتصدر قائمة المنافسين على الثروات المُريبة.

وأظهرت الوثائق عن دور مركزي لكل من لندن ودبي في عملية إخفاء الأموال والثروات، وكذلك في غسيل الأموال، بحيث يمكن القول إن المدينتين تتنافسان على لقب عاصمة الأموال المريبة.

وتحتوي ذاكرة التخزين المؤقت التي تحمل علامة “Pandora” المسربة بواسطة الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين على 11.9 مليون ملف من الشركات التي استأجرها العملاء الأثرياء، لإنشاء هياكل خارجية وصناديق ائتمانية في الملاذات الضريبية، مثل بنما ودبي وموناكو وسويسرا وجزر كايمان، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

ولكن تُظهر نظرة فاحصة أن لندن تلعب دور المركزي العصبي لشبكة إخفاء الثروات الهائلة هذه.

كما تشمل الملفات إفصاحات عن مانحين رئيسيين لحزب المحافظين البريطاني، ما أثار أسئلةً صعبةً على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بينما كان يجتمع حزبه في مؤتمره السنوي، حسب وصف The Guardian.

وعرض نيكولاس شاكسون الكاتب في مؤسسة Tax Justice Network البريطانية، في مقال نشرته صحيفة New York Times الأمريكية للدور الكبير لمدينة لندن كعاصمة لغسيل الأموال ومركز للملاذات الضريبة، والضرر الذي يسببه هذا الدور للعالم وبريطانيا نفسها.

وسبق أن أصدرت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، العام الماضي، تقريراً بعنوان “دبي أصبحت جنة غسيل الأموال”.

يشير التقرير إلى سلالة جديدة ومخيفة إلى حد ما من الملاذات الضريبية، فقبل ذلك كانت الملاذات الضريبية تقليدياً صغيرة ومنفتحة وديمقراطية -فكر في أماكن مثل جيرسي أو لوكسمبورغ- التي يمكن إخراجها من العمل في هذا المجال، بمزيج مستدام من القوة الدبلوماسية والغضب السياسي المحلي.

ويكشف التقرير أن دبي ليس لديها أي من تلك الثغرات، إنها مدينة استبدادية، مع عدم وجود سياسة داخلية تقلق بشأنها، والضغط الدبلوماسي ضئيل للغاية عليها، وذلك بفضل صداقة الإمارات الوثيقة مع الدول الغربية الكبرى.

يقول التقرير “تم إجبار الملاذات الضريبية الأخرى على التوقف عن العمل، ولكن دبي ازدهرت، وأصبحت نقطة جذب للكثير من الأموال والأشخاص الأكثر ظلمة في العالم، بالإضافة إلى الألماس والذهب، ومن المستحيل التأثير عليها بالطرق القديمة”.