موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق بريطاني: الفساد المالي وسيلة الإمارات لكسب النفوذ في واشنطن

198

كشف تحقيق بريطاني عن استخدام دولة الإمارات وحلفائها في المملكة العربية السعودية الفساد المالي وسيلة لكسب النفوذ في الولايات المتحدة الأمريكية.

ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، تحقيقا مطولا حمل عنوان “تحقيق أمريكي في نفوذ السعودية والإمارات في أمريكا”، خلصت فيه إلى تغلغل نفوذ الرياض وأبوظبي في دوائر الحكم وصناعة القرار داخل البلد الأقوى في العالم.

وكشف التحقيق تورط شخصيات أمريكية مهمة في علاقات مع الإمارات والسعودية قائمة على أساس استغلال المناصب لمنافع شخصية.

وتحدثت “بي بي سي” عن “توم برّاك” الذي كان مقرباً من الرئيس دونالد ترامب، وقالت إنه يتمتع بعلاقات قديمة مع الزعامات الخليجية ويمتلك استثمارات عقارية في الخليج، بالتعاون مع عدد من الشركات المحلية.

وقالت إن تسمية صديقه القديم دونالد ترامب مرشحاً للحزب الجمهوري عام 2016 مثل فرصة ذهبية لا تفوت بالنسبة لبرّاك.

وأكدت أن براك أعاد الحياة إلى قنوات اتصالاته في دول الخليج، خاصة أنه كان ضمن الدائرة المقربة من ترامب؛ حيث عمل مستشاراً في حملته الانتخابية، وقاد حملة جمع التبرعات لحفل تنصيب ترامب، واستطاع جمع أكثر من 100 مليون دولار.

وأضافت “ما لبثت مئات الملايين من الدولارات أن بدأت بالتدفق على شكل استثمارات في مشاريع براك، ومن بينها مئات الملايين من الصناديق السيادية في كل من الإمارات العربية المتحدة والسعودية”.

لكن براك يخضع الآن للتحقيق بسبب طبيعة علاقاته بالسعودية والإمارات، وقد استجوب مكتب التحقيقات الاتحادي رجل الأعمال الاماراتي وشريك براك في بعض المشاريع راشد المالك.

اختراق خطاب ترامب.. تحقيق “بي بي سي” تطرق إلى ما نشر في صحيفة “نيويورك تايمز” قبل أيام قليلة، وجاء فيه أن “توماس براك كان ينسق مع الإمارات حول مضمون كلمة الرئيس الأمريكي ترامب في مجال الطاقة عام 2016”.

وأضافت: “كان من بين الأطراف التي نسق معها براك بهدف التأثير على توجهات ترامب في هذا المجال راشد المالك، المقرب من ولي عهد الإمارات محمد بن زايد وشقيقه حمدان بن زايد مسؤول الأمن في الإمارات”.

وتطرق التحقيق أيضاً إلى ما قالته شبكة “أي بي سي” من أن “بول مانافورت، مدير حملة ترامب السابق والمسجون حالياً بتهم الاحتيال، قدم مسودة الخطاب إلى براك، وهو بدوره نقلها إلى راشد المالك، الذي قال إنه أطلع المسؤولين في السعودية والإمارات عليها؛ بهدف أخذ ملاحظاتهم على الخطاب المزمع، وإضافة ما يطلبه المسؤولون الإماراتيون الى خطاب ترامب عبر صديقه مانافورت”.

وأكد التحقيق أنه “لم يتم توجيه أي اتهام لبراك حتى الآن”، مشيرة إلى أن علاقات براك بالسعودية والإمارات وراشد المالك تحديداً، هي محط اهتمام السلطات الاتحادية الأمريكية منذ تسعة أشهر على الأقل.

وخلال الفترة الواقعة ما بين تسمية ترامب مرشحاً للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري في أواسط عام 2016، ونهاية شهر يوليو 2019، تلقت شركة الاستثمارات العقارية كولوني، التي يملكها توماس براك، ملياراً ونصف المليار دولار من الإمارات والسعودية على شكل استثمارات أو مشتريات أصول بحسب الشبكة.

وحسب “نيويورك تايمز”، فإن العلاقة بين براك وراشد المالك هي محور التحقيق، وأوضحت أن المالك هو رجل الشيخ حمدان بن زايد الذي يعتبر مصدر تمويله الأساسي.

وتلقى المالك دعوة لحضور حفل تنصيب ترامب، حيث كان من بين قلة من المدعوين الذين حضروا حفل عشاء أقامه براك وظهر فيه ترامب في مرحلة ما.

في بداية 2018 حققت السلطات الفيدرالية الأمريكية مع المالك الذي يقيم منذ سنوات عديدة في لوس أنجلس، وتناول التحقيق أنشطة في الولايات المتحدة تخدم مصالح دولة أجنبية دون الحصول على ترخيص للقيام بذلك.

وقد قدّم المالك الوثائقَ التي طلبها المحققون، وغادر على أثرها الولايات المتحدة دون أن يعود إليها حتى الآن.

وكان المحقق الخاص روبرت مولر، الذي حقق في الدور الروسي بحملة ترامب، حقق أيضاً مع راشد المالك.

ويتابع تحقيق “بي بي سي”، نقلاً عما جاء في موقع “إنترسبت” عن مسؤول أمريكي سابق، ووثائق رسمية أمريكية، قائلاً إن راشد المالك كان يقدم معلومات إلى المخابرات الإماراتية متعلقة بالقضايا التي تهتم بها الإمارات، ومواقف ترامب منها، مثل جماعة الإخوان المسلمين، والخلاف بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى، ولقاءات ولي العهد السعودي مع المسؤولين الأمريكيين. وقد نفى محامي راشد أداءه أي دور استخباراتي وأنه ليس سوى رجل أعمال.

وحسب “إنترسبت”، فإن المشرف على نشاط المالك هو مدير المخابرات الإماراتية علي الشامسي، والأخير “أكبر من مجرد رجل مخابرات، إنه رسول محمد بن زايد وشقيقه طحنون للقيام بمهام سرية”.

يُذكر أن براك صديق لبول مانافورت، حيث عملا معاً في المجال التجاري بالشرق الأوسط قبل نحو نصف قرن، وهو من زكَّاه عند  ترامب، الذي كلَّفه قيادة حملته الانتخابية، وهو الآن قابع في السجن بعد إدانته بالاحتيال والتزوير والتهرب الضريبي.

وقالت “بلومبيرغ” إن براك طار إلى السعودية للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أواخر 2016، وكان وقتها يشرف على حملة جمع التبرعات لحفل تنصيب ترامب وعضواً في فريق نقل السلطة إلى ترامب.

وحضر اللقاء بين بن سلمان وبراك رئيس الصندوق السيادي السعودي ياسر الرميان، حسب “بلومبيرغ”.

وتمكن براك مؤخراً من جمع سبعة مليارات دولار على شكل استثمارات من الأسواق المالية العالية، ومن بينها نحو نصف مليار من الصندوق السيادي السعودي ونظيره الإماراتي.

وتحقق السلطات الأمريكية في الدور الذي أداه براك في مساعي بيع السعودية التقنيةَ النووية الأمريكية. وقالت “بلومبيرغ” إن براك يسعى الى بيع هذه التقنية، ويمارس نفوذاً كبيراً في هذا الشأن.

وختمت “بي بي سي” تحقيقها بالقول: إن “رئيس اللجنة التي شكلها مجلس النواب للنظر في تعاملات مساعدي ترامب عبر القنوات السرية مع حكومات الشرق الأوسط، قال إن إدارة ترامب قد ألغت عملياً أي حدود بين العمل الحكومي والعمل لحساب شركات أو جهات أجنبية”.