موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تراجع حاد في سياسات الإمارات الخارجية بفعل الفشل المتراكم

232

أبرزت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية التراجع الحاد الحاصل في السياسات الخارجية لدولة الإمارات بفعل الفشل المتراكم داخليا وخارجيا.

وقالت الصحيفة إن الإمارات مارست عبر العقد الماضي سياسة خارجية حازمة في محاولاتها لمواجهة ما تصفه الإسلام السياسي وإيران.

وأضافت أن المسؤولين في الإمارات أصبحوا يتحدثون عن تحول نحو الدبلوماسية الاقتصادية، حيث تحاول أبوظبي تحسين علاقاتها مع تركيا وإيران.

وعقد مستشار الأمن الوطني في الإمارات طحنون بن زايد محادثات نادرة في كل من تركيا وقطر والأردن لتقليل حدة التنافس الإقليمي مع تلك الدول.

كما اجتمع نائب رئيس الوزراء الإماراتي منصور بن زايد مع القائم بالأعمال الإيراني في الإمارات في الأسابيع الماضية.

وترى الصحيفة أن توقف الحرب الأهلية في ليبيا التي دعمت فيها روسيا والإمارات طرفا وتركيا وقطر طرفا آخر ساعد على تبريد العداء.

وتناول تقرير الصحيفة التحولات الدبلوماسية في المنطقة العربية، ووجود حالة من خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.

وأشارت إلى مناخ من ترتيب الأوراق بين المتنافسين والأعداء في الماضي بشكل ساهم في صنع مزاج خفض التصعيد. وهو أمر لم يكن متوقعا قبل عام ونصف عندما كان الرئيس دونالد ترامب في الحكم.

ويرى مسؤولون عرب نقلت عنهم الصحيفة أن مشاكل الاقتصاد وتراجع أسعار النفط وانتشار كوفيد- 19 وانتخاب جوزيف بايدن كانت عوامل ساهمت في محاولات قادة المنطقة ضبط علاقاتهم الخارجية.

ويقول مسؤول عربي بارز: “سئم الجميع من تعقد الأمور، وعليك ألا تقلل من الأثر الاقتصادي الذي تركه كوفيد- 19”.

ويضيف: “أنظر لم نكن قادرين على التقدم حتى نحقق الاستقرار السياسي، ونحن بحاجة للوظائف ونريد اقتصادا قويا ولا نستطيع عمل هذا إن لم نكن نتحدث لبعضنا البعض”.

ويحذر الدبلوماسيون والمحللون من أن التطورات هي تعبير عن سلام بارد وتحول براغماتي عن الفترة المضطربة لرئاسة دونالد ترامب، حيث فاقمت عدوانيته ضد إيران التوترات.

وأضافوا أن هذا السلام البارد قد يعطل بسهولة. فاتهام إيران هذا الشهر بالوقوف وراء الهجوم على ناقلة مرتبطة بإسرائيل والمناوشات الحدودية بين حزب الله اللبناني المدعوم من إيران وإسرائيل تؤكد على أن التوتر قد يزداد في أي لحظة، كما أن ترددات انتصار طالبان في كابول ستصل إلى المنطقة.

ويقول إيميل هوكاييم من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إن “خفض التوتر هذا هش لأنه نتاج ظروف إقليمية مؤقتة ولا يعبر عن تغير واسع في العقلية”.

وسيكون الامتحان الأول لهذا الزخم هي الجهود العراقية التي يدعمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإقناع قادة المنطقة بحضور مؤتمر “الجيران” في بغداد نهاية هذا الأسبوع.

ولو حضر المسؤولون السعوديون والإيرانيون فستكون هي المرة الأولى التي يظهرون علنا في مناسبة إقليمية منذ قطع العلاقات الدبلوماسية عام 2016.

وعلق مسؤول عراقي أن “إقناع الجميع للجلوس حول الطاولة سيساعد على تقوية المزاج باتجاه خفض التصعيد”.

واستضافت بغداد لقاءات سرية بين المسؤولين السعوديين والإيرانيين. وكشفت “فايننشال تايمز” أول مرة عن هذه المحادثات حيث تم عقد ثلاث جولات منذ نيسان/ أبريل.

وأشارت الصحيفة للتحرك السعودي بداية العام لرفع حصار استمر ثلاثة أعوام عن قطر بشكل ساعد على تخفيف الأزمة التي وضعت محور السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد تحالف قطر- تركيا.

ولا يزال هناك عدد من النقاط الساخنة من اليمن إلى سوريا والهجمات التي تقوم بها الميليشيات الشيعية ضد القوات الأمريكية في العراق، لكن المحللين يرون أن أي تخفيض للتوتر يعتبر تقدما. ويقول مسؤول عربي آخر، إن خفض التوتر موجود لكن هناك أمور تجري تحت السطح وكولسات ولكنها تظل تطورا إيجابيا و”لن تتحسن أكثر من هذا”.