موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

ناشط حقوقي: الإمارات تعامل معتقلي الرأي أسوأ من المجرمين

288

قال ناشط حقوقي عربي بارز إن دولة الإمارات تعامل معتقلي الرأي في سجونها أسوأ من المجرمين، وذلك في أحدث إدانة للسجل الحقوقي الأسود للنظام الحاكم في أبوظبي.

وصرح خالد إبراهيم رئيس مركز الخليج لحقوق الإنسان، بأن انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات مستمرة، والحريات العامة مصادرة، والسجون مليئة بالمفكرين والأكاديميين والمصلحين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

وأشار إبراهيم، في مقابلة مع “مركز مناصرة معتقلي الإمارات“، إلى صعوبة تغيير الواقع عبر آليات الأمم المتحدة فقط، لأنها تتسم بالبطء والضعف أحياناً، ما يدفعه للمشاركة في جل الفعاليات والحوارات، لمحاولة تغيير هذا الوضع السيء.

وكان الحدث الافتراضي لـ “إكسبو البديل لحقوق الإنسان”، والذي نظم الخميس الماضي عبر برنامج “ZOOM”، آخرَ الفعاليات التي شارك فيها مركز الخليج كأحد أبرز المنظمين له، وقد قرأ إبراهيم بعضاً من أشعار صديقه المعتقل في سجون الإمارات، أحمد منصور.

وفيما يلي نص الحوار:

لمركز الخليج جهود واضحة في مجال مناصرة معتقلي الرأي في الوطن العربي عموما والإمارات خصوصا، فما هي أبرز القضايا التي عمل عليها المركز؟

عمل المركز على كثيرٍ من قضايا مدافعي ومدافعات حقوق الإنسان منذ 2011 وحتى اللحظة في الوطن العربي، لكن عندما نتحدث عن الإمارات فإن المركز يركز جهوده حول قضية معتقلي الرأي، و يعمل بشكل دؤوب من أجل إطلاق سراح زملائنا المدافعين عن حقوق الإنسان أحمد منصور، الدكتور محمد الركن، الدكتور محمد المنصوري، وغيرهم.

 

ما هو تقييمك لواقع حقوق الإنسان في الإمارات؟

سيء للغاية، فانتهاكات حقوق الإنسان مستمرة، والحريات العامة مصادرة، والسجون مليئة بالمفكرين والأكاديميين والمصلحين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ومما يزيد الطين بلةً هو استعداد الأسرة الحاكمة لعمل كل ما لا يخطر على الأذهان من أجل ديمومة سلطتها القمعية.

 

لماذا تعتقد أن الإمارات تتبنى سياسة صفر تسامح مع معتقلي الرأي، هل هناك ما تخاف منه السلطات الاماراتية؟

لا شك أن الدافع الأول هو إرهاب كل من يفكر في رفع راية حقوق الإنسان داخل الإمارات، فعقلية حكام الإمارات تعتبر الرأي الآخر خطراً يهدد قبضتها على الحكم، وأن الحل الوحيد للتعامل مع أصحاب الرأي الأخر ليس احترامهم ولا الاحتفاء بهم، بل قمعهم حتى لا يكونوا نموذجاً لغيرهم. لذلك فإن النظام الإماراتي يعامل معتقلي الرأي معاملة أسوأ من المجرمين. فبينما تفرج السلطات الإماراتية عن المجرمين ضمن مراسيم العفو بانتظام، وتسمح لهم بالسفر إلى أي مكان يريدونه في يوم إطلاق سراحهم، فإنها تحرم معتقلي الرأي من مراسيم العفو السنوية أو حتى من اختيار البلاد التي يسافرون إليها عند ترحليهم خارج البلاد.

 

في الواقع، فإن المدافعين عن حقوق الإنسان في الإمارات يواجهون كل أشكال القهر والقمع والترهيب، ولذلك فهم إما غادروا البلاد أو يقبعون في السجون يواجهون ظلماً لا مثيل له، وبعد سجن زميلي العزيز أحمد منصور لم يتبق حتى مدافع واحد يدافع علناً عن حقوق الإنسان داخل الإمارات.

 

بحكم عملك الطويل في مجال حقوق الإنسان، ماذا تخسر الدول التي تصادر حق الرأي وتعتقل أصحاب الآراء الأخرى؟

تخسر سمعتها، وتصبح مثلاً للظلم والقمع يتم الإشارة إليه في كل المناسبات الدولية، كما أن سجلها الأسود في مجال حقوق الإنسان يجعل من السهل التدخل بشؤونها الداخلية وفرض عقوبات دولية عليها.

 

تكرر اسم الناشط الإماراتي المعتقل أحمد منصور كثيراً في قرارات البرلمان الأوروبي الأخيرة حول الإمارات، وفي بيانات المنظمات الحقوقية والتصريحات الصحفية التي صدرت مؤخراً، لكن كثيرين لا يعرفون من هو أحمد منصور وما هي قصته، بصفتك صديق قديم لمنصور، هل يمكن أن تخبر القارئ عنه؟

ولد زميلي العزيز أحمد منصور، المدافع الأخير عن حقوق الإنسان في الإمارات والمدون البارز وأحد شعراء قصيدة النَّثر في الإمارات، سنة 1969 في إمارة رأس الخيمة.

 

درس الهندسة الكهربائية في جامعة كولورادو بالولايات المتحدة الأميركية، وفيها نال شهادة البكالوريوس، ثم وفي الجامعة نفسها، أنهى الماجستير متخصِّصاً في هندسة الاتصالات، فهو الشاعر القادم من عالم الاتصالات.

 

تم سجنه لعمله السلمي والشرعي في مجال حقوق الإنسان في 20 مارس/آذار 2017 وتم وضعه في زنزانة انفرادية منذ ذلك اليوم وحتى هذه اللحظة، في تعذيب مقصود يقوم به جهاز أمن الدولة له ولغيره من معتقلي الرأي.

 

أحمد منصور كان عضواً استشارياً لمركز الخليج لحقوق الإنسان، كيف كانت علاقتك به من الناحية المهنية؟ وما هي الأدوار التي لعبها لينال لقب “المدافع الشجاع عن حقوق الانسان” كما وصفته رئيسة جمهورية إيرلندا والمفوضية الأممية السابقة ماري ربنسون؟

لأنه كان يعرف أن مصير من يعمل في مجال حقوق الإنسان داخل الإمارات هو السجن، ورغم ذلك فقد تابع عمله في رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان. تم استهداف أحمد من قبل السلطات الإماراتية بجميع الوسائل، رقمياً ومالياً وجسدياً لكنه لم يكترث لذلك أبداً، واستمر يعمل بكل عزم وصدق من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان في الإمارات وهذه ليست شجاعة فقط بل شجاعة نادرة ومنقطعة النظير.

الكثير يعرف أحمد منصور بصفته “مدافعا عن حقوق الإنسان” ولكن القليل يعرف أحمد الشاعر والصديق، هل ممكن أن تصف للقارىء أحمد الصدِيق؟

كان أحمد منصور زميلاً عزيزاً وصديقاً صدوقاً وأخاً كريماً وإنساناً وفياً تجلت فيه كل الخصال الحميدة وتميز بالحرص على إنجاز جميع مهامه بدقة عالية وفي الوقت المتفق عليه فقد كان يحترم الوقت كثيراً، إضافة إلى كونه رب أسرة ناجح. أعرف الكثير عن طيبته وكرمه ووفائه لأصدقائه، فقد كان يقتسم موارده مع المحتاجين في بعض الأحيان. أتشرف بأن أحمد صديقي وأخي فهو الذي قدم حياته من أجل حقوق مواطنيه والجود بالنفس أقصى غاية الجودِ.

 

هل تعتقد أن المجتمع الدولي فشل في مساعدة أحمد منصور وباقي معتقلي الرأي في الإمارات ولماذا؟

لا نملك أية آليات محلية لمعالجة الانتهاكات وإبعاد الضرر عنا وعن زملائنا، ولذلك فإن الآليات الدولية، ومن ضمنها آليات الأمم المتحدة هي الملاذ الوحيد الذي يجب أن نستخدمه دائماً ولاشك أن هذه الآليات تتميز بالبطء والضعف أحياناً، ولكننا لا نملك خياراً سوى استمرار العمل معها ولذا يجب علينا أن نبتكر أساليب عمل جديدة تحقق أحلامنا في بناء مجتمعات تسودها العدالة الاجتماعية واحترام الحريات العامة.

 

لو كان أحمد يسمعك الآن، ماذا ستقول له؟

تحية أيها الأخ العزيز المبتسم دوماً رغم الصعاب والتحديات. لن ننساك أبداً وكيف ننسى من يسكن قلوبنا. سنعمل كل ما بوسعنا لإطلاق سراحك وبقية سجناء وسجينات الرأي في الإمارات.

 

خسر الوسط الحقوقي العربي بشكل عام والإماراتي بشكل خاص الناشطة الحقوقية آلاء الصديق التي توفيت إثر حادث أليم في لندن الصيف الماضي، ماذا تستطيع أن تقول لنا عنها وعن نشاطها؟

كان فقدُها صدمة لي ولكل من عمل معها أو عرفها، ولاشك أن رحيلها قد ترك فراغاً كبيراً لن يملؤه أحد. إنسانة رائعة، صادقة، مثقفة، متعددة المهارات، ومدافعة شجاعة واجهت بالكلمة الصادقة وبصوتها المغرد بالحقوق أبداً، حكومة قمعية سخرت موارد الشعب من أجل إسكات الرأي الآخر. رحمك الله يا آلاء وأسكنك فسيح جنانه.

 

لو كانت آلاء تسمعك الآن، ماذا ستقول لها؟

آلاء، أيتها الإنسانة الرائعة والمدافعة الشجاعة والزميلة العزيزة، سلاماً سلاما، على دربك سائرون وللأمانة حافظون.

 

ماذا ستقول لوالدها التي ظلت تدافع عنه لمدة ٩ سنوات متمنية أن تراه؟

تحياتي لكم أيها الشيخ الجليل محمد عبدالرزاق الصديق، وأنت المواطن الصالح المعروف بالنشاطات المجتمعية السلمية. إن سجنك يفضح الجلادين وقمعهم ومصادرتهم للحريات العامة وانتهاكاتهم الجسيمة للحقوق المدنية والإنسانية لكم ولمجموعة كبيرة من خيرة رجال الإمارات ونسائها.

 

كلمة توجهها لمعتقلي الرأي وأهاليهم في الامارات؟

تحية لكم يا من قدمتم أغلى ما تملكون من أجل صيانة الحقوق ولاشك أن باطلهم زاهق وحقكم منتصر فهذا هو تاريخ البشرية يعلمنا أن للباطل جولة وللحق جولات و انتصارات وعندها سيعض الجلادون أياديهم ندما.

 

كلمة توجهها للسلطات الإماراتية؟

نحن حقوقيون مستقلون لا ندعو لفوضى خلاقة أو غير خلاقة في الإمارات، لكننا نريد منكم احترام مبادئ حقوق الإنسان والبدء بإصلاح حقيقي تكون أولى خطواته إطلاق سراح كل المعتقلين والمعتقلات بسبب آرائهم أو نشاطاتهم السلمية في مجال حقوق الإنسان والعمل المجتمعي، يعقب ذلك نبذ كل القوانين التي تضع قيوداً على الحريات العامة وبضمنها حرية الصحافة وحرية التعبير على الإنترنت وخارجه وحرية التظاهر السلمي.

خالد إبراهيم مدير مركز الخليج لحقوق الإنسان