موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مركز حقوقي يبرز فساد المنظومة القضائية في الإمارات

146

أبرز مركز مناصرة معتقلي الإمارات فساد المنظومة القضائية في الإمارات في واقع أكدته شهادة معتقل سابق كشف تفاصيل مروعة عن تعذيبه على يد جهاز أمن الدولة الإماراتي.

ونشر المركز شهادة معتقل سابق في القضية المعروفة إعلامياً في الإمارات باسم “شباب المنارة” تفاصيل اعتقاله من قبل جهاز أمن الدولة الإماراتي في كانون أول/ديسمبر 2013 ثم تعذيبه على أيدي محققين إماراتيين وأجانب من أجل انتزاع اعترافات موقعة منه تحت الإكراه.

وكسر المعتقل السابق –الذي لم يكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بسلامته الشخصية- جدار الصمت حول قضية “شباب المنارة”، وأنشأ حساب على تويتر باسم “شباب المنارة”، من أجل تسليط الضوء على القضية التي تعتبر من القضايا المنسية، رغم أن تفاصليها تعد الأبشع.

وحول تفاصيل الاعتقال، قال صاحب الحساب إنه وفي شهر ديسمبر 2013 اقتحمت مجموعة من رجال الأمن بزي عسكري ومدني وبينهم امرأتان منزله، وفتشته بشكل كامل، وصادرت جميع أجهزته الإلكترونية وأجهزة أشقائه ثم وضعوه في سيارة سوداء من نوع “جيمس”، مشيراً إلى أنه كان يشعر بوجود معتقل آخر في المقصورة المجاورة له.

وأضاف: ” أخذونا إلى سجن لا أعلم مكانه بالضبط، لكن أعتقد أنه على شارع “سويحان”، والملاحظ أن السجن من الداخل كله أبيض -الأبواب والزنازين وكل شيء-.

وتابع: ” أخذني شخص لا يتحدث العربية، أعتقد أنه نيبالي إلى زنزانتي يجرني وهو يخرج صوتاً (يستعمل للبهائم) وسلمني ملابس السجن وأخذ ملابسي”.

وحول تفاصيل التحقيق؛ قال: ” أُخذت إلى غرفة التحقيق رقم واحد وبعد ما جلست على الكرسي حيث كان مريحًا، قال لي المحقق: قم، فوقفت فأخذني إلى كرسي آخر وكان صلبا، وبدأ بعدها التحقيق”.

وأضاف أن التحقيق استمر بنفس الأسئلة تقريبًا لعشرة أيام متواصلة يوميًا لثلاث فترات ، كل فترة محقق، والمحقق المسائي لا يسألني أي سؤال، فقط يجعلني واقفًا طول الوقت وأنا مرهق لم أنم، وكان كأنه يلعب على جهاز الحاسوب، وكان يرفض الحديث معي.

وقال صاحب الحساب إنه ولمدة عشرة أيام، لم يكن يعرف لماذا تم اعتقاله، كما أنه لم يستطع التواصل مع والدته وإخوانه ليخبرهم بمكانه، ومن بعد ذلك تغير نظام التحقيق ليصبح في فترة واحدة ولكن مع تعذيب مختلف.

وأشار المعتقل السابق إلى أن “غرفة التحقيق كانت باردة جدا وكان المكيف يضرب عليَّ مباشرة وإذا طلبت من المحقق أن يخففه يغضب، وجرى التحقيق كله وأنا مغمض العينين، أحيانا أستطيع أن أرى مكان قدمي”.

وكشف الحساب عن تفاصيل مروعة من التعذيب والتهديد بالاغتصاب، قائلاً: إنه في إحدى المرات خلع المحقق بنطاله، وظل عاريًا، وبدأ يهدده بالاغتصاب إذا لم يتعاون معهم”.

كما أشار إلى أنه: في إحدى المرات “أجلسني على كرسي وبدأ باستهداف المناطق الحساسة من الجسم، وكل ذلك حتى أجيب على أسئلة لا أملك إجاباتها”.

وأضاف صاحب الحساب، أنه بعد 3 أشهر من التعذيب المتواصل، طلب منه المحقق التوقيع على أوراق لم يعرف محتواها، لكنه وقّع بسبب انعدام الخيارات.

بعدها أشار إلى أنه تم نقله إلى سجن الوثبة، مؤكداً أنه سجن قذر، وتعامل ضباطه سيء.

وكشف الحساب عن تفشي الرشاوي والمخدرات داخل سجن الوثبة، كما أشار بشكل خاص إلى المعاملة السيئة التي كان يتلقاها المعتقلون من قبل ضابط موريتاني يدعى “محمدن النامي”، ومدير الأمن في السجن الرائد إبراهيم الحمادي.

كما تطرق صاحب الحساب إلى تفاصيل عرضه على نيابة أمن الدولة، مشيراً إلى أنه أخبر القاضي بكل تفاصيل التعذيب الذي تعرض له، لكن القاضي رد عليه بالقول: “ولكن بما أنك وصلت إليّ فأنت مذنب”، متابعاً بأنه رد: إن كان مذنباً سلفاً فلماذا المحكمة والتحقيق؟ لكن القاضي لم يعلق على رده، ونقله إلى سجن الوثبة، وضمه إلى قضية “شباب المنارة”.

ورد الحساب على اتهامات السلطات الإماراتية للمجموعة بأنها إرهابية، قائلاً إن مجموعة المنارة هي مجموعة ثقافية دينية كان تعقد أنشطة وبرامج رياضية، ومحاضرات يقوم بها دعاة معرفون.

وسخر الحساب من تهمة التدرب على السلاح التي وجهتها لهم السلطات الإماراتية، ونشرتها صحيفة البيان من أجل التحريض على المجموعة متسائلاً: هل هناك أحد يتدرب على الجهاد من خلال لعبة “بينت بول”.

يشار إلى أن السلطات الإماراتية اعتقلت في 2013 41 شخصاً من المعروفين بانتمائهم للتيار السلفي في قضية عرفت إعلاميًا باسم ” شباب المنارة”، ووجهت لهم تهماً تتعلق بالإرهاب، وأصدرت قراراً بحل المجموعة.

وفي 2016 أصدرت المحكمة السجن المؤبد على تسعة متهمين حضورياً، واثنين غيابياً، والسجن 15 سنة على متهمين اثنين، و10 سنوات على 13 متهماً، وثلاث سنوات على ستة متهمين، وخمس سنوات على اثنين من المتهمين، وحبس أربعة لمدة ستة أشهر لحيازة أسلحة غير نارية، فيما قضت ببراءة سبعة أشخاص وإبعاد أربعة بعد انقضاء العقوبة.