موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

المواطنون الإماراتيون على الهامش بفعل ديكتاتورية حكامهم

74

يجد المواطنون الإماراتيون أنفسهم على الهامش بشدة بفعل ديكتاتورية حكامهم وتفردهم خصوصا ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في إدارة شئون البلاد داخليا وخارجيا.

ولم يعتد الشعب الإماراتي أن يبقى في الظلام، فكان منذ التأسيس ملاصقا لأحداثها بمختلف ما هو متاح من أدوات الاحتكاك المباشر، الا ان ذلك تغير حتى اصبح يُفاجئ بقرارات سياسية أو اقتصادية تقوم بها الدولة من دون سابق تمهيد أو مقدمات.

من ذلك إعلان دخول الحرب في اليمن فلم يجد الإماراتيون أنفسهم إلا في وسط الحرب التي أيدها ووقف معها وقَدم الغالي والنفيس من أبنائها في سبيل تلك الحرب، لكن أليس كان من المفترض الحديث ومناقشة الإماراتيين حولها وعن بعث جنود الدولة للقتال في أرض خارج حدوده؟!.

هذا الظلام يضع الإماراتيين في حيرة. فإلى جانب الحرب في اليمن لا توجد أهداف مُعلنة أيضاً من “التجنيد الإجباري” الذي تزيد مُدته عاماً بعد آخر؛ فهل الدولة قادمة على مستقبل يتخلله سلسلة من الحروب الداخلية والخارجية؟! لم تُقدم السلطات بعد تفسيراً لذلك، وإن كان التجنيد إجبارياً فالتزام بالحقوق والحريات هو طريق إجباري للإمارات للدخول فيه، ووجود مجلس وطني كامل الصلاحيات هو ضرورة تفرضه وقائع الأمور والتحولات.

الإماراتيون أيضاً في الظلام، فالسلطة ومؤسسات الدولة مجتمعة لم تكلف نفسها التعليق على الانهيارات الاقتصادية المتوالية في الاقتصاد وفي سوق “العقارات” بشكل خاص.

لم يكن هناك تعليق على الانخفاض الهائل لقيمة العقارات في دبي وأبوظبي، وحول بيع الشركات للفنادق وخروج شركات دولية من العمل في دبي وأبوظبي.

والواقع أن الإمارات تعاني من ضائقة مالية عسيرة منذ انخفاض أسعار النفط عام 2014، تأكل الحرب والمشاريع الخارجية وانهيار الاقتصادي الصامت مدخرات الدولة التي يفترض أن تكون للمستقبل، ومع ذلك تتجاهل الدولة كل تلك الانهيارات والتحليلات، ولا تُقدم تفسيراً كاملاً للإماراتيين.

تقوم وسائل الإعلام الرسمية بدور مكملة في إغراق الإماراتيين في الظلام، فلا تنفك الصحف اليومية ونشرات الأخبار تتحدث عن دور ريادي للدولة داخلياً وخارجياً عن الوصول إلى الفضاء ودراسته، وعن تقدمات سريعة -وهمية- في مؤشرات العالم بالاقتصاد والسياسة؛ وتختم ذلك بالحديث عن الأمن والأمان وكونه كافياً للعيش في الإمارات!

من الواجب على الإمارات وحكامها والحكومة وضع الشعب أمام كل الأمور بشفافية وإنصاف كبيرين. ومن الواجب عليهم جميعاً أن لا يتركوا الإماراتيين في الظلام، هذه المرحلة لا تحتاج إلى الظلام بقدر ما تحتاج إلى الوضوح وتبيّين الحقائق كاملة دون نقصان.

لا يوجد مبرر لحالة الصمت الرهيبة التي تحدث، إن كان المبرر الخوف من “حالة الذعر” التي تسود المجتمع إن تم الإعلان؛ فالإماراتيون لا يصيبهم الذعر ومثلما تجاوزوا الصدمات في القرارات المفاجئة سابقاً سيتجاوزون صدمة الإعلان عن الوضع الحقيقي للدولة ومشاريعها في الداخل والخارج اذا ما كان الإعلان يمتاز بالشفافية والمصداقية وسيكون أكثر تقديراً للشيوخ والحكومة على مشاركتهم هموم الدولة وسياستها ومستقبلها.