موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس تكشف: الإمارات تسرع وتيرة فصل جنوب اليمن بميليشيات عسكرية جديدة

232

كشفت مصادر موثوقة عن سعي النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تسريع خطوات فصل مناطق جنوب اليمن عن البلاد عبر تشكيل ميليشيات عسكرية تابعة له ضمن حربها الإجرامية على اليمن.

وذكرت المصادر أن الإمارات قطعت أشواطا في خطوات عملية لتشكيل ميلشيات عسكرية جديدة في جنوب اليمن في مسعى صريح لمزيد من تحدي السلطة الشرعية في البلاد.

وتستهدف الإمارات بحسب المصادر تعزيز فصل مناطق جنوب اليمن عن البلاد وضمان سيطرتها الكاملة عليها عبر ميلشيات عسكرية تنشر الفوضى والتخريب في تلك المناطق على أن تتلقي الأوامر فقط من أبو ظبي.

وقبل يومين حذر “الائتلاف الوطني الجنوبي” في اليمن من سعي الإمارات إلى إنشاء كيانات وتشكيلات مسلحة خارج إطار مؤسسات الدولة، ولا تتبع هيكلتها القيادية، واعتبر ذلك “تفخيخاً للجنوب”.

وقال الائتلاف في ختام أعمال مؤتمره الأول بمدينة عدن جنوبي اليمن: “إن صبغ تلك التشكيلات بطابع قبلي ومناطقي لا يخدم مستقبل الجنوب ولا استقراره”، في إشارة إلى التشكيلات العسكرية التي تُنشئها الإمارات في جنوب اليمن.

وعقد مؤتمر الائتلاف الجنوبي وسط توتر أمني في مدينة عدن، بعد فشل محاولة قوات أمنية موالية للإمارات منع انعقاده، إثر فشل عقده في القاهرة، عقب منعه من قبل السلطات المصرية بطلب من الإمارات.

وقال الائتلاف إنه ينفتح على كل المكونات والقوى الجنوبية بعيداً عن دعاوى الاحتكار والاستئثار، كما يرفض شعارات التخوين والتطرف.

وأضاف الائتلاف: “إن الجنوب عانى من التشطير وكذلك إبان مشروع الوحدة الاندماجية”، وقال إن الفترتين شهدتا مساوئ لا يمكن إسقاطها على شعب يبحث عن الحرية وهذا يتطلب، بحسب البيان الصحفي للائتلاف، بناء نظام سياسي “بعيد عن الشعارات وترويج الأوهام”، في إشارة إلى محاولة المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات تصدر المشهود جنوب اليمن.

ومثل انعقاد المؤتمر الأول ل”الائتلاف الوطني الجنوبي” في مدينة عدن جنوبي اليمن أحدث ما لجأت إليه الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في مقارعة نفوذ دولة الإمارات والممارسات التي تتبعها بتقويض الشرعية اليمنية ومؤسساتها في المحافظات الجنوبية للبلاد.

وعكست ترتيبات انعقاد مؤتمر إشهار الائتلاف يوم السبت الماضي، كمّ العوائق التي وقفت في طريقه، إذ أفادت مصادر يمنية قريبة من الحكومة أن أبوظبي عملت طوال الشهور الماضية على إحباط أيّ تحرك سياسي لدعم الشرعية في المحافظات الجنوبية للبلاد، وهو ما ألقى بظلاله على مختلف مظاهر الانعقاد، من الإجراءات الأمنية المشددة إلى جعل الدعوات للحضور محصورة في العديد من الشخصيات، على عكس ما كان يجري في شهور سابقة، من ترتيبات لمشاركة المئات من الشخصيات والقيادات السياسية “الجنوبية”، غير أن المؤتمر عُقد بحضور عشرات فقط بينهم وزراء في الحكومة، وهدف أساساً إلى إيصال رسائل سياسية بالدرجة الأولى.

وأظهرت التشكيلة المعلنة لرئاسة الائتلاف من 23 عضواً، بجلاء، كيف أن معركة الشرعية مع أبوظبي تمثل الدافع الأول وراء تشكيل الائتلاف، الذي يضم مسؤولين حكوميين وأعضاءً ممثلين عن أحزاب سياسية ومكونات متعددة. وتم اختيار أحمد صالح العيسي بمثابة رئيس للائتلاف، وهو رجل أعمال، ومن أبرز الشخصيات المؤثرة إلى جوار الرئيس عبد ربه منصور هادي، يشغل حالياً نائباً لمدير مكتب رئاسة الجمهورية.

ومنذ شهور، تحدث أحد اليمنيين المفرج عنهم من السجون السرّية الإماراتية في عدن، أن الإماراتيين قدموا له عروضاً مقابل الإفراج، بما فيها تنفيذ خطة اغتيال ضد العيسي.

وفي تشكيلة هيئة رئاسة الائتلاف ذاتها، وردت أسماء عُرفت بشجاعتها في مقارعة النفوذ الإماراتي، أبرزها وزير النقل صالح الجبواني، الذي سبق أن وجّه لأبوظبي جملة اتهامات مباشرة باستهداف الشرعية ودعم التمردات لإعاقة عملها، كما ضمت أيضاً وزيراً آخر، محسوباً على حزب “الإصلاح” هو وزير الشباب والرياضة نايف البكري، الذي ترددت أنباء في وقتٍ سابقٍ، عن منع أبوظبي له من العودة إلى عدن وحضور افتتاح بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2019 التي استضافتها الإمارات، وشارك فيها منتخب اليمن.

وامتدت الرسائل التي حملها انعقاد المؤتمر إلى نصوص البيان الختامي، الذي لم يشر إلى الإمارات في سياق إشادته بالتحالف ودور السعودية.

وعوضاً عن ذلك، قال المؤتمر إنه وقف بقلق بـ”أمام الأوضاع المأسوية التي تعيشها العاصمة المؤقتة عدن من تدهور مروّع للأمن ومن اعتداء على كرامة الإنسان خارج إطار القانون، ومن بسط على الأراضي والعبث بالمخطط العمراني، والسيطرة على الممتلكات العامة وتعطيل مؤسسات الدولة والتعدي عليها، وانهيار مروّع في الخدمات في نهج تدميري يستهدف مدينة السلام والصمود”، في إشارة إلى ما تمارسه القوات والتشكيلات الموالية لأبوظبي في المدينة.

ويعدّ الائتلاف مكوناً موازياً لما يُسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” الانفصالي، الذي أُسس بدعم وثيق من أبوظبي عام 2017.

وخلافاً للشعارات والممارسات التي يتبناها “الانتقالي” ضد “الشرعية”، جاء “الائتلاف الوطني الجنوبي” تحت شعار جامع هو دعم الشرعية ومشروع “الدولة الاتحادية” الذي يتبناه الرئيس هادي، بناءً على مقررات مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في الفترة مارس/ آذار 2013 وحتى يناير/ كانون الثاني 2014.

وجرى إعلان الائتلاف للمرة الأولى منذ عام، بعد اتصالات مع شخصيات سياسية تنحدر من المحافظات الجنوبية، وكان من المقرر أن يعقد الائتلاف مؤتمره العام الأول في العاصمة المصرية القاهرة في مارس المنصرم، إلا أن أبوظبي تدخلت في الساعات الأخيرة لإحباط انعقاده لتدفع السلطات المصرية للاعتذار عن استضافته.

وتوالت المؤشرات بعودة أزمة الشرعية اليمنية – أبوظبي، على أكثر من صعيد في الأشهر الأخيرة، إذ إن انعقاد مؤتمر إشهار ائتلاف دعم الشرعية، يأتي بعد أسابيع قليلة من انعقاد مجلس النواب للمرة الأولى في مدينة سيئون، بعدما عملت أبوظبي على إحباط انعقاده في عدن شهوراً طويلة.

وكل ذلك، ينبئ بأن الأزمة تقترب مجدداً من بلوغ التصعيد غير المسبوق، على غرار ما حدث في مايو/ أيار العام الماضي، عندما قدمت الحكومة اليمنية شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي تعترض على ممارسات الإمارات التي تنتهك السيادة اليمنية.

في هذه الأثناء كشف القيادي البارز في الحراك الجنوبي اليمني فادي باعوم عن أن الإمارات اعتقلت عدداً من قيادات الحراك، وتطارد نحو 10 آخرين في صحراء حضرموت وشبوة على خلفية رفض الحراك وجود الإمارات وانتهاكاتها.

وقال باعوم “نحن نرفض الاحتلال الإماراتي والسعودي، وكل يوم نخرج في مظاهرات لتحقيق هذا الهدف، وللتنديد بانتهاكات الإمارات لحقوق الإنسان”.

وأكد باعوم أن “المجلس الانتقالي الجنوبي وميليشياته لا تعبر عن قضية الجنوب أو صوت الشارع، بل تعبر عن صوت دولة الإمارات المحتلة”.

وتابع متسائلاً: “إذا كان المجلس الانتقالي يعبر عن الجنوبيين وتطلعاتهم فلماذا يعمل كأداة إماراتية؛ ليس فقط في الجنوب بل في مناطق الشمال؟! فالقائمون عليه لا يعرفون قضية جنوبية بل مصالح شخصية”.

وأضاف القيادي اليمني: “الإمارات لا يمكن أن تعبر عن صوت الجنوب بل هي تعبر عن مطامعها ومصالحها في جزيرة سقطرى، و1500 كم من ساحل بحر العرب ومنابع النفط والموانئ”.

وعن الاتهامات الموجهة لـلحراك الجنوبي بتلقي دعم من إيران قال: “نحن لا نرفع علم إيران أو صور قادتها كما يفعل الانتقالي مع الإمارات”.

وطالب باعوم السعودية والإمارات بـ”وقف الحرب وإنهاء احتلالهما لليمن، كي يتسنى لليمنيين الجلوس على طاولة الحوار السياسي لحل مشاكلهم شمالاً وجنوباً”.

وأوضح القيادي البارز في الحراك الجنوبي، أنهم “كجنوبيين لا يرفضون فقط محاولات السعودية فرض مشروع الأنبوب النفطي في محافظة المهرة شرقي البلاد؛ بل يرفضون أي تدخل سعودي وإماراتي في شؤون اليمن”.

ويشهد اليمن، منذ نحو أربعة أعوام، حرباً عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف السعودي الإمارتي من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى.

وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين، المدعومين من إيران، على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل التحالف بالنزاع في مارس 2015، بزعم دعم حكومة الرئيس هادي.

وقُتل في الحرب اليمنية، منذ التدخل السعودي، أكثر من 9200 يمني، في حين أصيب أكثر من 53 ألف شخص، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.

وبحسب الأمم المتحدة، يشهد اليمن “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، كما يواجه خطر المجاعة بفعل الحرب الإجرامية التي تشنها السعودية والإمارات.