موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: جرائم ومؤامرات الإمارات تثيرا غضبا شعبيا واسعا في اليمن

191

بين جرائم حرب ترتكبها بحق المدنيين في اليمن ومؤامرات لتحقيق أطماعها في التوسع والنفوذ في البلاد تثير دولة الإمارات غضبا شعبيا واسع النطاق تجلي بمظاهرات حاشدة تطالب بإنهاء حربها على اليمنيين.

قبل يومين قتلت قوات التحالف الإماراتي السعودي عائلة مكونة من سبعة أفراد في غارة على محافظة تعز استهدفت منزلا سكنيا في حادثة تضاف إلى مسلسل طويل من جرائم الحرب بحق المدنيين اليمنيين.

وقالت مصادر يمنية إن غارات التحالف دمّرت بالكامل منزل عبد القوي الكندي، ما أدى إلى مقتله ومقتل زوجته و5 من أبنائه وأحفاده، وإصابة 4 آخرين في غارة جوية لمقاتلات التحالف، مساء الجمعة الماضية، في منطقة ورزان، شرق مدينة تعز.

وأدانت منظمات حقوقية بشدة حادثة استهداف منزل عائلة عبد القوي الكندي، وطالبت في بيان التحالف الإماراتي السعودي بـ وقف جميع غاراته الجوية على الأهداف المدنية، وبالذات المدن والمناطق اليمنية ذات الكثافة السكانية والبعيدة عن مناطق المواجهة العسكرية.

واتهمت المنظمات التحالف الإماراتي السعودي بالتعمد في قتل المدنيين في اليمن، إثر إصراره على تكرار مثل هذه الغارات الجوية بصورة دورية وشبة ممنهجة، ودون وجود أي أمل في إجراء تحقيق موثوق يتمتع بالشفافية والحياد.

وشن التحالف الإماراتي السعودي أكثر من 200 غارة جوية عشوائية مخالفة لمبدأي التناسب والتمييز، خلال العام الماضي 2018، وأن هذه الغارات أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 1200 مدني، بالإضافة إلى إحداثها أضراراً كبيرة بالممتلكات الخاصة والعامة وتدمير البنية التحتية الحيوية في انتهاك صارخ لقوانين الحرب.

وتحظر قوانين الحرب جميع الهجمات على المدنيين أو الهجمات التي لا يمكنها التمييز بين المدنيين والأهداف العسكرية خاصة المادة 25 من لائحة لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لعام 1907.

والغارات الجوية لقوات التحالف السعودي الإماراتي، أصبحت تتسبب في سقوط قتلى وجرحى من المدنيين أكثر بكثير من إصابتها أو استهدافها لعناصر الميليشيا الحوثية التي تتذرع بتواجد عملياتها العسكرية في اليمن لدحر الميليشيا الحوثية وإعادة السلطة للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.

وقوات التحالف العربي، وبالذات القوات الإماراتية في اليمن، أصبحت تشكل عبئاً على الحكومة الشرعية، بل وأصبحت تشكل تهديداً خطيراً لحكومة الرئيس هادي بإنشائها ميليشيا محلية بديلة عن القوات الحكومية ومناهضة لها، بالإضافة إلى ارتكاب قوات التحالف أخطاء فادحة، مثل هذه الغارات الجوية التي تتسبب في مقتل كثير من المدنيين في مختلف المناطق اليمنية، وبدون مسوّغ أو مبرر قانوني أو عسكري.

في هذه الأثناء وبعد أسابيع عصيبة عاشتها جزيرة سقطرى، الجوهرة اليمنية في أقصى شرقي البلاد، مع موجة تصعيد قادتها الإمارات وحلفاؤها لاستكمال السيطرة على المنشآت الحيوية في المحافظة، قبل أن تتلقى أبوظبي صفعة بخروج حشود شعبية كبيرة تؤكّد دعم السلطات المحلية والحكومة اليمنية الشرعية، وترفض الزجّ بالمحافظة في أتون الفوضى و”الأحزمة” و”النخب” الموالية لها.

وعلى مدى الساعات الـ48 الماضية، تصدرت تطورات سقطرى المشهد اليمني، مع التظاهرة النوعية التي شهدتها المحافظة/الجزيرة الأحد الماضي، والتي شارك فيها عدد كبير من سكان الجزيرة اليمنية الواقعة في ملتقى المحيط الهندي وبحر العرب.

ورفع المتظاهرون الرايات اليمنية مرددين “بالروح بالدم نفديك يا يمن”، ليوصلوا رسالة قاسية إلى الإمارات، مفادها أن مساعي الأخيرة منذ سنوات لبسط نفوذها على هذا الجزء الاستراتيجي من اليمن والعالم، تارة بالخطوات المتهورة على غرار إرسال القوات العسكرية، وتارة في عربات الإغاثة وعناوين براقة، يمثل سراباً.

وعلى الرغم من أن التظاهرة الحاشدة، أو ما وصفها بعض اليمنيين بـ”الانتفاضة”، ضد الإمارات في سقطرى، جاءت بترتيب ودعوة السلطة المحلية، ممثلة بالمحافظ رمزي محروس، إلا أن مصادر محلية أكدت أن المشاركة كانت غير مسبوقة، وأكثر من المتوقع بالمقارنة بمسيرات ومهرجانات شعبية سابقة شهدتها الجزيرة، وجاءت هذه المرة لتعكس حجم القلق لدى المواطنين اليمنيين – سكان الجزيرة –  من الممارسات الإماراتية التي سعت إلى إقحام المحافظة اليمنية في الفوضى.

وكانت سقطرى قد شهدت في الأسابيع الماضيىة توتراً غير مسبوق، على ضوء تصعيد إماراتي مفاجئ. فبعد أن فشلت أبوظبي ببسط نفوذها على كامل الجزيرة من خلال الحضور عبر عربات الإغاثة ومشاريع التنمية، كما فشلت بالاحتلال العسكري المباشر، كما فعلت في مايو/أيار 2018، عندما أقدمت على احتلال مطار وميناء المدينة، ثم اضطرت للانسحاب بعد رفض الحكومة والشكوى التي تقدمت بها الأخيرة إلى مجلس الأمن الدولي، اتجهت إلى آخر الأوراق، والممثلة باستخدام الانفصاليين ومليشيات ما يعرف بـ”الحزام الأمني” للقيام بهجوم مسلح على الميناء.

ولم يتوقف التصعيد الإماراتي على الهجوم الفاشل، الذي تصدت له قوات الجيش اليمني في ميناء سقطرى، بل امتد إلى استهداف موكب المحافظ رمزي محروس، ووزير الثروة السمكية اليمني فهد كفاين، كما شهدت المحافظة العديد من المسيرات التي نظمها الانفصاليون، أو ما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، ترفع شعارات ضد السلطة المحلية وتنادي بإخضاع سقطرى للقوات الموالية للإمارات.

في غضون ذلك، جاءت تظاهرة الأحد لتمثل رداً شعبياً على العبث الإماراتي بالجزيرة، التي تقع أبعد ما يكون عن الحرب المفترضة للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، كما أنها رسالة دعم للحكومة وللسلطة المحلية بتبني موقف حازمٍ من شأنه أن يوقف محاولات العبث بأمن واستقرار الجزيرة التي يعود ارتباطها باليمن إلى فجر التاريخ.

وبتعبير سفير اليمن في الأردن علي العمراني بتغريدة على حسابه في “تويتر” تعليقاً على تطورات الأحد الماضي، فإن “سقطرى من قلب المحيط تقول أنا أرض يمنية وبحر يمني، وشعب يمني، منذ الأزل وإلى الأبد”، مضيفا أن “سقطرى البعيدة عن شرور الحوثي، يجب أن تبقى أبعد ما تكون عن أي وجود للآخرين وذرائعهم، سقطرى الجزيرة الأكثر أمنا في العالم لا تحتاج نخبة ولا حزاما ولا كثرة كلام​”.