موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

وكالات عالمية: تورط إمارتي بعمليات اغتيال رجال دين في جنوب اليمن

167

أشعل تجدد عمليات الاغتيال التي تشهدها مناطق جنوب اليمن ضد  العلماء والأئمة والخطباء  حالة من الذعر والخوف في مدينة عدن،  فيما اتهم مسؤول أمني كبير اتهم الإمارات بالوقوف وراء تلك الحوادث.

ودفعت عمليات الاغتيال بعض أئمة المساجد إلى الإقلاع عن الخِطابة والخروج إلى المساجد، في وقت فرَّ العشرات من البلاد.

وأثارت هذه الموجة حالة من الفزع والاضطراب في البلاد؛ ما تسبّب بتقديم عدد من أئمّة المساجد استقالتهم، ومغادرة عشرات منهم البلاد.

وتناول تقرير لوكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية اتهامات المسؤول الأمني اليمني للإمارات بالوقوف خلف عمليات الاغتيال بحق رجال الدين في جنوب اليمن، حيث أنه من  بين حالات الاغتيال مقتل علي عثمان الجيلاني، أحد أبرز علماء الدين، في يناير الماضي، أثناء خروجه من مسجد في منطقة كريتر.

ونهاية العام الماضي اعتبر دعاة وخطباء وأئمة العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، أن الاغتيالات والاعتقالات التي تعرض لها كوكبة من الدعاة والأئمة خلال الفترة الأخيرة، تسير وفق منهجية إجرامية تسعى لإخلاء الساحة من المصلحين والدعاة.

وحمَّل بيان أصدره الدعاة والخطباء والأئمة، الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي ممثلة بالإمارات العربية وبالتشكيلات الأمنية التابعة لها في عدن كامل المسؤولية على سلامة وأمن الأئمة والخطباء، مطالبين إياهم بملاحقة وضبط الجناة وتسليمهم للعدالة.

وطالب الخطباء والأئمة إدارة أمن عدن ببيان وتوضيح تفاصيل إلقائها القبض على مجموعة من القتلة المتهمين بتلك الاغتيالات وإيضاح ذلك للرأي العام الداخلي والخارجي.

يشار إلى أنه منذ مارس 2015، يشهد اليمن قتالاً بين القوات الحكومية مدعومة من تحالف تقوده السعودية والإمارات ، وبين مليشيا الحوثي، حيث أدّت الحرب إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن تشريد نحو ثلاثة ملايين آخرين، وفق تقارير أممية.

وأشارت الوكالة الأمريكيَّة، إلى أنَّ الإمارات انضمت إلى الحرب كشريك رئيسي في التحالف، وأرسلت قوات إلى جنوب اليمن وتمكنت من إقامة منطقة نفوذ في جميع أنحاء المنطقة.

وأنشأت الإمارات ميليشيات مدججة بالسلاح في تحد للقوات الموالية لهادي، الذي كان في المنفى الاختياري في السعودية طوال معظم العامين الماضيين.

تقويض حكومة هادي

وفي العديد من الحالات، خاض مقاتلون تابعون لميليشيات تدربت في الإمارات، بعضهم يعمل تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي – الذي يعتبره الكثيرون كقوة انفصالية تقاتل من أجل جنوب اليمن المستقل – اشتباكات مميتة مع قوات هادي. كما تم ربط الإمارات بالسجون السرية حيث يتم تعذيب المشتبه في أنهم إرهابيون واحتجازهم دون محاكمة، وهو ما ينفيه الإماراتيون.

وعزت الوكالة الأمريكية ذلك إلى حالة العداء التي تشنها أبوظبي ضد التجمع اليمني للإصلاح المحسوب على تيار الإسلام السياسي والذي يعتبر  حليف هادي الأعلى في الجنوب.

وينتمي العديد من رجال الدين المقتولين إلى حزب الإصلاح. وفي معظم الحالات، أطلق المسلحون النار عليهم أثناء مغادرتهم مساجدهم بعد صلاة الجمعة، أو خارج منازلهم.

وكشفت وكالة اسوشيتد برس عن مقتل ما لا يقل عن 25 من رجال الدين والوعاظ وعلماء الدين منذ عام 2016 في عدن والمقاطعات الجنوبية ، حيث قتل أكثر من 15 شخصاً في الأشهر الستة الماضية وحدها.

موجة غضب ضد الإمارات

وأثارت عمليات الاغتيال الغضب ضد دولة الإمارات العربية المتحدة في عدن. وفي الآونة الأخيرة، ظهرت على الجدران شارات على الجدران تقول “يسقط الاحتلال الإماراتي”. يوم الثلاثاء، أدان بيان مشترك من 12 حزبا وحركة سياسية “الأيدي الشريرة وراء الاغتيالات” لرجال الدين. وقالت إن القتلى كلهم ​​من أنصار حكومة هادي.

وقال وزير الأوقاف الشرعي أحمد عطية إن عمليات القتل “منهجية” وأن أكثر من 50 رجل دين غادروا اليمن حتى الآن، فرارًا إلى دول مثل مصر والأردن.

وقال عطية من الرياض إنه وفي حال استمر الوضع “سنطلب من شيوخ المساجد البقاء في المنازل وعدم الذهاب للمساجد”.

كما ناشد عطية بذل جهود “لإنقاذ رجال الدين والعلماء والأئمة” في عدن، وقد حذر مكتبه من أن عمليات القتل تجري جنباً إلى جنب مع استبدال رجال الدين المنتمين للإصلاح بآخرين متشددين.

وقد توفي رجل الدين اليمني ياسر العزي، إمام مسجد عمر بن الخطاب في منطقة ميناء عدن، متأثراً بجراحه في 4 أبريل / نيسان إثر محاولة لاغتيال قبل أسبوع.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال.

واتهم مسؤول أمني كبير في عدن، طلب عدم الكشف عن هويته، الإمارات العربية المتحدة بتنظيم عمليات القتل. وقامت وزارة الأوقاف الدينية في عدن بتقديم قائمة تضم (20) من رجال الدين المغدورين؛ تم تجميع خمسة أسماء إضافية من قبل اسوشيتد برس.

في فبراير / شباط، قتل مسلحون ملثمون في عدن شوقي كمادي، وهو عضو في حزب الإصلاح.

وقال رجل دين في منطقة المنصورة في عدن إنه توقف عن الذهاب إلى مسجده بعد تلقيه تهديدات بالقتل. ورفض ذكر اسمه خوفا من العقاب، وقال لاسوشيتد برس “نصحني أصدقائي بالابتعاد عن المسجد”.

وقال إن مسجدًا آخر في المنصورة، وهو مسجد الريمي، أُغلق بعد أن قُتل اثنان من رجال الدين، وأضاف: “ما يحدث أمرٌ مروع”.

وكان مسلحون قد احتجزوا نضال باحوريث، وهو رجل دين بارز وقيادي في الإصلاح، يوم الخميس الماضى، مما أثار مظاهرة احتجاج في المدينة.

وقال ابنه محمد باحوريث إنه تابع السيارة التي استقلها الرجال الذي أخذوا والده، ووجد أنه اقتيد إلى مقر ما يسمى بقوات مكافحة الإرهاب، وهي واحدة من عدة وحدات في عدن تابعة للإمارات العربية المتحدة.

وقال محمد: “إنهم يريدون تدمير الإصلاح، وإذلاله، وإجبار رجال الدين على الركوع”، مضيفاً أن والده البالغ من العمر 51 عاماً كان يتلقى تهديدات والوعيد باختطافه عبر الهاتف، وكان آخر تهديد تلقاه قبل ساعات من اختطافه. وعندما بدأت التهديدات، توقف والده عن الذهاب إلى صلاة الفجر، على حد قوله.

ولم يستجب التحالف الذي تقوده السعودية لطلبات اسوشيتد برس للتعليق عليه.

وانتقد فؤاد بن الشيخ، الوزير اليمني السابق للشؤون الدينية، صمت المسؤولين على وفاة رجال الدين، قائلاً على صفحته على فيسبوك “لا يمر أسبوع دون سماع أخبار مروعة عن اغتيال إمام أو واعظ” في عدن.

وأضاف “أنا لا أفهم لماذا تصفية العلماء، ما هي الرسالة؟”

ورصدت مصادر حقوقية، اغتيال أكثر من 25 رجل دين وقيادي سلفي في عدن خلال عام ونصف، حيث تشير كثير من الدلائل، وفق مراقبين محليين، إلى وقوف الإمارات والمليشيات الموالية لها المسيطرة على المدينة وراء ذلك، في إطار التمهيد للتشطير وإزاحة القيادات السلفية الموالية للسعودية والتي ترى فيها خطراً على مشروعها.

وخلال الشهور الماضية، ارتفعت وتيرة الاغتيالات بشكل أكبر وتعرّضت قيادات في التيار السلفي للاغتيال، منهم إمام وخطيب جامع الشيخ زايد، الشيخ ياسين الحوشبي، بعبوة ناسفة زُرعت في سيارته في مديرية الشيخ عثمان بعدن في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتبعته أكثر من ثلاث عمليات اغتيال استهدفت آخرها الشيخ السلفي عادل الشهري في 28 من الشهر نفسه.

ومع أن الجهة التي تقف وراء عمليات اغتيال الرموز السلفية في عدن لا تزال مجهولة، خصوصاً في ظل غياب أي تحقيق رسمي لسلطات عدن، إلا أن موجة الاغتيالات ضد السلفيين أعادت تسليط الأضواء على ملف الاغتيالات التي وقعت في عدن ضد أبرز رجال الدولة والمجتمع. كما جددت التساؤلات عن الجهة التي تقف وراء تلك الاغتيالات.

وفي حديث سابق لنائب مدير أمن عدن، علي الذيب (أبو مشعل)، تبرز إجابة جزئية عن تلك التساؤلات، إذ تحدث الذيب عن أنه “اعتقل قيادات وعناصر متورطة في اغتيالات، وسلّمها لقيادة للتحالف، وفوجىء بإطلاق سراحهم”.

كما أن الكثير من الناشطين والسياسيين حمّلوا مسؤولية حوادث الاغتيالات وتصفية قيادة سلفية وزير الدولة السابق في حكومة الشرعية ورجل الإمارات الأول في الجنوب، هاني بن بريك.