موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد.. تنازع الإمارات والسعودية يزيد أمد حرب اليمن

141

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن تصادم المصالح السعودية والإماراتية يتسبب في زيادة أمد حرب اليمن وتقويض جهود تحقيق السلام بعد خمسة أعوام من حرب الرياض وأبو ظبي على البلاد.

وذكرت الصحيفة أن تحقيق السلام يبدو بعيد المدى بحلول الذكرى الخامسة على الحرب على اليمن في وقت تواصل فيه الإمارات تعزيز نفوذها بمليشيات مسلحة تنشر الفوضى والتخريب.

وكان المبعوث الدولي للأمم المتحدة مارتن غريفيث قد أثنى على الأطراف المتحاربة لأنها التزمت بقرار تخفيض التوتر الذي تم التوصل إليه عام 2018. وكانت الآمال عالية في أن يقود هدوء تلك الأشهر إلى محادثات جوهرية.

وتصاعدت الحرب الأهلية في 26 آذار/مارس 2015 بعدما فر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الجارة السعودية وتدخل تحالف مكون من 20 دولة عربية لإخراج الجماعة الحوثية التي تلقى الدعم الإيراني من صنعاء التي دخلتها عام 2014.

ومنذ ذلك الوقت تطور النزاع ليصبح أكبر كارثة إنسانية في العالم وقتل فيه 100 ألف شخص، وترك 80% من السكان يعتمدون على المساعدات للنجاة.

واتهم الطرفان بممارسة القصف العشوائي وضرب أهداف مدنية. وبحسب “مشروع أرقام اليمن” فإن نسبة 30% من الغارات التي شنها التحالف ضربت بنى تحتية مدنية.

وفرض التحالف الذي تدعمه بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية حصارا على المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، مما دفع نصف السكان إلى حافة المجاعة وموجات من الكوليرا والخناق (دفتيريا). ويواجه اليمن إمكانية وصول وباء جديد وهو كوفيد- 19.

وتقول الصحيفة إن الموجة الجديدة من العنف اندلعت بعدما حاولت قوات هادي التقدم على طول الطريق السريع من مأرب إلى العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون، إلا أن العملية ارتدت بطريقة سلبية وكارثية على قوات هادي، عندما رد الحوثيون بهجوم مضاد وتقدموا نحو مديرية الحزم عاصمة محافظة الجوف.

وأدى القتال الشديد إلى هروب 1.750 عائلة إلى مأرب مما زاد الضغط على المنظمات الإنسانية التي تكافح لتأمين المواد الإنسانية لأكثر من 70 ألف نازح يعيشون في معسكرات على أطراف مأرب. وقتل في يوم واحد من شهر شباط/فبراير 35 مدنيا بمن فيهم 19 طفلا بعد شن التحالف غارات على الجوف.

وفي واحد من أكثر الأيام دموية، قتل 116 جنديا من الموالين لهادي بعد قصف صاروخي على مسجد في مأرب، وحمل الحوثيون مسؤوليته.

وتعلق الصحيفة أن المعاناة والقتال في الموجة الأخيرة وإبطال اتفاق وقف إطلاق النار الذي مضى عليه ثلاثة أعوام والنكسات التي تعرضت لها العملية السلمية تعكس بالضرورة التباين الكبير في المصالح السعودية والعناصر الإماراتية في التحالف.

وبعد سقوط الجوف في يد الحوثيين أرسل الممثل الدائم لليمن في اليونسكو، محمد جميح تغريدة قال فيها إن ما حدث هو “خيانة” “تعكس المصالح والمعارك الجانبية للقادة السياسيين والعسكريين من خارج البلد”.

وتتنافس السعودية والإمارات على السيطرة في جنوب اليمن حيث تدعم الإمارات الانفصاليين الذين يقولون إنهم يريدون استقلال الجنوب من جديد.

وبدأ السعوديون الذين أنفقوا خلال السنوات الماضية مليارات على الحرب ويعانون من القدرات الحربية المحدودة، محادثات سرية بوساطة عمانية منذ عدة أشهر. وبدلا من ذلك دفعت الإمارات التي تدعم رئيس الأركان اليمني الجديد للهجوم على الجوف للحد من طموحات وكلاء السعودية في اليمن، حزب الإصلاح المرتبط بالحكومة والذي له حضور قوي في مأرب.

وقال المحلل اليمني عبد الغني الأرياني: “ليس سرا أن السعودية في هذه المرحلة لا تهتم إلا بتأمين حدودها وفصل أنصار الله (الحوثيون) عن إيران” و”ما لم يتم تقديره جيدا هي درجة العداء بين الرياض وأبو ظبي خاصة عندما يتعلق الأمر بالإصلاح. وما يحافظ على العلاقة هو التقارب بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ولو كان الأمر بيد القنوات المؤسساتية لانهار”.

ومع إلغاء الحصص الدراسية في الجامعات والمدارس بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، تقول عائشة إن لديها الكثير للتفكير به حول مستقبل اليمن، و”لو كان السعوديون والحوثيون يتحدثون فهناك فرصة للعودة إلى محادثات السلام” و”بدلا من ذلك عدنا للقتال ويتحاور العالم حول الحرب ولم يعد للمدنيين أهمية”.

في هذه الأثناء كشفت مصادر مقرّبة من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي في اليمن أن دولة الإمارات التي دعمت تأسيس المجلس، تعزز من خطوط التواصل بين وكلائها في المجلس وبين المسؤولين الروس، في محاولة لإيجاد قنوات مستمرة.

يتم ذلك في وقت تستعدّ فيه المليشيات المدعومة من أبوظبي لأي تطورات قد تحدث على الأرض في جنوب اليمن، وخصوصاً عدن، في ظل تعنتها في الانصياع لتنفيذ اتفاق الرياض الموقع في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بهدف وضع حد لتبعات انقلاب الانفصاليين في جنوب اليمن.

في السياق ذكرت المصادر أن لقاءً جديداً عُقد بين مسؤولين روس وقيادة الانتقالي بتنسيق إماراتي، واضعة إياه في إطار الاستعداد المبكر لمواجهة أي خطوات قد تتخذها السعودية ضد حلفاء الإمارات على خلفية رفض تطبيق اتفاق الرياض.

وبذلك تكون الإمارات قد تراجعت للخلف لتقود مواجهة دبلوماسية وسياسية غير مباشرة مع السعودية، وتعزز موقف وكلائها عن طريق دعم روسي على غرار ما فعلته مع اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وذلك في حال قبول الروس التدخل بشكل مباشر في مواجهة السعودية في اليمن، خصوصاً أن السعوديين هم المسؤولون الأساسيون عن الملف اليمني، وهو السبب الذي دفع الروس للتردّد بمواجهة السعودية في اليمن بشكل مباشر منذ انطلاق عاصفة الحزم، عام 2015.

مع العلم أن اللقاء الأخير بين مسؤولين روس وقيادات في الانتقالي لم يكن الأول من نوعه، إذ سبق أن نسقت الإمارات زيارة رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي إلى موسكو في 19 مارس/آذار 2019.

وأثناء زيارة الزبيدي وصل ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إلى روسيا في زيارة رسمية، ما فسر يومها أن الإمارات أرسلت الزبيدي إلى روسيا قبل زيارة بن زايد، كي لا يقال إنهما ذهبا معاً. وبالتزامن مع الزيارة يومها، زار السفير الروسي في اليمن فلاديمير دودشكين (المقيم في السعودية) مقر الانتقالي في عدن.

وأثناء مشاورات الرياض لحل الأزمة بين الشرعية والانتقالي، عقد في أغسطس/آب الماضي لقاء بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ووفد من الانتقالي، ثم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عقد اجتماع بين الزبيدي والسفير الروسي في الإمارات سيرغي كوزنيتسوف.

وجرى لقاء آخر بين دودشكين وبين أحد أعضاء المجلس الانتقالي في الرياض في شهر فبراير/شباط الماضي. وجميع هذه الاجتماعات كانت بتنسيق من الإمارات.

ووفق خبراء سياسيين فإن سعي الإمارات ووكلائها لإعطاء فرصة لدخول روسي على الخط في جنوب اليمن، وعدن تحديداً، هو سلاح ذو حدين. ففي حال تدخلت روسيا لصالح الإمارات ووكلائها فإنها قد تغير سيْر المشهد اليمني.

كما من شأن هذا الأمر أن يضع السعودية في مواجهة روسيا، ويهدد علاقة الرياض بأبوظبي. أما إذا رفضت روسيا التدخل، فإن الغضب السعودي المتوقع قد يقلب موازين، وتعجز الإمارات ووكلائها في إيجاد حليف آخر للتخفيف من ردة فعل الرياض حيال ما تتعرض له من غدر على يد حليفتها أبوظبي ووكلائها في الجنوب اليمني.

ومنذ اللحظات الأولى التي رفض وكلاء الإمارات الالتزام بتوجيهات القيادة السعودية في تسليم بعض المرافق لقوات تم تدريبها في السعودية ضمن بنود تنفيذ اتفاق الرياض، بدا أن ردة الفعل السعودية تشير إلى غضب من هذا الإجراء.

بالتالي وصلت قوات كبيرة من الشرعية إلى أبين، وعلى رأسها أبرز القيادات العسكرية في الجنوب الموالية للشرعية، بعد أن رفض وكلاء الإمارات تطبيق حزمة جديدة من بنود الاتفاق من خلال استقدام الحشد العسكري من الضالع ولحج ويافع وردفان إلى عدن وأبين في تحدٍ واضح لمساعي السعودية لتطبيق الاتفاق.

ورأى مراقبون لهذه التطورات، أن السعودية أعطت حرية الحركة لقوات الشرعية، في التلويح بانتظار ساعة الصفر لاقتحام عدن عسكرياً، إذا استمر رفض الانتقالي تنفيذ الاتفاق.

ومع أنها رسالة من الشرعية، إلا أنها تُعدّ بدرجة رئيسية رسالة سعودية بدعم قوات الشرعية في السيطرة على عدن عسكرياً. وأبدى كثر اعتقادهم بأنه إذا ما اتخذت الرياض والشرعية هذا الخيار، مع غياب الدعم الإماراتي على الأرض، فإن حسم المعركة سيكون لصالح قوات الشرعية وسيخسر الانتقالي وخلفه الإمارات مكاسبهم التي أكدها اتفاق الرياض.

أما في حال حاولت الإمارات التدخل هذه المرة في استهداف قوات الشرعية المدعومة سعودياً، فإن المعركة قد تتخذ أبعاداً كارثية بين السعودية والإمارات، وهذا الخيار غير وارد بنسبة كبيرة، بفعل تهرّب الإمارات من المواجهة المباشرة مع السعودية. لكن الخيار العسكري، وبقدر ما سيكون لصالح الشرعية، إلا أنه قد يفتح المجال لتوترات كبيرة في الجنوب.

ويدفع أطرافا إقليمية ودولية لدعم أطراف محلية تعرضت للهزيمة على يد الشرعية، ويعيد استخدام الشارع كما كان منذ انطلاق الحراك الجنوبي في جنوب اليمن منذ عام 2007 وحتى انطلاق الحرب في 2015.

وتتفق مصادر عدة على أن الإمارات ووكلاءها يتخبطون حالياً، فتارة يصعّدون ويهددون ويهاجمون السعودية وتارة أخرى يهادنون. ويسود اعتقاد بأنهم يراهنون على أن كثيرا من العوامل قد تتغير في المشهد اليمني، ليحاولوا استغلالها وإفشال اتفاق الرياض وفرض سيطرتهم وقوتهم على كامل الجنوب.

ومن أبرز هذه العوامل ليس فقط انتظار الحصول على حليف دولي كبير كروسيا أو غيرها، بل يعولون على انتصار الحوثيين على الشرعية والسعودية في الشمال، خصوصاً في الجوف ومأرب والبيضاء، لذلك فإن أي تقدم يحرزه الحوثيون يُفرح وكلاء الإمارات أكثر من الحوثيين، لاسيما أن من يقود ويشرف ويدعم قوات الشرعية في هذه المناطق هي السعودية، بعد أن أجبرت الشرعية الإمارات على الانسحاب من العمل الميداني في اليمن إثر دعمها تمرّد عدن واستهدافها قوات الشرعية على مداخل العاصمة المؤقتة بواسطة طائراتها الحربية، مستغلة تواجدها حينها ضمن قيادة التحالف وامتلاكها النفوذ في الجانب العسكري.

في السياق، أفادت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الرابعة وفي السلطة المحلية بعدن، بأن مليشيات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات راقبت تقدم الحوثيين في الجوف الذي رفع معنوياتها، لتصعّد لهجتها وتحديها للسعودية والشرعية معاً، وبالتالي حشد قوات عسكرية للتوجه نحو عدن وأبين، لكن مع تراجع الحوثيين في الجوف وفشل الحوثيين في اقتحام مأرب عن طريق صنعاء والجوف والبيضاء بدعم سعودي في العتاد والغطاء الجوي الكثيف، خفض الانتقالي ووسائل إعلامه ونشطاؤه من استهداف السعودية تحديداً.

في المقابل، هناك من يعتقد أن استمرار الإمارات ووكلائها في رفض تسليم عدن للحكومة والتحالف وفشلهم في ضبط الأمن وتوفير الخدمات وإعاقة عمل المؤسسات والمنظمات الدولية، وانتشار العصابات والقتل والاغتيالات والنهب وتعدد أقطاب الصراع في عدن وانتشار مليشيات لا يعرف انتماوها وولاؤها، فضلاً عن التطورات العالمية فيما يخص مكافحة فيروس كورونا، تعدّ من أهم التعقيدات في المشهد في عدن وتزيد من تصاعد الغضب ضد الإمارات ووكلائها.

وآخر هذه الحوادث تمثل في اقتحام قوات موالية للانتقالي مستشفى الأمل، وهو مستشفى خيري لرعاية مرضى السرطان، ويقع في البريقة غرب عدن، وتم اعتماده ليكون من مراكز الحجر الصحي في عدن.