موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إشادة إسرائيلية بانفتاح النظام الإماراتي على استضافة اليهود

225

أشادت صحيفة “ماكور ريشون” العبرية ب”أجواء التسامح” التي يبديها النظام الحاكم في دولة الإمارات مع اليهود المقيمين على أراضيها.

وذكرت الصحيفة أن حكومة أبوظبي تسمح للحاخام اليهودي يهودا سيرنا برعاية اليهود ممن يعيشون على الأراضي الإماراتية، تأكيداً للتسامح والحرية الدينية الإماراتية.

وقال الكاتب اليهودي يائير أتينغر في تحقيق مطول نشرته الصحيفة إن “الحاخام اليهودي يهودا سيرنا يتجول بحرية تامة في إمارة أبوظبي الإماراتية كما لو كان في ولاية مانهاتن الأمريكية، حيث يرتدي القبعة الدينية (الكيبا) مع رموز واضحة على يهوديته، ويعمل مع رجال دين آخرين على برنامج للتقريب بين الأديان”.

وأضاف أتينغر أن “سيرنا يصل بصورة دورية إلى دولة الإمارات، وقد تحول مع مرور الوقت إلى حاخام الجالية اليهودية هناك، ومهمته الأساسية مساعدة الشبان اليهود الصغار للعثور على هويتهم اليهودية، ويقدم لهم استشارات في كيفية الرد على الاتهامات الموجهة لإسرائيل بأنها دولة فصل عنصري أبارتهايد”.

وأشار إلى أنه “حين تمت دعوة هذا الحاخام للمرة الأولى لزيارة فرع جامعة نيويورك بإمارة أبوظبي سأل مضيفيه الإماراتيين عما إن كان يستطيع التجول في الإمارة بالكيبا ورموزه اليهودية بحرية، وأن يمشي في الشارع بأمان، أم لا، فأبلغه المسؤولون الإماراتيون أن بإمكانه القيام بذلك”.

وأوضح أن “المرة الأولى التي وصل فيها سيرنا إلى أبوظبي كانت في يناير 2010، بالتزامن مع ما شهدته دول الخليج من عاصفة كبيرة تمثلت باغتيال محمود المبحوح قائد حماس العسكري في إمارة دبي المجاورة لأبوظبي، حيث وجهت الاتهامات المباشرة لجهاز الموساد بالمسؤولية عن الاغتيال، لكن الحاخام الذي تعلم وتربى بإسرائيل واصل المسير بشوارع إمارة أبوظبي بالكيبا”.

وختم الكاتب التحقيق بالقول: إن “إحدى الشخصيات المنخرطة جداً في هذه الجهود اليهودية في دول الخليج، هي الحاخام مارك شناير المقيم بصورة شبه دائمة في قصور دول خليجية، ويعمل وسيطاً غير رسمي بين حكام هذه الإمارات والعالم اليهودي”.

وقد سعت إسرائيل في المرحلة الأخيرة إلى إنهاء رسمي للطابع الرسمي في علاقاتها الممتدة على مدار سنوات طويلة مع دولة الإمارات العربية التي تتورط بعار التطبيع بمستويات صادمة.

وتم تكريس هذا الإنهاء الإسرائيلي بكشف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن إسرائيل تعمل على رفع مستوى العلاقات مع الإمارات وباقي دول الخليج العربي بشكل علني.

وقال كاتس أمام لجنة الأمن والخارجية التابعة للكنيست، اليوم، إن الحكومة الإسرائيلية تعمل من أجل الوصول إلى تطبيع معلن مع الإمارات وباقي الدول العربية وإبرام اتفاقيات تعاون معها.

وأضاف “أعتقد أننا سنتمكن من تحقيق إنجازات في هذا المجال، والموضوع الأهم على سلم الأولويات هو تعزيز العلاقات الإقليمية ودمج البعد الاقتصادي في نشاط وزارة الخارجية”.

وفاخر كاتس خلال كلمته “بمشاركته في الأشهر الأخيرة في مؤتمر الأمم المتحدة في دبي كجزء من النشاط السياسي”، مشيراً إلى أنّ “الأمر الأساسي هو رفع مستوى العلاقات مع دول الخليج”.

وكشف في هذا السياق، أنه التقى، أخيراً، بشخصية رفيعة المستوى في الإمارات العربية المتحدة، وأنه تم التوصل إلى تفاهمات مهمة.

وأوضح أنّ “مهمتي هي العمل من أجل تطبيع معلن واتفاقيات موقعة ومعلنة مع دول الخليج، فلا يوجد لنا صراع معهم، ولا حدود، توجد فقط القضية الفلسطينية”.

وأضاف “خلال ذلك اللقاء، طرحت مثلاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فنحن لا نحبه، وأعتقد أنهم لا يحبوننا أيضاً، من الواضح أننا أمام حالة “أصدقاء- أعداء”، لكن حجم التبادل التجاري مع تركيا آخذ بالارتفاع”.

وتابع أن “في هذه المنطقة يمكن أن تتناقش حول موضوع ما وأن تتعاون في مجالات أخرى”.

وسبق أن كشفت إمارات مطلع تموز/يوليو الماضي عن زيارة كاتس إلى الإمارات واجتماعه سرا مع ولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي لدولة الإمارات محمد بن زايد.

ولاحقا أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل اختارت دولة الإمارات لإطلاق مبادرتها الإقليمية للتطبيع في ظل التحالف الوثيق بين الجانبين منذ سنوات طويلة.

وأعلنت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي وقتها طرح مبادرة لربط السعودية والخليج مروراً بالأردن بخط السكك الحديدية الإسرائيلي وصولاً إلى حيفا.

وقالت إن كاتس طرح المبادرة خلال زيارته مؤخراً للإمارات، حيث نشرت صحف عبرية، صوراً للوزير الإسرائيلي من باحة مسجد الشيخ زايد أحد أكبر مساجد العالم، خلال زيارته لأبوظبي.

في هذه الأثناء أقر كاتس بمشاركة إسرائيل في التحالف الأمني، الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية الملاحة في الخليج، كاشفاً أنها تشارك في المعلومات الاستخبارية و”جوانب أمنية أخرى”، بحسب ما أورد موقع “يديعوت أحرونوت”.

وجاء إقرار وزير الخارجية الإسرائيلي، بحسب الصحيفة العبرية، خلال مشاركته أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، اعترف فيها بأنه أجرى، أخيراً، لقاءً مع شخصية رفيعة المستوى في دولة الإمارات أثناء مشاركته في مؤتمر تابع للأمم المتحدة عقد في دبي.

وأبلغ الوزير الإسرائيلي اللجنة المذكورة أنه على أثر اللقاء الذي عقده في الإمارات، فقد أوعز إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية للعمل مقابل كافة الأطراف ذات الصلة في إسرائيل، ومقابل الإدارة الأميركية لدمج بلاده في “عمليات الحماية في الخليج”.

وبحسب موقع “يديعوت أحرونوت”، نقلاً عن كاتس، فإنّ هذا الأمر هو مصلحة إسرائيلية صرفة في إطار استراتيجية صد إيران وتعزيز العلاقات مع دول الخليج.

من جهته، لفت محلّل الشؤون العسكرية في موقع “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، إلى أن إسرائيل سبق لها أن شاركت في مؤتمر نظمته الولايات المتحدة لهذه الغاية، مبيناً أنّ إسرائيل تقدم معلومات استخباراتية حول إيران ترتبط بأمن الملاحة البحرية في مياه الخليج.

لكن المساهمة الإسرائيلية الكبرى، بحسب بن يشاي، هي في تأمين حركة الملاحة في باب المندب، بما في ذلك انتشار سفن حربية إسرائيلية مزودة بالصواريخ في مضيق باب المندب موجهة للوهلة الأولى ضد القراصنة في البحر الأحمر، لكن الهدف الرئيسي منها هو حراسة وتأمين حركة الملاحة من خطر جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن.

وحققت دولة الاحتلال مع الإمارات قفزة كبيرة من التطبيع خلال السنوات الأخيرة، وهو ما مهد لزيارة وزير خارجية الاحتلال الرسمية لأبوظبي، رغم أن الأخيرة لا تعترف رسمياً بدولة “إسرائيل”.

كما تسارعت العلاقات الإسرائيلية والسعودية في الآونة الأخيرة، وتصاعدت التصريحات التي تؤكد أهمية العلاقات بين الطرفين في ظل المصالح المشتركة بينهما.

وازدادت موجة التطبيع العلني مع الاحتلال في ظل “صفقة القرن” التي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي تقوض حقوق الفلسطينيين، ودعمتها كل من السعودية والإمارات.

ويقود النظام الحاكم في دولة الإمارات وبشكل علني دفع قطار التطبيع مع إسرائيل على حساب تصفية القضية الفلسطينية والثوابت العربية التي استمرت لسنوات بشأن اشتراط انحساب إسرائيلي أولا من الأراضي العربية المحتلة.

وصعدت أبو ظبي من استقبال رسمي لوفود وزارية وتجارية من إسرائيل وعززت معها العلاقات بتبادل اقتصادي واسع النطاق فضلا عن عمليات شراء لأسلحة وعتاد عسكري واجهزة تجسس.

وتورط الإمارات بعار التطبيع ذهب بعيدا حين دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أبوظبي مؤخرا، إلى مد شبكة مواصلات عبر الأردن والسعودية، وصولا إلى باقي دول الخليج.

خطوة تستهدف إسرائيل من ورائها فتح صفحةٍ جديدة في تاريخ المنطقة، تأخذ إسرائيل إلى العالم العربي، مخترقةً كل حدود التاريخ والجغرافيا، فضلا عن استهداف تدشين سكة حديد تسير فوق حقوق الشعب الفلسطيني.