موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

باحث فرنسي: مشروع الإمارات تحويل الشرق الأوسط لمنطقة “استقرار سلطوي” تحكمها أنظمة موالية لها

62

في منطقة مضطربة تدمرها الحروب، يحاول كل بلد أن يدافع عن مصالحه، ومن أنشط الفاعلين وأكثرهم سرية هناك دولة الإمارات التي يوجهها بالأساس مشروع ليبرالي على المستوى الاقتصادي سلطوي على المستوى السياسي.

هذه خلاصة مقابلة مع الباحث الفرنسي ستيفن لاكروا يسلط فيها موقع (لوريان 21) الضوء على الإمارات “هذا البلد الذي لا يلفت الانتباه كثيرا، رغم أنه يضع نفسه في سياق آخر لا يبدو أنه يطرح مشكلة لأحد”.

والمفارقة في الموضوع -التي لا بد أن وراءها سرا حسب الباحث الفرنسي- هي أن الإمارات التي لا يتحدث عنها أحد تنتهج التدخل السياسي بصورة واسعة، بل إنها الأكثر نشاطا في المنطقة، وذلك يحدث تحت سمع وبصر الإعلام دون ذكر.

وعزا الباحث الفرنسي تدخلات الإمارات في المنطقة العربية إلى أن هذا البلد قد حسم أمره منذ زمن واختار خطا سياسيا يقوم على سياسة اقتصادية وسياسية بسيطة ومنسجمة، هي التي جلبت له محبة الغرب الذي يرى فيه بلدا فاعلا ينفذ ما يلتزم به من الأمور السياسية والعسكرية بصورة حاسمة.

وتعمل أبو ظبي -حسب الباحث- على مشروع أساسه تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة “استقرار سلطوي” تحكمها أنظمة على منوال الإمارات، محصنة ضد الثورات، وأبو ظبي مستعدة للتعاون من أجل ذلك حتى مع إسرائيل.

ويقوم مشروع الإمارات سياسيا على حرب لا هوادة فيها على الإسلام السياسي، وقودها حقد خاص وشديد على حركة الإخوان المسلمين التي ينصبها الرجل القوي في أبو ظبي ولي العهد محمد بن زايد عدوا له، واقتصاديا يقوم المشروع على تحويل الشرق الأوسط إلى سوق كبيرة تتاجر فيها بحرية.

ويبدو الإسلام السياسي -حسب الباحث الفرنسي- هو المحرك الأساسي لكل ما تقوم به الإمارات، فهو الحافز في الحرب في اليمن وفي الأزمة مع قطر وفي مساندة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفي ليبيا وفي كل مكان تتدخل فيه الإمارات.

ورغم أن السعودية متحالفة مع الإمارات في الحرب اليمنية، فإن الدوافع مختلفة، إذ يرى الباحث الفرنسي أن السعودية مهووسة بإيران وتحارب ضد توسعها، ولكن الإمارات تشاركها في ذلك على سبيل المجاراة لا القناعة، وأن المشروع الإماراتي في أساسه يقوم على القضاء المبرم على حركة الإخوان.

كما أن طموحات الإمارات في اليمن مختلفة عن السعودية وتقوم على إقامة “المحمية الجنوبية” العاجزة ماليا الخالية من الإسلام السياسي والتي تتحكم فيها، عبر جماعة مناهضة للإخوان ومؤيدة لمصالها، وهي لا تهمتم بموضوع الحوثيين البعيدين عنها جغرافيا.

أما السعودية فتطمح لمنع التمدد الإيراني ممثلا في الحوثيين، وهي في سبيل ذلك لا تمانع من التحالف مع الإخوان بصورة محدودة. ويشير إلى أن التحالف مع السعودية أمر أساسي بالنسبة لدولة كالإمارات صغيرة وذات طموح كبير، لأنه يضع تحت تصرفها بلدا كبيرا، والسر في متانة هذا التحالف كما يرى لاكروا هو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يقود السعودية قد دخل إلى السياسة ووصل إلى السلطة عن طريق شبكات محمد بن زايد الممتدة في الغرب وخصوصا الولايات المتحدة.