موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

بعد الدحيح.. باسم يوسف يستسلم لأموال الإمارات للترويج الدعائي لها

539

صدم الإعلامي المصري باسم يوسف مؤخرا متابعيه في الدول العربية والإسلامية بانخراطه في حملة دعائية لصالح الإمارات بعد أن استسلم لأموال وإغراءات أبوظبي.

وانتقد مغردون على مدار الأيام الأخيرة تحول باسم يوسف من معارض سياسي بارز في بلاده إلى مصلح زراعي وتقديم إعلانات بلا هدف ولا محتوى، متسائلين عن الثمن الذي جناه من الإمارات.

وانخرط باسم يوسف في الترويج ل”العبقرية” الإماراتيّة وتميزها عن باقي دول العالم العربي، عبر إعلانات عن البندورة والتمور الإماراتيّة، تحت شعار (الإمارات لا شيء مستحيل!).

وهاجم المغردون باسم يوسف بعد أن قرر طواعية الترويج لبلد يخطف الأميرات ويتجسس على هواتفهم، ينتهك حقوق العاملين ويصادر حرية التعبير.

وبينما لا مانع لباسم يوسف العمل مع من يشاء وكيفما يشاء، لكن الانتقادات تركزت على أنه يساهم في “تبييض” صورة الإمارات، ويتجاهل كل التقارير والأخبار عما يحدث فيها من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

فضلا عن ذلك فإن إعلانات باسم يوسف تندرج في إطار تكريس إشهار التطبيع كونه يروج لمنتجات مرتبطة بالتعاون الزراعي بين إسرائيل والإمارات.

إذ أن إسرائيل تتفاخر بأبحاثها الزراعية التي طورت العديد من المحاصيل والثمار، ومنها الطماطم باستخدام تكنولوجيا التنقيط في مزارع مكيفة، وتهجين البذور لدرجة انها تعتبر بذور الطماطم التي طورتها مذاقا ونضارة بأنها تقُدر بالذهب.. وتبيعها مع خبرتها للكثير من دول العالم.

بالتالي، ثمار التعاون والتطبيع مع الامارات، أنتج ثمارا لطماطم بدأت ابو ظبي تروج لها عربيا بنغمة قريبة من “الذهب” الإسرائيلي، ولكن تحت شعار: “طماطم بمائة مليون دولار”!

والحملة الإماراتية دشنها باسم يوسف على صفحته باعتباره نباتيا.. لكن الطريف هو التشابه في صور الترويج للطماطم الإماراتية مع باسم، والطماطم الإسرائيلية في صور لقاء عميد كلية الزراعة الاسرائيلي بني شفتز بالجامعة العبرية في القدس مع مريم المهيري وزيرة الدولة الإماراتية للأمن الغذائي والمائي، خلال زيارتها لإسرائيل في تموز/يوليو الماضي.

وقبل أشهر وجه مغردون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لبرنامج الدحيح الشهير لتعاونه مع منصة إماراتية تروج للتطبيع مع إسرائيل.

واستهجن المغردون عبر وسم #قاطع_الدحيح عودة برنامج الدحيح الذي يقدمه الإعلامي المصري أحمد الغندور من خلال منصة “نيو ميديا” الإماراتية التي تمول برنامج تطبيعي كبير في المنطقة.

وتوقع المغردون أن يتضمن برنامج الدحيح في المرحلة المقبلة حلقات عن التطبيع طبقا لبرامج وخطط ممولي البرنامج في المرحلة المقبلة.

وأبرز هؤلاء أن المشكلة ليست فقط بالمحتوى المتوقع من برنامج الدحيح، بل تكمن أيضا بأن المنصات الإماراتية ستنال شهرة واسعة وتعزز حضورها.

وعاد أحمد الغندور الشهير بـ”الدحيح” لتسجيل برنامجه بعد توقف طويل دام لمدة عام كامل، لأسباب إنتاجية.

فرض التطبيع بالقوة الناعمة

غرقت الإمارات في وحل فضيحة جديدة للترويج للتطبيع مع إسرائيلي ومحاولة مد جسور نحو عدد من الدول التي تميزت شعوبها بمواقفها الراسخة في دعم ثوابت القضية الفلسطينية، عبر القوة الناعمة.

وتفجرت الفضيحة بعد انكشاف الغطاء الذي وفّرته أبوظبي، لصانع محتوى من أصول فلسطينية، كان بصدد استقطاب مجموعة من الشباب العربي، يمثلون دولاً ترفض فئات واسعة من شعوبها بشكل مطلق التواصل أو التطبيع مع إسرائيل.

وكشفت تقارير متطابقة أن السلطات الإماراتية ضخت ميزانية ضخمة عبر أذرعها المتسترة عبر أسماء مختلفة، لإطلاق مبادرات، ظاهرها دعم الشباب العربي، وباطنها التطبيع المجاني مع إسرائيل وجعل الأمر يبدو مساراً عادياً.

واستخدمت الإمارات أكاديمية الإعلام الجديد، التي أطلقها محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتنطلق عبرها مخططات إغراق الشباب العربي في مستنقع التطبيع.

وتصف سلطات دبي الأكاديمية، أنها المؤسسة الأولى من نوعها في المنطقة، التي تستهدف تأهيل وبناء قدرات كوادر عربية قادرة على قيادة قطاع الإعلام الرقمي سريع النمو إقليمياً وعالمياً.

وتنشر المؤسسة عبر مجموعة واسعة من البرامج والمساقات، واستعانت بمجموعة من شخصيات عالمية مختصة بهذا المجال، من أكاديميين وخبراء ومؤثرين، (من بينهم إسرائيليون)، بالتعاون مع منصات وشركات مثل فيسبوك وتويتر ولنكد إن وغوغل.

ووفرت السلطات الإماراتية كل الإمكانيات لانطلاق مشروع ترسيخ التطبيع شعبياً في عدد من الدول التي تصنف شعوبها أنها معقل مقاطعة إسرائيل، مثل الكويت وقطر، والجزائر، والمغرب، والأردن، ولبنان، وتونس، والسودان، وغيرها.

الاستعانة بصانع محتوى فلسطيني مطبّع

استعانت آلة الدعاية الإماراتية بشاب فلسطيني من المروجين للقيم الإسرائيلية، والمدّعين أن سلطات الاحتلال لم تكن مجرمة في حق السكان الأصليين، ويدعو للتعايش ونبذ العنف، وهو يساوي بين الضحية والجلاد، ويردد مقولته “أن الأهم ليس النقاش من السبب؟”.

الفارس الذي وفرت له الإمارات كل الإمكانيات للانطلاق في مشروعها الترويجي للتطبيع، كنواة أولى، يدعى نصير ياسين، ابن قرية عرابة في الجليل الفلسطيني، ويعلن صراحة أنه اختار “قبول حدود إسرائيل… والحدود الجديدة لفلسطين” وأنه يجب “المضي قدماً”، وبرر ذلك قائلا: “لأنه يوجد في الحياة أمور أفضل وأكبر وأكثر أهمية للتركيز عليها، بدلًا من الخلاف على اسم قطعة من أرض”.

ومن تصريحاته أيضا: “غادر بعض الفلسطينيين، وتعرض بعضهم للقتل، في حين بقي بعضهم على أراضيه. لقد بقي شعبي”.

قصة الشاب الذي لا يعرّف نفسه أنه فلسطيني من دون إضافة عربي إسرائيلي، بدأت لحظة أعلن ترك العمل في إحدى الشركات الأمريكية سنة 2014، بعد تخرجه من جامعة هارفارد بمنحة دراسية، واتجه نحو إنشاء مؤسسته الخاصة (ناس ديلي).

ويدّعي أنه يحقق حلمه بالسفر، وإبراز التعايش السلمي وحوار الثقافات، وسريعاً عقد اجتماعاً مريباً مع مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ في أوائل عام 2018، وهو استثناء لا يحدث ببساطة مع أي شخص.

تمويل إماراتي ضخم

سريعاً تلقفته الأذرع الإماراتية التي استأنست بفيديوهات “يطبل” لما يسميه التعايش الإماراتي، وأعلنت أكاديمية الإعلام الجديد إطلاق ما أسمته “أول برنامج نوعي للتدريب على مهارات تصوير مقاطع الفيديو لمنصات التواصل الاجتماعي”.

وتستهدف المبادرة اختيار شباب عرب من صناع المحتوى، واستلامهم لتدريبهم وتوجيههم على حد وصف أصحاب المبادرة.

لكن الخلفية هي غسل أدمغتهم تدريجياً، وتوجيههم نحو تقبل التطبيع، واعتباره مسلمةً تاريخية، والمساهمة للترويج للأفكار الإسرائيلية، وتواجدها في المنطقة.

وقررت الأذرع الإماراتية اختيار نحو 80 صانع محتوى عربي شاب، لكن وقع الاختيار على مواطنين غالبيتهم من الدول التي ترفض نسبة معتبرة من شعوبها التطبيع.

لكن سريعاً انكشف الغطاء، وظهرت قرائن تشير إلى أن المبادرة لم تكن بريئة، ليكتشف المشاركون أنهم وقعوا ضحية محاولة جرهم إلى ضفة التطبيع، وشرع كثيرون منهم بالانسحاب من المبادرة، والأرقام مرشحة للارتفاع مع توالي وانكشاف الأهداف الحقيقية للمشروع التطبيعي.

وأعلن عدد من المشاركين في المبادرة انسحابهم من المشروع، وتوجهوا للجمهور بفيديوهات تشرح خلفيات الفكرة، ووضحوا الحقائق.

إدانات واسعة لمؤامرة الإمارات

من جانبها تحركت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، وهي أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات، لتدعو صانعي المحتوى والمؤثرّين/ات في المنطقة العربية، لمقاطعة برنامج “ناس ديلي القادم”، والذي يهدف لتوريطهم/ن في التطبيع مع إسرائيل والتغطية على جرائمها.

ونشرت “بي دي أس” بياناً شديد اللهجة، أوضحت فيه أن مشاريع التطبيع المماثلة تهدف إلى استعمار العقول العربية، وترويج القبول بالاستعمار الإسرائيلي للأرض العربية كقدر، ضمن خطوات عدّة لتصفية القضية الفلسطينية وتبييض جرائم الاحتلال والأبارتهايد.

وأضافت أنه “في الوقت الذي تهرول فيه الأنظمة العربية الاستبدادية، مثل الإمارات والبحرين، لعقد اتفاقيات التطبيع الخيانية مع العدوّ الإسرائيلي، يحاول الأخير (نصير ياسين) اختراق وعي الشعوب العربية المؤمنة بأن تحرّرها وتقدّمها ونضالاتها من أجل العدالة مرتبطون بحرية الشعب الفلسطيني وعودة لاجئيه إلى ديارهم”.

وأضاف البيان أن إسرائيل تنفق مبالغ هائلة على حملات إعلامية تطبيعية مضلّلة من خلال نشر محتوى “غير سياسي” يُظهر إسرائيل وكأنها دولة طبيعية متطوّرة يمكنها مساعدة “جيرانها” العرب بعيداً عن كل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية والعداء التاريخي معها كنظام استعماري وعنصري.

وجاء في بيان “بي دي أس” أن برنامج “ناس ديلي القادم” يهدف إلى تدريب ثمانين صانع/ة محتوى عربي/ة من خلال “أكاديمية ناس” التي تضمّ إسرائيليين من ضمن طاقم الإشراف والتدريب الذي يرأسه الإسرائيلي “جوناثان بيليك”، وبتمويلٍ من أكاديمية “نيو ميديا” الإماراتية التي أنشأها محمد بن راشد قبل شهرين.

وذكرت أن “هذا الدعم من قبل النظام الإماراتي الاستبدادي يشكّل تواطؤاً صريحاً في الجهود الإسرائيلية لغزو عقول شعوبنا وتلميع جرائم نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي، فضلاً عن تسويق اتفاقية العار التي أبرمها النظام مع الاحتلال”.