موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق يكشف فضيحة للإمارات وارتباطها بعصابة مخدرات دولية

544

كشف تحقيق استقصائي نشره “الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين” (ICIJ)، فضيحة لدولة الإمارات وارتباطها بعصابة مخدرات دولية.

وحمل الحقيق عنوان (عرّاب كارتل المخدرات قدم عرضًا بالملايين لشراء أسطول من الطائرات العسكرية المصرية عبر شركة إماراتية).

وفي التفاصيل فإن صفقة قذرة حاول من خلالها زعيم أحد أكبر عصابات تجارة المخدرات والسلاح بأوروبا شراء نحو 30 من طائرات النقل القديمة التابعة لسلاح الجو المصري، منتحلا شخصية مستشار طيران لشركات إغاثة دولية، وبتواطؤ شركات في الإمارات.

امبراطور المخدرات والسلاح، الذي يدعى “كريستوفر كيناهان” (65 عاما)، كان لديه شركاء في تلك الصفقة، التي كادت أن تنجح لولا الفشل في توفير تمويلها البالغ 20 مليون دولار، بحسب التحقيق.

وتحدث التحقيق عن تسهيلات قدمتها قيادة القوات الجوية المصرية إلى أفراد من العصابة الدولية من أجل القدوم إلى قاعدة ألماظة الجوية في القاهرة، وإجراء معاينة شاملة للطائرات؛ حيث قال لهم أحد كبار الضباط المصريين: “نحن هنا لتحقيق أحلامكم”.

وتشير الوثائق التي نشرها التحقيق الاستقصائي إلى أن محاولة الشراء جرت خلال عام 2020، عبر شركة مسجلة في دبي تدعى “Sea Dream Middle East”، وكادت الصفقة بالفعل أن تتم عبر شراء 9 طائرات نقل تابعة لسلاح الجو المصري من طراز “de Havilland Canada DHC-5 Buffalo”.

ولم تكن “Sea Dream Middle East” الشركة الوحيدة، التي حاولت منح غطاء للصفقة، فقد كانت هناك شركات “CV Aviation Consulting Services DWC-LLC” ومقرها دبي أيضا، وشركة “Crescents and Crosses PTE Ltd” ومقرها سنغافورة، وشركة “Nyasa Air Charters Ltd” ومقرها مالاوي.

وتنتشر عصابة “كيناهان” في أيرلندا ودول أوروبية أخرى، ووصل نفوذها إلى الولايات المتحدة، وهو متورط في عدد من جرائم نقل المخدرات والأسلحة والقتل؛ ما دفع الولايات المتحدة إلى رصد 5 ملايين دولار كمكافأة مقابل معلومات تؤدي إلى إدانته واعتقاله.

وكان كيناهان يقدم نفسه في مجتمعات الأعمال باسم مستعار، هو “كريستوفر فينيست”، ويروج لنفسه على أنه مستشار في مجال الطيران والأعمال.

ويقول التحقيق إن الوثائق تثبت تفاصيل عملية غامضة يبدو أنها كانت تهدف إلى توفير طائرات لرئيس جريمة سيئ السمعة؛ حتى يتمكن من نقل المخدرات والمال والناس بسهولة أكبر – أو أي شيء آخر يريده – في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط.

ولكي يضفي على الصفقة مصداقية، أنشا كيناهان موقعا على الإنترنت لشركة ناشئة وهمية أطلق عليها “Crescents and Crosses”؛ لتكون هي الشركة القابضة للصفقة مع القوات الجوية المصرية.

وكان لكيناهان تواجد مباشر مستمر في دبي وزيمبابوي، وتنقل بينهم خلال تحركاته لإنهاء الصفقة مع مصر.

ودبي الملاذ الضريبي والسري في الشرق الأوسط، موطنًا للعديد من شركات كارتل كيناهان، وفقا للتقارير السابقة الصادرة عن الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية.

وفي وقت لاحق من هذا العام، قالت الإمارات أنها جمدت أصول كيناهان.

وضمن جهوده للتمويه على أنشطته، أنشأ “كيناهان” شركة طيران في دبي، بمشاركة امرأة تركية-هولندية، ورجل أعمال إماراتي يدعى “سمير حسين حمدان حبيب سجواني”.

وفي 2019، تكشف الوثائق أن “كيناهان” حضر مؤتمرا للطيران في منتجع شرم الشيخ المصري، وكان هذا المؤتمر برعاية برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وشارك به وزير الطيران المصري آنذاك الفريق “يونس المصري”، والذي كان من قبل قائدا للقوات الجوية المصرية.

وحضر هذا المؤتمر، أشخاص يقدمون خدمات محمولة جوا لبرامج الإغاثة في حالات الكوارث وغيرها من القضايا الخيرية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود.

وقدم “كيناهان” نفسه خلال المؤتمر على أنه “كريستوفر فينيست” ممثل لشركة “Crescents and Crosses”. وبعد وقت قصير من المؤتمر، وبالتحديد في 8 يناير/كانون الثاني 2020، قامت شركة “Sea Dream Middle East General Trading”، الشركة المرتبطة بـ”كيناهان” في دبي، بالاستفسار حول شراء طائرات من الجيش المصري.

وتحدث المدير الإداري لشركة “Sea Dream”، “إبراهيم الدسوقي”، مع ملحق الدفاع بالسفارة المصرية في أبوظبي، العميد “هشام نبيل منير”، بشأن جزء من الصفقة، يشمل 9 طائرات نقل عسكرية من “DHC Buffalo” مقابل 8 ملايين دولار.

وفي 11 فبراير/شباط 2020 ، أرسل “منير” إلى شركة “Sea Dream” قائمة بالطائرات المعروضة للبيع من قبل الجيش المصري، إلى جانب عرض توفير قطع الغيار والمعدات التابعة لها، وذلك بموجب خطاب رسمي باللغة العربية (مرفق).

في الشهر التالي، أرسل الملحق معلومات تقنية إلى شركة “Sea Dream” تتعلق بالطائرات، وأخبرهم بصدور موافقة القوات الجوية المصرية لإجراء الشركة معاينة للطائرات في قاعدة ألماظة الجوية بالقاهرة.

وفي رسالة باللغة العربية، كتب “منير” أنه سيتم تزويد “Sea Dream” بقوائم قطع الغيار، بما في ذلك المحركات.

وفي هذا الإطار، أجرت الشركة و”كيناهان” زيارتين لمصر لمعاينة الطائرات ومناقشة الصفقة؛ الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2020 ؛ والثانية في مايو/أيار 2021 عندما التقى الفريق بـ4 ضباط من القوات الجوية المصرية، وقال لهم أحد كبار الضباط للزائرين: “نحن هنا للتأكد من أن أحلامكم ستتحقق”.

سمحت الصفقة المحددة لشركة “Sea Dream” بإحضار حاويات إلى القواعد الجوية والمستودعات المصرية لحمل المعدات التي سيتم شراؤها، ومنحت الإذن بإزالة أية أعلام مصرية وأرقام ذيل على الطائرات، وحظرت الإشارة إلى أي بيع لوسائل الإعلام.

ووفقًا لمسودة العقد، قام المصريون بإزالة “شهادة المستخدم النهائي” المرفقة بالصفقة، والتي تثبت أن المشتري المقترح هو المستلم النهائي للطائرات، ولم يكن ينوي نقلها إلى أخرى.

لكن مشكلات في التمويل لدى “كيناهان”، بالإضافة إلى تضييق الخناق عليه من قبل واشنطن، دفعته لإغلاق الصفقة، بعد أن حاول الحصول على قرض لإتمامها، لكنه لم ينجح.

وبعد ضغوط أمريكية على دبي، جمدت السلطات الإماراتية أصول “كيناهان”؛ ما أدى إلى توقف مشروعاته، وفقدان السيطرة على شركاته.