موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

“إمارات ليكس” تكشف عن تحركات إماراتية مشبوهة في منبج السورية لمناهضة الدور التركي

200

كشفت مصادر متطابقة ل”إمارات ليكس” عن تحركات مشبوهة لدولة الإمارات بالتنسيق مع حلفائها في منبج السورية لدعم الأكراد الذين يطالبون بالانفصال ومناهضة الدور التركي.

ويتعلق الأمر بزيارات سرية لوفود أمنية من الإمارات وأخرى من حليفتها مصر جرت مؤخرا إلى منبج السورية بغرض التخطيط للعمل ضد تركيا ومناهضة دورها في المنطقة.

وتتزامن هذه التحركات الأمنية المشبوهة مع استمرار ترويج الإعلام الإماراتي الرسمي لما يعتبره توجه الأكراد نحو الانفصال وتمردهم على “أن شعبهم وقوتهم السياسية لم يتم أخذهما في الحسبان خلال التفاوض على منبج”.

وتبعد منبج نحو 30 كيلومترا عن الحدود السورية التركية، وتتمتع بأهمية استراتيجية، لكونها تربط مناطق شرق الفرات وغربها بمدينة حلب.

وتأتي تحركات الإمارات بعد أيام من إعلانها رسميا إعادة فتح سفارتها لدى النظام السوري في دمشق تعزيزا للتطبيع الدبلوماسي معه بعد سنوات من العمل السري في تعزيزه بالسلاح والتعامل الاقتصادي معه.

وأكدت المصادر ل”إمارات ليكس” أن الإمارات عملت خلال الأيام الأخيرة على تمويل الأكراد بأسلحة نوعية سرا لتهديد حدود تركيا وإرباك أنقرة.

وتسعى الإمارات وحليفتها مصر وكذلك السعودية بشكل دائم للتأمر على تركيا وقيادتها عبر اتخاذ خطوات لدعم منظمات كردية تصنفها تركيا كحركات إرهابية.

وتساهم الإمارات مع حليفتها السعودية في تمويل 12 نقطة عسكرية سيقيمها العمال الكردستاني وقوات الاتحاد الديمقراطي الكردي على الحدود التركية السورية.

والشهر الماضي زار ممثلون عن أبو ظبي والرياض في مدن الحسكة وعين العرب ومنبج وتل عبيد والتقيا بعناصر من العمال الكردستاني وقوات الاتحاد الديمقراطي الكردي، حيث تلقوا منهم معلومات عن ال12 نقطة مراقبة التي سيتم إنشائها على الحدود مع تركيا.

وتريد الإمارات والسعودية التكفل بمصاريف تدريب وتسليح المجموعة المؤلفة من 30 ألف شخص التي سيتم تشكيلها تحت مسمى ” قوات حرس الحدود” في محاولة لمناهضة الدور التركي.

وسبق أن رصدت “إمارات ليكس” مؤامرات دولة الإمارات في عفرين السورية لمناهضة الدور التركي فيها عبر ممارسة نفوذها لدى الولايات المتحدة للضغط على أنقرة لإجبارها على الانسحاب من الشمال السوري أو عبر دعم الأكراد.

وتزعم الإمارات أن دعم تركيا للحركات الإسلامية وبالتحديد جماعة الإخوان المسلمين، إلى زعزعة عروش الدول العربية. وتعمل أبو ظبي على محاربة أي وجود تركي في الدول العربية خصوصا في سوريا.

وفي الأعوام الأخيرة، دفعت الإمارات الخطاب المعادي لتركيا في واشنطن. وفي منتصف عام 2017، صرح سفير الإمارات في الولايات المتحدة “يوسف العتيبة”، أن غالبية المواطنين الأمريكيين فشلوا في فهم تركيا “والتهديد طويل الأمد الذي تمثله على معظمنا”.

وانضمت مصر والسعودية إلى الإمارات في معارضة أجندة تركيا في الشرق الأوسط، لا سيما بسبب مواقف أنقرة من استيلاء الجيش المصري على السلطة عام 2013، والحرب الأهلية الليبية، والوضع السياسي في غزة، وأزمة قطر.

وعندما دخل الجيش التركي منطقة “عفرين” السورية في يناير/كانون الثاني الماضي، أدان الدبلوماسيون ووسائل الإعلام الإماراتية تركيا بشدة. ورأت الإمارات عملية “غصن الزيتون”، ليس فقط تهديدا لسوريا، بل أيضا لها نفسها ولعمقها العربي.

ورد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على تدخل تركيا في عفرين عبر الحديث عن الحاجة إلى قيام الدول العربية “ببناء واستعادة مفهوم الأمن القومي العربي على أساس واقعي ومعاصر”.

وخلال عملية “غصن الزيتون” التركية، أصدرت المنافذ الإعلامية الإماراتية تقارير عن عمليات نهب وسلب مزعومة من قبل تركيا، وجرائم أخرى زعمت أن تركيا ارتكبتها في الجيب الذي يهيمن عليه الأكراد.

وفي 10 مارس/آذار، قال قرقاش “لا يخفى على أحد أن العلاقات العربية التركية ليست في أفضل حالاتها. ولكي تعود إلى التوازن، يتعين على أنقرة احترام السيادة العربية في التعامل مع جيرانها”.

وفي هذا الشهر، ردت وزارة الخارجية التركية باتهامها كبير دبلوماسيي أبوظبي بأنه يهاجم تركيا ويشن حملة تشويه، وأكدت على “علاقات تركيا التاريخية والاستثنائية القوية مع العالم العربي”، وخصوصا القدس.

وبينما كان الجيش التركي يسيطر على “عفرين” في مارس/آذار، كان وزير الخارجية الإماراتي يزور الرئيس “عبد الفتاح السيسي” ووزير خارجيته في القاهرة.

وفي العاصمة المصرية، أشار “عبدالله بن زايد” إلى تركيا وإيران وإسرائيل باعتبارها الدول الثلاث غير العربية التي تقوض المصالح العربية.

وأشار على وجه التحديد إلى سوريا باعتبارها نقطة ساخنة حيث يجب على الإمارات تحسين التنسيق مع مصر والسعودية. وجاء خطاب مماثل من ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” في نفس الشهر، عندما صرح، في مصر أيضا، بأن تركيا وإيران والجماعات الإسلامية المتطرفة تشكل “مثلث الشر”، واتهم “أردوغان” بالسعي لاستعادة الإمبراطورية العثمانية.

وفي المقابل، اتهمت الصحافة التركية الإمارات بدعم الإرهاب الكردي في شمال سوريا.

وقالت “يني شفق”، وهي صحيفة تركية محافظة مرتبطة ارتباطا وثيقا بـ”أردوغان”، إن أبوظبي كانت ترعى وحدات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني، التي استهدفتها تركيا في عملياتها في “عفرين”.

وصدرت هذه الاتهامات على خلفية الادعاءات الشائعة في وسائل الإعلام التركية بأن الإمارات كانت لها يد في الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز 2016.

كما أكدت “يني شفق” أن الإمارات ونظام سوريا تعاونا في عامي 2014 و2015، مع تقديم أبوظبي معلومات استخباراتية لدمشق عن مكان وجود “أبرز قادة المعارضة السورية”، والتي “مهدت الطريق أمام تنظيم الدولة والأكراد للتقدم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة”.

وبالنسبة إلى الإمارات، تمثل منبج وعفرين الجبهة الأمامية في معركتها لتقويض نفوذ تركيا.

وضاعف المسؤولون في أبوظبي، ووسائل الإعلام الإماراتية، معارضتهم لحملة أنقرة في الجيب الكردي السوري، مما جعل الإماراتيين يتمتعون بنفوذ أكبر وقوة ناعمة بين الأكراد، وإن كان ذلك على حساب علاقات الإمارات مع أنقرة.

وبقدر ما كانت الإمارات تستثمر في كردستان العراق في العقد الثاني من القرن الماضي بعد سقوط “صدام حسين”، قد تتصور الإمارات مستقبلا في سوريا تصبح فيه وحدات حماية الشعب جزءا دائما من المشهد السياسي للبلاد، وداعما لاستراتيجيتها الأمنية.

وتمثل الفصائل الإسلامية المسلحة المدعومة من تركيا في عفرين تهديدا للنموذج العلماني الذي ترغب دولة الإمارات في رؤيته في سوريا وبقية العالم العربي، في حين تعمل تلك الفصائل على زيادة احتمال تعميق نفوذ قطر في بلاد الشام.

وفي جميع أنحاء المنطقة المغاربية، والجزيرة العربية، والمشرق العربي، تواصل الإمارات مؤامراتها من أجل تعزيز مصالحهما الخاصة، والتي يبدو أنها تتصادم بوتيرة متزايدة وتتجلى اليوم في المعركة متعددة الأوجه حول مستقبل عفرين التي لا يبدو أنها ستكون آخر معارف النفوذ في الشرق الأوسط الذي يزداد اضطرابه يوما بعد يوم.

وتتعامل تركيا مع سوريا بوصفها قضية أمن قومي بالدرجة الأولى، وعمقا استراتيجيًا لها، خاصة مع التطورات التي جاءت بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى الواجهة كرقم جديد في المشهدين الميداني والسياسي، حيث نجحت التحركات العسكرية التركية في الشمال السوري في مواجهة هذه المخططات.

والدعم الإماراتي للأكراد يأتي في وقت ترفض فيه تركيا أي تدخل دولي لدعم قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، وتعده دعمًا لمنظمة إرهابية، وخطأ كبيرًا كما هو الحال مع الأمريكيين والفرنسيين الذين قدموا مساعدات لتلك القوات في منبج، وترى أنقرة أن تلك الوحدات هي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردًا داميًا على الأراضي التركية منذ عام 1984.