موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: الإمارات نقلت مواطنين يمنيين لأراضيها لاستجوابهم وتعذيبهم

210

كشفت مصادر حقوقية أن الإمارات عمدت إلى نقل مواطنين يمنيين إلى أراضيها لاستجوابهم وتعذيب في معسكرات اعتقال سرية.

وقالت المصادر ل”إمارات ليكس”، إنها وثقت عشرات حالات لمواطنين يمنيين تعرضوا للإخفاء القسري وتم نقلهم إلى معسكرات في الإمارات لفترات زمنية متقطعة.

وأوضحت المصادر أن أخر هذه الحالات الداعية اليمني عبدالقادر البذيجي (الشيباني) الذي تم الإفراج عنه قبل نحو 10 أيام بعد اعتقال دام تسعة أشهر.

وقالت منظمة الكرامة لحقوق الإنسان إن الشيباني نُقل إلى الإمارات، على غرار حالات مماثلة لمعتقلين يمنيين يتم استجوابهم من قبل محققين إماراتيين في قواعد عسكرية خارج البلاد.

وبعد أكثر من 9 أشهر على اختطافه وإخفائه قسريا على يد قوات يمنية تعمل بالوكالة لصالح الأمارات، أطلق سراح الشيباني، الذي كانت الكرامة وجهت بشأنه نداء عاجلا إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري وغير الطوعي في الأمم المتحدة.

ورغم الغموض الذي لا يزال يكتنف تفاصيل الاختطاف وطريقة إطلاقه، أفادت مصادر مقربة من الشيباني أن الأخير أفرج عنه من أحد السجون الخاضعة لإشراف الإمارات في المكلا مركز محافظة حضرموت.

وتفيد معلومات حصلت عليها الكرامة أن الشيباني تنقل في العديد من مراكز الاحتجاز السرية التي تديرها قوات يمنية مدعومة إماراتيا، بما في ذلك سجن بمعسكر (أبو موسى) في منطقة الساحل غرب اليمن المطلة على البحر الأحمر، يديره وكيل جهاز الأمن القومي (الاستخبارات) عمار محمد صالح نجل شقيق الرئيس السابق علي صالح.

ويبدو أن أسرة الشيباني تتعرض لضغوط لمنع الحديث عن تفاصيل رحلة المعاناة، لكن معلومات حصلت عليها الكرامة تفيد أن الشيباني ربما يكون قد نُقل إلى الإمارات، على غرار حالات مماثلة لمعتقلين يمنيين يتم استجوابهم من قبل محققين إماراتيين في قواعد عسكرية خارج البلاد.

وكانت الكرامة راسلت، بتأريخ 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري وغير الطوعي، تطلب منه التدخل بشأن الداعية (الشيباني)، الذي اختفى منذ الثلاثين من تشرين أول/أكتوبر 2020 في مدينة عدن جنوبي اليمن، حيث اختطفه مسلحون يعتقد أنهم ينتمون لقوات الحزام الأمني المسيطرة على المدينة والمدعومة من الإمارات، واقتادوه من أمام زوجته وأحد أولاده إلى جهة مجهولة.

وتحولت مختلف المناطق اليمنية إلى مسرح مفتوح للفوضى والاختطافات والاغتيالات، بالأخص تلك التي أنشأت فيها الإمارات تشكيلات عسكرية موازية لا تخضع فعليا لمؤسسات الدولة اليمنية وتعمل بالوكالة لحساب الإمارات والمملكة العربية السعودية، حد وصف تقارير أممية.

ووفقا لأسرته، غادر السيد عبد القادر علي عبدالله البذيجي الشيباني، البالغ من العمر 65 عاما، رفقة زوجته وأحد أولاده إلى العاصمة المؤقتة عدن، في طريقه إلى القاهرة، قصد استكمال العلاج، وفي تأريخ 30 أكتوبر الماضي، أقدم مسلحون ملثمون على متن سيارتين على اختطافه في حي المنصورة بعدما أطلقوا النار في الهواء لإرهاب أسرته واقتادوه إلى جهة مجهولة.

الشيباني من مواليد 1955، وهو أحد رجال العمل الإنساني في اليمن وأحد مؤسسي جمعية الحكمة اليمانية الخيرية ونائب رئيس مجلس شورى حزب السلم والتنمية، ويعاني منذ نحو عشر سنوات أمراضًا عدة مزمنة، منها ورم في الدماغ وتركيب مفصل في الورك، وخضع لعدة عمليات جراحية، وتفاقمت حالته الصحية جراء الإخفاء القسري الذي تعرض له.

وفي السياق رحَّبتْ منظمة سام للحقوق والحريات بإطلاق سراح الشيباني بعد اختطافه أثناء توجهه للعلاج في جمهورية مصر، والذي دام لأكثر من 10 أشهر في مدينة عدن.

ودعت المنظمة الجهات الأمنية لتوضيح ملابسات إخفاء الشيخ الشيباني قسراً لمدة عشرة أشهر، وضرورة فتح تحقيق حيادي للوقوف على تداعيات الاختطاف والإخفاء القسري، ومحاسبة الضالعين في الجريمة وتقديم المخالفين للعدالة، وتعويض “الشيباني” نظير ما تعرض له من اعتداء جسدي ونفسي.