موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل/ في الأزمة مع إيران.. الإمارات تدعو للحوار علنا وتحرض ترامب سرا

118

يتخذ النظام الحاكم في دولة الإمارات موقفا متناقضا في الأزمة التي تشهدها منطقة الخليج العربي مع إيران في ظل تصاعد التوتر الأمريكي مع طهران.

ويتبني النظام الإماراتي موقفنا علنيا يقوم على الدعوة إلى الحوار والتفاوض لكن ذلك كغطاء لحقيقة موقفه القائم على تحريض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضرب إيران وإعلان الحرب عليها.

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش في تغريدة أنّ “التوترات في الخليج لا يمكن التعامل معها إلا عبر السياسة”، مضيفا أنّه يجب التعاون “لخفض التصعيد وإيجاد حلول سياسية من خلال الحوار والمفاوضات”.

وتابع قرقاش “الأصوات الاقليمية مهمة للوصول إلى حلول مستدامة”.

وأسقطت إيران الخميس طائرة أميركية مسيّرة من طراز “غلوبال هوك”، مؤكّدة أنّ الطائرة التي يفوق ثمنها مئة وعشرة ملايين دولار، انتهكت مجالها الجوي، الأمر الذي نفته واشنطن بشدّة، مشدّدة على أنّ الطائرة كانت تحلّق في الأجواء الدولية.

وحذّرت إيران السبت من أنّ أيّ هجوم عسكري أميركي يستهدف أراضيها ستكون عواقبه مدمّرة لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، في تهديد قابلته واشنطن بالإعلان عن عقوبات جديدة “مشدّدة” تعتزم فرضها على طهران الاثنين.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال الجمعة أنّه ألغى في اللحظة الأخيرة ضربات على إيران لتفادي سقوط خسائر بشرية.

وبحسب إيران، فإن الطائرة المسيّرة انطلقت من الإمارات. وقد استدعت طهران القائم بالأعمال الإماراتي للاحتجاج على قرار أبوظبي “وضع منشآتها في خدمة قوات العدوان الأجنبي”، بحسب بيان إيراني.

من جهته أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنه سيتوجه إلى السعودية والإمارات، وكرر عرضه للتفاوض مع إيران، وذلك بعدما صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه لا يريد خوض حرب، في حين دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني المجتمع الدولي للرد على “الانتهاكات الأميركية”.

وقال بومبيو للصحفيين إن زيارته إلى السعودية والإمارات تهدف إلى تأكيد التحالفات الإستراتيجية، مجددا تأكيد أنه واثق من أنه في اللحظة التي تكون فيها إيران مستعدة للتواصل “دون شروط مسبقة” مع واشنطن؛ ستجد الجانب الأميركي قادرا على بدء هذه المناقشات.

وبعدما نشر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خارطة قال إنها لدخول طائرة أميركية مسيرة الأجواء الإيرانية في مايو/أيار الماضي؛ قال بومبيو للصحفيين “لقد شاهدتم الخارطة المشابهة لرسوم الأطفال التي عرضها ظريف، وتتناقض تماما مع تفوق ومهنية الجيش الأميركي وأجهزة الاستخبارات”، مضيفا أن الخارطة “يجب ألا تترك شكًّا لدى أحد حول أين كانت تلك الطائرة غير المسلحة”.

بدوره، قال ترامب في مقابلة أجرتها شبكة “إن بي سي” إنه لا يريد خوض حرب في الشرق الأوسط من أجل النفط، معتبرا أن ما يهمه بالدرجة الأولى هو منع إيران من حيازة أسلحة نووية.

وفي رده على سؤال بخصوص إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب من المنطقة في حال تحقق هذا الهدف، قال ترامب إنه سيحمي إسرائيل، وسيحمي السعودية أيضا؛ لأن الرياض أنفقت أربعمئة مليار دولار على شراء أسلحة من بلاده.

وفي سؤال بشأن إذا كانت السعودية ستدفع مقابل حمايتها من إيران، أكد ترامب أن العملية ستكون مكلفة جدا، وأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تعهد له بالدفع أثناء محادثة أجراها معه.

من جهته، قال مايك بنس نائب الرئيس الأميركي إن ترامب كان يشك في أن قيادات عليا في إيران لم توافق على إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة الخميس الماضي.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قال إن على إيران ألا تخلط بين “تعقل” الولايات المتحدة والضعف، وذلك قبيل محادثاته في إسرائيل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي رحب بإعلان ترامب اعتزامه زيادة الضغوط على إيران.

ويعتبر مراقبون أن السعودية والإمارات أوضحتا أنهما تريدان موقفا متشددا إزاء إيران، مطالبتين أميركا بخوض حرب بالنيابة عنهما. لذلك عبرا عن عدم سعادتهما تجاه إلغاء الضربة الأميركية، واعتبرا زيارة بومبيو محاولة لإرضائهما.

ويشير مراقبون إلى أن زيارة بومبيو تدخل في سياق محاولة إعادة ضبط الأمور مع الرياض وأبو ظبي، واستدراك الأمر في علاقة أميركا بالطرفين، خاصة أن هناك غضبا وانزعاجا في الإمارات والسعودية تجاه إدارة ترامب.

كما تخشى الإمارات من نتائج الاجتماع الثلاثي الجامع بين أميركا وروسيا وإسرائيل، وفشل محاولاتها في دفع واشنطن لضرب إيران.

إذ أن الاجتماع قد يحدد مستقبل المنطقة على الصعيد الأمني، وأن السيناريو المحتمل هو إعطاء إسرائيل مناطق نفوذ آمنة في سوريا خالية من الوجود الإيراني، ومنح إيران حرية التصرف في العراق مع الحفاظ على المصالح الأميركية، ثم التوصل إلى اتفاق نووي جديد يرضي جميع الأطراف.

وفي هذه الحالة، ستكون الإمارات وحليفتها السعودية الخاسر الأكبر في المعادلة؛ إذ إنهم سيخرجون مثلما دخلوا، وسيخسرون عشرات المليارات المدفوعة لأميركا، فضلا عن مواجهتهم استحقاقات جيوسياسية جديدة ناشئة عن هذا الاتفاق.

وفي كل الأحوال فإن الإمارات وحليفتها السعودية تشعران بإحباط كبير من اتسام السياسية الأميركية بالارتجال والمواقف السريعة، خاصة أن أميركا بدأت أزمتها مع إيران دون إستراتيجية محكمة.

وأطلق مغردون إيرانيون منذ الخميس وسمين تحت عنوان “الانتقام من الإمارات” و”عش العدو” للتعبير عن غضبهم من إقلاع الطائرة الأميركية المسيرة غلوبال هوك من قاعدة إماراتية، وتفاوتت لهجة الخطاب بين العتب والغضب، وصولا إلى المطالبة بالانتقام من أبو ظبي.

وكان الناشط حسين دليريان أول من ألقى الضوء على انطلاق الطائرة من أراضي الإمارات، وتساءل عما إذا كانت أبو ظبي ستلقى ردا من الحرس الثوري.

كما ألقى الباحث في العلاقات الدولية سيد سجاد باللوم على بلاده لعدم التطرق إلى دور الإمارات في رسالتها الاحتجاجية إلى الأمم المتحدة، وشدد على ضرورة دفع حلفاء أميركا ضريبة مسايرتهم لترامب.

ويعتقد أستاذ القانون الدولي رضا نصري أن الإمارات ارتكبت خطأ دوليا وينبغي على إيران توجيه إنذار رسمي لأبو ظبي، لأن ما فعلته هو “اعتداء” في القانون الدولي.

واعتبر الناشط المقرب من قوات التعبئة رسول شكري نيا أن بعض دول المنطقة التي ينظر إليها الأميركيون باعتبارها “بقرة حلوبا” فشلت في إشعال فتيل الحرب، وأضاف أن الإمارات لا بد أن تدفع ضريبة مساهمتها في عملية التجسس الأميركية.

وبينما يعتبر بعض المغردين أن من السذاجة إلقاء اللوم على ترامب فحسب، رأى البعض الآخر عدم إغفال شركاء أميركا في المنطقة، ووصفوا دور الإمارات بالشرير، لا سيما بعد ظهور تغريدات مسؤولين إماراتيين امتعضوا من تراجع ترامب عن توجيه ضربة لإيران.