موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل/ تصعيد الإمارات في اليمن يعكس أطماعها وإفشالها جهود وقف الحرب

130

تواصل الإمارات تصعيدها العسكري في اليمن خصوصا في الأيام على محافظة الحديدة بما يعكس أطماعها في نهب ثروات ومقدرات البلاد وسعيها لإفشال الجهود والمواقف الدولية لوقف الحرب.

ومن جديد يتوهم التحالف السعودي ـ الإماراتي إمكانية تحقيق اختراق عسكري نوعي واستراتيجي في محافظة الحديدة غربي اليمن، وذلك في سباق محموم مع الزمن قبل أن تتبلور احتمالات وقف إطلاق النار استجابة للطلب الأمريكي، وافتتاح محادثات سلام بين الأطراف المتصارعة يتردد أن السويد يمكن أن تحتضنها.

كذلك فإن الضغوطات الهائلة التي تخضع لها الرياض منذ انكشاف الوقائع الرهيبة لاغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، أضعفت كثيراً موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عراب عملية “عاصفة الحزم” في اليمن، وباتت تجبره على الانحناء أمام إلحاح واشنطن بصدد إيجاد حل سياسي.

كما أن العلاقة بين اغتيال خاشقجي والملف اليمني بدأت تنعكس على الموقف البريطاني الذي أخذ يتحول تدريجياً عن سياسة حكومة تيريزا ماي في مقاومة ضغوطات المعارضة وبعض أعضاء مجلس العموم الهادفة إلى وقف تصدير السلاح إلى السعودية.

والتصريحات الأخيرة لوزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت تصب في منحى توجيه اللوم إلى التحالف السعودي ـ الإماراتي والحوثيين معاً بسبب الاقتصار على معالجة المشكلة اليمنية عن طريق الحلول العسكرية وحدها، وهذه “كانت لها عواقب كارثية على الناس” كما قال هنت.

كذلك تتولى بريطانيا إعداد قرار في مجلس الأمن الدولي يخصّ وقف إطلاق النار وبدء جولة جديدة من المفاوضات تحت إشراف المبعوث الأممي مارتن غريفث، وهذا ما كانت الحكومة البريطانية تتهرب منه طيلة سنوات الأزمة.

وكما هو معروف كانت القوات الإماراتية، المدعومة بغطاء جوي سعودي ومشاركة لوجستية أمريكية مباشرة، دشنت معركة الحديدة مطلع شهر حزيران /يونيو الماضي، بهدف إغلاق مدخل المدينة الشمالي الغربي الذي يؤدي إلى العاصمة صنعاء، والتحكم بمنافذ 70 في المئة من الموارد المختلفة، خاصة الغذائية والطبية، بما يزيد الضغط على القوات الحوثية.

لكن المعركة تكشفت عن عناصر بالغة التعقيد ميدانياً، بسبب تبعثر الجبهات واتساع خطوط القتال وتعدد مراكز القرار العسكري بين الوحدات الإماراتية والسودانية وقوات كل من طارق صالح وهيثم قاسم طاهر ونبيل المشوشي.

وسرعان ما تلاشى الحلم السعودي ـ الإماراتي بانتصار خاطف في الحديدة، كان مؤملاً له أن يفتتح معركة صنعاء، ويعيد تنشيط الجبهات الأخرى في صرواح والبيضاء والجوف وصعدة وحجة وتعز وسواها.

ومن المنتظر أن يتكسر الحلم الجديد على الصخور ذاتها التي جعلت “عاصفة الحزم” مجرد مغامرة عسكرية فاشلة نهضت على الصلف والغطرسة وكان طبيعياً أن تنقلب نتائجها على رؤوس صانعيها.

وأما آثارها المأساوية فإنها تتفاقم أكثر فأكثر كل يوم، وتضرب الأرقام القياسية في معدلات الوفيات جراء المجاعة والأوبئة وسوء التغذية ونقص الأدوية والافتقار إلى الحد الأدنى من مقومات العيش الإنساني وانهيار البنى التحتية وتوقف المشافي وتعطيل الخدمات العامة.

وكان غيرت كابيلاير، المدير الإقليمي لمنظمة اليونسيف في الشرق الأوسط، قد اختصر الحال في هذه العبارة الرهيبة: “اليمن اليوم جحيم على الأرض، ليس بالنسبة إلى 50٪ أو 60٪ من الأطفال، بل هو جحيم على الأرض بالنسبة إلى كلّ طفل وطفلة في اليمن”. ومع ذلك فإن عرابي الحرب العبثية يواصلون تغذية أوهام الانتصار، بالدم والحديد والنار.