موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: تسريب شكوك الإمارات بمحمد بن سلمان يفضح تأزم العلاقات

390

سلط تسريب النظام الحاكم في دولة الإمارات عبر الصحافة الأوروبية شكوكها تجاه قدرة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان على تولي قيادة المملكة، الضوء مجددا على تأزم العلاقات الحاصل بين قيادتي أبوظبي والرياض.

ونشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تقريرا أبرزت فيه أن الإمارات “باتت تشكك الآن في قدرة محمد بن سلمان على قيادة المملكة العربية السعودية”.

ووصفت الصحفة الفرنسية بن سلمان بأنه “متهوّر” واصبح شخصاً غير مرغوب فيه في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت إلى أن إصلاحات سلمان المؤيدة للمرأة تلطخت بحملة الاعتقالات بحق الناشطات في مجال حقوق المرأة. أما فيما يخص سلطته الاستبدادية، فما زالت تقلق رجال الأعمال المحلّيين. كما أن الأخبار السيئة توالت على المملكة في الأيام الأخيرة.

 والحديث، هنا عن الهجمات على منشآت أرامكو النفطية التي تبناه الحوثيون والتي شكلت ضربة قوية للاقتصاد السعودي وهزت صورة المملكة الأمنية وأضعفت ولي عهدها.

ثم إعلان الجماعة المدعومة من إيران نهاية الأسبوع المنصرم عن قتلها لـ200 من القوات الحكومية اليمنية المدعومة من السعودية وأسرها لنحو 2000، بما في ذلك جنود سعوديون. وهو ما يُعد -وفق لوفيغارو- صفعة قوية جديدة لبن سلمان، حتى وإن كانت الوقائع تعود إلى شهر أغسطس الماضي.

ورأت الصحيفة الفرنسية أن في هذه الأوقات المضطربة، عاد الحديث عن سيناريو استبعاد أو عزل الملك سلمان من قبل ابنه. فوفقا لأنصاره، فإن محمد بن سلمان يحتاج إلى أن يصبح ملكاً قبل هزيمة محتملة لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر عام 2020، أمام مرشح ديمقراطي يمكنه رفض التحالف معه.

ويتآمر النظام الحاكم في دولة الإمارات على السعودية خدمة لأطماعه ومساعيه من أجل كسب النفوذ.

وتتعاون أبوظبي مع جماعة الحوثيين في اليمن لاستهداف المملكة وتقويض مكانتها، في وقت تفضح فيه العوائد الاقتصادية حدة هذه المؤامرات للإمارات.

ومؤخرا ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الإمارات تعد المستفيد الرئيسي من الهجمات على أرامكو السعودية.

وأوضحت الصحيفة أن أبوظبي زادت من صادراتها النفطية بنحو 100 ألف برميل يوميا، فيما اشترت خام “مربان” من الإمارات لسد الثغرات في المعروض لديها.

وتنعكس تفاهمات الإمارات مع إيران على علاقاتها مع الحوثيين، وتنص على تمكين الحوثيين من مدن شمال اليمن وسيطرة أبوظبي على الجنوب.

ويتم ذلك مع ترك السعودية تقاتل الحوثيين على حدودها وحماية أراضيها من القصف المستمر.

وسبق أن فضحت تسريبات دعم الإمارات الحوثيين بالعتاد العسكري لاستهداف السعودية. من ذلك تصريح مسئول يمني نقلا عن خبراء الأمم المتحدة أن أبوظبي تهرب الطائرات المسيَّرة للحوثيين.

كما سبق أن استثمرت الإمارات لصالحها أزمات السعودية مع كندا وتركيا ودول أخرى.

 

وفي الأشهر الأخيرة، كثف الحوثيون من إطلاق صواريخ عبر الحدود مع السعودية، وشنوا هجمات بواسطة طائرات مسيرة، مستهدفين قواعد عسكرية جوية ومطارات سعودية ومنشآت أخرى، مؤكدين أن ذلك يأتي ردا على غارات التحالف في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة في اليمن.

في المقابل فإن الحوثيين امتنعوا عن شن أي هجمات على الإمارات أو الاضرار باقتصاد الدولة على الرغم من أن أبوظبي تلعب دورا محوريا في التحالف على اليمن لكنها تكرس جهدها في تحقيق فعلي لهدف الحوثي وهو تقسيم اليمن وتفتيته.

ومن أبرز أسباب الخلاف في اليمن هو في طلب السعوديّة أن تتركّز عمليات التحالف شمالي اليمن، حيث معاقل الحوثيين وتنطلق من هناك الهجمات ضد مطاري جيزان وأبها؛ بينما تولي الإمارات أهميّة أكبر للسيطرة على جنوبيّ اليمن، وخصوصًا على مطار عدن.

والعلاقة بين الإمارات والسعودية في حقيقتها ليست أكثر من تحالف انتهازي تكشفه خلافات البلدين العميقة وتعارض أجنداتهما في أكثر من ملف، خصوصاً في اليمن، التي كشفت أن الأخيرة أوقعت الرياض في مستنقع مع الحوثيين وإيران، بينما فضّلت العمل على الاستيلاء على جنوب اليمن وترك الحوثيين دون قتال.

ووجدت الرياض نفسها عاجزة أمام تحرك الإمارات في اليمن بعد انقلاب على الحكومة الشرعية نفذته قوات موالية لأبوظبي في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد في 14 أغسطس الماضي، كما قام الطيران الإماراتي بقصف قوات الجيش اليمني المدعوم من الرياض.