موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

معتقل رأي سابق في الإمارات يفضح تفاصيل مروعة عن تعذيبه

350

فضح معتقل رأي سابق في الإمارات تفاصيل مروعة عن تعذيبه على أيدي محققين محليين وأجانب، مشيراً إلى أنهم هددوه باغتصابه إذا لم يتعاون معهم.

واحتجز المعتقل السابق في القضية المعروفة باسم مجموعة “شباب المنارة” من قبل جهاز أمن الدولة الإماراتي في كانون أول/ديسمبر 2013 وتعرض للتعذيب المروع في سجن الوثبة بأبوظبي.

ووجهت السلطات الإماراتية اتهامات إلى 41 شخصاً في قضية “شباب المنارة” (37 إماراتيا، وإيرانيان، وسوري، وقُمُري)، وقضت على 11 منهم بالسجن المؤبد، وبرّأت سبعة، وحكمت على البقية بالسجن لفترات متفاوتة.

ونقل حساب “المنارة” على تويتر عن معتقل سابق في القضية لم يكشف عن هويته قوله إنه كان “من الشباب اللذين يحضرون مخيمات شباب المنارة، وكانت أنشطتنا عبارة عن برامج رياضية وثقافية ودينية وكان يحاضر فينا الشيخ خالد كلنتر (محكوم بالسجن المؤبد) ومشايخ من السعودية أمثال الشيخ العريفي والشيخ نايف الصحفي”.

وحول تفاصيل الاعتقال، قال إنه “في شهر كانون أول/ديسمبر ٢٠١٣ هجمت علينا في البيت مجموعة من رجال الأمن بزي عسكري ومدني وبينهم امرأتان، وقاموا بتفتيش منزلنا بشكل كامل، وأخذوا جميع أجهزتي وأجهزة إخوتي ثم وضعوني في الجمس الأسود”، لافتاً إلى أنه كان يشعر بوجود معتقل آخر في الكبينة المجاورة.

وأضاف: “أخذونا الى سجن لا أعلم مكانه بالضبط لكن أعتقد أنه على شارع سويحان، والملاحظ أن السجن من الداخل كله أبيض، (الأبواب والزنازين وكل شيء)”.

وتابع :”أخذني شخص لا يتحدث العربية أعتقد أنه نيبالي إلى زنزانتي يجرني وهو يخرج صوتاً (يستعمل للبهائم) وسلمني ملابس السجن وأخذ ملابسي”.

وذكر أنه بعد ساعة تقريبا أُخذ إلى دكتور وسأله إن كان يشتكي من أمراض معينة وعمل له بعض الفحوصات. مضيفاً “بعد ذلك بدأت المعاناة الحقيقية مع المحققين وأهوال التعذيب التي لا تصدق أن مثل هذا يمكن أن يحدث في الإمارات”.

وحول تفاصيل التحقيق؛ قال: “أُخذت إلى غرفة التحقيق رقم واحد وبعد ما جلست على الكرسي حيث كان مريحا، قال لي المحقق قم، فوقفت فأخذني إلى كرسي آخر وكان صلبا، وبدأ بعدها التحقيق وكانت كل أسئلته عن سوريا، وإذا كنت أعرف أشخاصاً ذهبوا للجهاد في سوريا وذكر لي بعض الذين استشهدوا هناك”.

وأشار المعتقل السابق إلى أن “غرفة التحقيق كانت باردة جدا وكان المكيف يضرب عليَّ مباشرة وإذا طلبت من المحقق أن يخففه يغضب، وجرى التحقيق كله وأنا مغمض العينين، أحيانا أستطيع أن أرى مكان قدمي”.

وأضاف: “استمر التحقيق بنفس الأسئلة تقريبا لعشرة أيام متواصلة يوميا لثلاث فترات، كل فترة محقق، والمحقق المسائي لا يسألني أي سؤال؛ فقط يجعلني واقفاً طول الوقت وأنا مرهق لم أنم، وكان كأنه يلعب على الكمبيوتر، وكان يرفض الحديث معي”.

وتابع: “عشرة أيام، نفس الأشخاص ونفس الأسئلة ولم أعرف خلال تلك المدة كلها لماذا أنا معتقل، ولم أستطع التواصل مع والدتي وإخوتي لأخبرهم بمكاني، ومن بعد ذلك تغير نظام التحقيق ليصبح في فترة واحدة ولكن مع تعذيب مختلف”.

وذكر أنه في إحدى المرات قام المحقق بخلع بنطاله وأبقاه عارياً وبدأ يهدده باغتصابه إذا لم يتعاون معهم. وفي إحدى المرات “أجلسني على كرسي يضغط علي بشدة حتى بدأ يضغط بالكرسي على أعضائي التناسلية وكل ذلك حتى أجاوب على أسئلة لا اعرف إجاباتها”.

وأضاف: “لم يطلب مني التوقيع إلا بعد ٣ أشهر، ووقعت وأنا لم اقرأ المكتوب لأنه ليس لدي خيار آخر”.

يشار إلى أن السلطات في أبوظبي وجهت اتهامات لمجموعة “شباب المنارة” بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية وحيازة أسلحة نارية ومتفجرات وأدوات تفجير.

ونهاية آذار/مارس 2016، حكمت دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا بالسجن المؤبد لـ11 شخصاً من “شباب المنارة”، وحكمت على 13 آخرين بالسجن عشر سنوات، وبرأت سبعة، في محاكمة تعرضت لانتقادات كبيرة لخلوها من ضمانات المحاكمة العادلة، ومناقضة معايير القضاء.

وعُرف عن “شباب” مسجد المنارة “النشاط الدعوي” و “الحركة من أجل الوطن و الأمة”، قد يكون ذلك سبباً وراء اختطافهم وتعذيبهم، ثم اتهامهم بـ”الإرهاب” من أجل “إرعاب” أي محاولات “دعوية” للنهوض في ظل حملة الأمن الشرسة على كل ما هو “دعوي” في البلاد، عدا ما يخرج من عباءة “جهاز أمن الدولة”.