موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تقرير: الإمارات تعمل لعرقلة وساطة واشنطن لحل الأزمة الخليجية

111

أكدت مصادر دبلوماسية متطابقة عمل الإمارات بشكل حثيث لعرقلة وساطة الولايات المتحدة الأمريكية لحل الأزمة الخليجية وذلك بعد نجاح ضغوطها في الإطاحة بوزير خارجية واشنطن ريكس تيلرسون.

وفي خطوة مفاجئة ومريبة أثارت الكثير من الشكوك حول نوايا الإمارات الحقيقية من الدعوة الأمريكية للمصالحة الخليجية، طلب ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد أن يكون هو آخر من يلتقي الرئيس دونالد ترامب وتحديدا بعد زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لواشنطن.

وكشف مسؤول أمريكي عن قلق واشنطن من عدم وجود حلّ للأزمة الخليجية، على الرغم من موافقة أطراف الأزمة على عقد قمة يستضيفها الرئيس دونالد ترامب، تم الإعلان عنها قبل مدة.

ونقلت وكالة الأنباء العالمية “رويترز” عن المسؤول في الإدارة الأمريكية، دون أن تكشف عن هويته، قوله: إن “أطراف الأزمة الخليجية ليسوا مستعدين للحلّ”، مبيناً أن “موافقة الشركاء الخليجيين على قمة يستضيفها ترامب لن تحقق كثيراً من المكاسب”.

وأضاف أن بن زايد طلب أن يكون آخر من يلتقيه الرئيس دونالد ترامب من الزعماء الخليجيين، مشيراً إلى أن بن زايد “طلب تأجيل اجتماعه مع ترامب ليكون بعد زيارة أمير قطر لواشنطن”.

وأعرب المسؤول عن قلق إدارة الرئيس ترامب “من أن يعود الانقسام بين حلفاء واشنطن الخليجيين بالنفع على إيران”.

وسبق أن أعلن البيت الأبيض الشهر الماضي أن أمير قطر وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، يعتزمون جميعاً زيارة الرئيس ترامب في مارس وأبريل.

وأضاف المسؤول أن جدول الأعمال سيشمل عقد قمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تأمل واشنطن أن تُعقد في وقت لاحقٍ من هذا العام، فضلاً عن مناقشة جهود السلام بالشرق الأوسط وإيران.

وتشهد منطقة الخليج العربية أزمة نشبت في يونيو الماضي، فرضت فيها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر الحصار على قطر متهمين إياها بالإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتقول إن هذه الدول تريد تقييد سيادتها.

وتتطلع واشنطن إلى تمهيد الطريق لعقد قمة بحلول فصل الصيف.

وقال المسؤول الأمريكي الثاني “نتطلع إلى حلّ الخلاف قبل القمة؛ للسماح بتركيز أكبر على الشؤون الاستراتيجية الأخرى مثل إيران”.

في هذه الأثناء نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقرير عن تأثير إقالة تيلرسون على الأزمة الخليجية، والخلاف بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى.

وجاءت الإقالة، كما أشار الموقع، بعد أيامٍ فقط من ظهور رسائل بريد إلكتروني مُسرَّبة، تُظهِر الجهود المدعومة من الإمارات لإقالة تيلرسون؛ بسبب دعمه المُتصوَّر لدولة قطر ورغبته في التوسُّط.

وكان إياد البغدادي مؤسِّس مؤسسة الكواكبي وزميل مركز الأبحاث النرويجي “سيفيتا” كتب على “تويتر”، قائلاً: “يظن الجميع أنَّ إقالة تيلرسون تتعلَّق بروسيا، وقد يكون الأمر كذلك، لكنني لا أعتقد أنَّ هذا كل ما في الأمر. إنَّها خطوةٌ مناسبة لصالح الإمارات والمملكة السعودية، وفي وقتٍ مناسبٍ للغاية”.

كما قال عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات والقريب من الأسرة الحاكمة، على “تويتر”، إنَّ تيلرسون “أسوأ وزير خارجية على الإطلاق”. وأضاف: “سيتذكَّر التاريخ أنَّه كان لدولةٍ خليجية دورٌ في طرد وزير خارجية قوة عظمى”.

لكن رغم كل المفارقات ومحاولات نسب الامتنان والتشاؤم المُرتَقَب، يقول مُحلِّلون إنَّ الخلاف الخليجي ربما لا علاقة له برحيل تيلرسون، ولن يُغيَّر تعيين خلفه، مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، سياسة الولايات المتحدة.

وقال كريستوفر دافيدسون الباحث السياسي بجامعة دورهام البريطانية: “لا أؤمن بهذا الهراء الذي يصل إلى درجةِ أنَّ الإماراتيين أو حتى السعوديين تمكَّنوا من التأثير على قرار البيت الأبيض. في الصورة الأكبر للأمور، أزمة الخليج هي مجرد عَرَض جانبي. الأمر يتعلَّق بسياسة القوة الكبرى”.

ويرى الموقع أن قطر: “تشعر -على الأرجح- بخسارة تيلرسون، الذي كان يتمتَّع بعلاقاتٍ وثيقة مع الدوحة عندما كان مسؤولاً تنفيذياً في شركة إكسون موبيل للنفط، وكان بمثابة تأثيرٍ مُهدِّئ على خطاب ترامب”.

كان تيلرسون هو الذي دفع بالحلول الدبلوماسية عندما اندلع الخلاف الخليجي في يونيو 2017، في حين ظهر ترامب وكأن له الفضل في كونه المُحفِّز على الحل الدبلوماسي.

وقال على “تويتر” بعد خطابه في الرياض، داعياً المنطقة إلى مواجهة الإرهاب: “من الجيد أن نرى زيارة المملكة السعودية مع الملك و50 بلداً آخر تساعد في نجاحها”. وأضاف: “كل الإشارات كانت تتجه نحو قطر”.

ومع ذلك، وبحلول شهر سبتمبر2017، كان ترامب يتوسَّط في الاتصالات بين قادة قطر والمملكة السعودية.

وقال ديفيد دي روش، المسؤول السابق بوزارة الدفاع (البنتاغون) والبيت الأبيض والأستاذ بجامعة الدفاع الوطني: “لو كنت قطرياً، فسأكون سعيداً بأن يكون تيلرسون في موقع السلطة والمسؤولية، وسأكون غير سعيد برؤية مغادرته؛ لأنَّ الأمر ينطوي على علاقةٍ شخصية. بعيداً عن أي شيءٍ آخر، فأنت تعرف الرجل وتعرف حقيقته وميوله نوعاً ما، وتتحدَّث اللغة والعقلية نفسها. إنَّه شخصيةٌ مألوفة”.

وأضاف: “بومبيو أقرب إلى أسلوب ترامب من تيلرسون. من الواضح أنَّ من هم أقرب إلى ترامب -لا أقول إنَّهم تسبَّبوا في هذا المأزق- كان دورهم في ذلك أقل من كونه استرضائياً، على الأقل في الأيام الأولى”.

لكن السياسة الأميركية -كما أكد- لا تتوقَّف على الشخصيات، ومن المُرجَّح أن تُغيِّر وزارة الخارجية من بومبيو نفسه لا العكس.

وأضاف دي روش: “سياسة الولايات المتحدة كما هي. قد تتغيَّر نسبة من 3 إلى 5 في المائة منها، لسببٍ أيديولوجي، في أندر الحالات. معظم سياستنا مستمرة كما هي بسبب مصالحنا، ومكانتنا، وبسبب الموارد التي نحن مستعدون لاستثمارها في ذلك”.