موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تنديد بريطاني وحقوقي بحكم إماراتي بسجن أكاديمي بريطاني 25 عاما

168

قوبل حكم إماراتي بسجن أكاديمي بريطاني لمدة 25 عاما بتهمة التجسس بتنديد بريطاني وحقوقي واسع.

وقضت محكمة إماراتية بالسجن المؤبد على أكاديمي بريطاني بعد إدانته بالتجسس لصالح الحكومة البريطانية، في خطوة قالت بريطانيا إنها ستكون لها تداعيات دبلوماسية خطيرة على العلاقات بين الحليفين القديمين.

وقال المستشار حمد سيف الشامسي النائب العام لدولة الإمارات إن الحكم على المتهم ماثيو هيدجز جاء “بعد أن اعترف المتهم أمام المحكمة بالتهم التي وجهتها إليه النيابة العامة” مضيفا “يجوز للمتهم الطعن عليه (الحكم)”.

ولم يحدد بيان النائب العام الاتهامات التي وجهتها النيابة لهيدجز لكن أسرته وصحيفة ذا ناشونال الحكومية نقلت عن بيان منفصل للمحكمة أن هيدجز أدين بالتجسس.

وقالت الأسرة إن الجلسة لم تتجاوز خمس دقائق ولم يكن محاميه حاضرا.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام البرلمان “بالطبع نشعر بخيبة أمل شديدة وقلق بسبب الحكم الصادر اليوم”.

وأضافت هي ووزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أنهما ناقشا الأمر مع السلطات الإماراتية على أعلى المستويات.

وقال هانت في بيان “لم نجد دليلا يدعم الاتهامات الموجهة إليه… الإمارات تدعي أنها صديق وحليف للمملكة المتحدة وبالتالي ستكون هناك تداعيات دبلوماسية خطيرة. (الحكم) غير مقبول”.

وأضاف “الحكم الصادر اليوم ليس ما نتوقعه من صديق وشريك موثوق به للمملكة المتحدة ويتنافى مع تأكيدات سابقة” مشيرا إلى أن هذه الخطوة تثير القلق إلى حد بالغ.

ووصف النائب العام الإماراتي المحاكمة بأنها “عادلة ونزيهة وشفافة”.

وهيدجز (31 عاما)، طالب الدكتوراه بجامعة درم، محتجز في الإمارات منذ الخامس من مايو أيار عندما اعتقل في مطار دبي بعد زيارة لمدة أسبوعين لإجراء بحث.

وقالت أسرته إن الأدلة المقدمة ضده تضمنت ملاحظات بشأن البحث.

وقالت زوجته دانييلا تيجادا التي حضرت الجلسة “أنا في حالة صدمة شديدة ولا أدري ماذا أفعل. ماثيو بريء”.

ومنعت السلطات الصحافيين من دخول القاعة لحضور الجلسة التي لم يسمح للعامة بحضورها.

وذكرت صحيفة ذا ناشونال أن عقوبة السجن المؤبد لغير الإماراتيين تبلغ 25 عاما على أقصى حد ويعقبها الترحيل.

وأضافت الصحيفة أن المحكمة أمرت بمصادرة أجهزة وبحث هيدجز وأنه يحق له الطعن على الحكم في غضون 30 يوما.

كانت أسرة هيدجز قد قالت إن السلطات أفرجت عنه بكفالة في أواخر أكتوبر تشرين الأول بعد حبسه انفراديا خمسة أشهر.

وأضافت أسرته أنه أجبر على توقيع اعتراف مكتوب باللغة العربية لم يكن يفهمه وأنه عانى من تدهور صحته البدنية والنفسية أثناء فترة اعتقاله.

وذكرت الصحيفة أنه اعتُقل بعدما أبلغ رجل إماراتي الشرطة بأنه يسأل عن معلومات حساسة وأن هيدجز أقر بالتهم أثناء استجوابه.

ويشير موقع جامعة درم على الإنترنت إلى أن هيدجز طالب دكتوراه بكلية الحوكمة والشؤون الدولية التي تشمل أبحاثها الاهتمام بالعلاقات المدنية العسكرية والاقتصاد السياسي والقبلية.

ووقع أكثر من 120 أكاديميا من أنحاء العالم التماسا يحث السلطات الإماراتية على إطلاق سراحه.

والإمارات مركز سياحي وتجاري لكنها لا تتسامح مع الانتقاد العلني لسياساتها أو أسرها الحاكمة ولها سجل أسود بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان داخليا وخارجيا.

ونددت الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) بالحكم الإماراتي بالسجن مدى الحياة ضد الأكاديمي البريطاني بتهمة التجسس.

وقالت الفيدرالية الدولية التي تتخذ من روما مقرا لها في بيان صحفي، إن الحكم بحق ماثيو هيدجز (31 عاما) المعتقل في الإمارات منذ ستة أشهر “جائر وغير مبرر”.

وأضافت أنه لم يتم اتباع إجراءات تقاصي شفافة ولم يتم تمكين ماثيو من الدفاع عن نفسه بشكل عادل عن التهم الموجهة إليه والتي لم تثبتها السلطات الإماراتية علنا.

والحكم بحق الأكاديمي البريطاني مفاجئ ويخشى أن يكون ناتج عن مواقف عبر عنها الباحث سابقا تجاه سياسات الإمارات القمعية بحسب الفيدرالية الدولية التي أبرزت أن حكومة أبو ظبي لديها سجلا طويلا في عمليات قمع الحريات البحثية والأكاديمية.

ولفتت إلى أن ماثيو هيدجز من جامعة دورهام وصل الإمارات للبحث في أطروحته لنيل شهادة الدكتوراة  وقد صدر الحكم في محكمة أبو ظبي في جلسة استغرقت أقل من خمس دقائق دون حضور محام.

ودعت الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) الحكومة البريطانية إلى اتخاذ موقف حاسم والتعاطي الجاد مع قضية مواطنها، الأمم المتحدة ومؤسستها المتخصصة على التدخل لوقف انتهاكات الإمارات لحقوق الإنسان بحق الوافدين إليها من أكاديميين وعمال ومهن أخرى.

وكذلك تحث (إفرد) الاتحاد الأوروبي إلى تحرك جدي ضد الإمارات التي سبق أن أدان البرلمان الأوروبي قبل أسابيع انتهاكاتها خاصة اعتقال الناشط الحقوقي أحمد منصور في سجونها منذ سنوات.