موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مركز دراسات: توجهات الإمارات السياسية لا تعبر عن شعبها

257

قال مركز الإمارات للدراسات والإعلام “إيماسك” إن توجهات الإمارات السياسية المثيرة للجدل إقليميا ودوليا لا تعبر عن شعبها بل تنحصر بمسؤولين محددين في السلطة.

وأشار المركز إلى إقامة الإمارات علاقات رسمية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد دون أي اعتبار لما يراه الإماراتيون وإجماعهم على ضرورة نبذ نظام وحشي قتل وهجر شعبه على مدار سنوات طويلة.

وعلق المركز “كما التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، تستمر السلطات الإماراتية في تطبيع علاقتها مع الأنظمة الدكتاتورية والوحشية في المنطقة دون أي اعتبار لما يراه الإماراتيون”.

وأبرز أن الإمارات لا تملك مجلس وطني اتحادي (برلمان) كامل الصلاحيات منتخب من كل الشعب، كما أن الصحافة المستقلة التي يفترض أنها تنقل ما يريده الإماراتيون غائبة وتخضع للتحكم والإدارة من جهاز أمن الدولة.

وتابع “حتى يحدث الأمرين أعلاه فإن مثل هذه السياسات لا تعبر عن الإمارات بل تعبر عن مسؤولين محددين في السلطة يستجيبون للاستشارات التي يقدمها مستشارين أجانب”.

وما زالت زيارة عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق ولقاء رئيس النظام السوري، تثير الكثير من الجدل حول محاولة أبوظبي إعادة القبول ب”دكتاتور وحشي” من أجل إبراز دور أكبر للإمارات في المنطقة.

وعبدالله بن زايد هو أرفع شخصية إماراتية تزور سوريا في العقد الذي تلا اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد التي دعمتها الدول العربية من بينها الإمارات مع اختلاف طرق وأهداف الدعم.

والمتابع للعلاقة بين السلطتين في أبوظبي ودمشق يوضح أن الأمور كانت ستصل إلى هذه النقطة من التطبيع، فطوال عشر السنوات الماضية كانت العائلة الحاكمة في سوريا ترتبط بعلاقات واتصالات مباشرة مع المسؤولين في أبوظبي، بل إن بعض حاشية “بشار الأسد” استثمروا في الإمارات.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق، وقبل ذلك بدأت أبوظبي بالاستثمار وإعادة تفعيل اللجان الاقتصادية.

وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2021، تحدث “الأسد” هاتفيا مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، في أول اتصال بينهما -مُعلن- خلال العقد الماضي.

وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن زيارة عبدالله بن زايد تأكيد على انتصار “بشار الأسد” في سوريا. وهو أمر يؤكده المحللون السياسيون القريبين من السلطة في الإمارات.

وأشار إلى ذلك بفرحة شديدة أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله في خطاب متلفز الأسبوع الماضي. وهو شريك للنظام السوري في الجرائم بحق السوريين.

وهو ما يشير إلى أن الإمارات والسعودية والمعارضة السورية هزموا أمام “الأسد” و”إيران”.

وقالت بيل ترو مراسلة صحيفة الاندبندنت البريطانية في الشرق الأوسط: هذا النصر انتصار دموي بائس. حيث نزح نصف سكان البلد الذي مزقته الحرب، ومات أكثر من 300 ألف شخص، وتدفع الأزمة المالية غير المسبوقة العائلات إلى فقر لا يمكن تصوره، إلى جانب الجفاف والتلوث القياسيين، مما يزيد من شبح المجاعة.

تضيف ترو في تحليلها المنشور على صحيفة “الاندبندنت”: كانت زيارة الشيخ عبدالله بن زايد أكبر إشارة علنية على استعداد العالم العربي للتعامل مع الأسد والاعتراف بأنه المنتصر بالفعل.

ووصفت “ترو” الإمارات بالدولة “الخليجية المشاكسة التي تشعر وكأنها يجب أن تضع نفسها كوسيط عام لنظام الأسد، بينما تستمر في نحت نفسها كوسيط قوي في المنطقة”.

ويعتقد عبد الخالق عبد الله الأكاديمي والمحلل الإماراتي المقرب من السلطات في أبوظبي، أن هناك إجماعًا بالفعل في جامعة الدول العربية على الترحيب بعودة سوريا: “كان على شخص ما القيام بهذه المهمة والإمارات قامت بذلك”.

وأضاف -حسب ما نقلت  الاندبندنت -: “موقف الإمارات (في سوريا) يقول كفى كفى، فلنبدأ صفحة جديدة”. قال عبد الله: “ليبقى الأسد واحده… لا أحد يحبه كشخص أو ما فعله، لكنه فاز من نواح كثيرة”. لافتاً إلى أن “المعارضة السورية في حالة فوضى … تربيع الحقائق على الأرض سيساعد الشعب السوري”.

لتبرير الموقف قال عبدالله في تغريدة على تويتر إن الزيارة تأتي: لتحقيق عدد من “الأهداف السامية، ومن بين هذه الأهداف المساهمة في عودة 10 ملايين لاجئ سوري، وتقليل الوجود الإيراني في سوريا، والعمل على إنهاء الاحتلال التركي، وتنظيم البيت العربي، وزيادة التواجد العربي في سوريا.

لكن لم يتنازل الأسد حتى الآن عن قضايا تشمل السجناء المعتقلين، أو العودة الآمنة للاجئين، أو الانخراط في عملية السلام المحتضرة.

وقال إميل حكيم وهو محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “هناك تفاهم على أن عائدات هذا الانفتاح [لسوريا] ستكون محدودة. . . ليس الأمر كما لو أنه يمكنك إعادة اللاجئين وفتح التجارة واستئناف التعاون الأمني، فالأمر أصعب بكثير من ذلك”.

وقال المحلل نيكولاس هيراس من معهد نيولاينز بواشنطن إن “الإمارات هي شريان حياة الأسد” في ضوء العقوبات الغربية المعوقة.

وذكر هيراس أن “دمشق بحاجة إلى القناة الإماراتية … للوصول في نهاية المطاف إلى التمويل الضروري ودعم عملية إعادة الإعمار التي يقودها الأسد في سوريا”.

لكن أقرب حلفاء أبوظبي في الغرب الولايات المتحدة انتقدت الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إلى دمشق، منددة بجهود تبذل لتعويم “دكتاتور وحشي”. في إشارة لـ”بشار الأسد”.

بالنسبة لأبو ظبي، فإن احتكار إعادة دمج الأسد يمكن أن يمنحها فرصًا مالية وتجارية، بما في ذلك، وفقًا للشائعات، ميناء مرغوب فيه على البحر المتوسط. وقد تكسب أيضًا رأس مال سياسي مهم ضد خصومها مثل تركيا، إضافة إلى بعض الأهداف الشخصية للمسؤولين في أبوظبي.

كما يزعم عبدالخالق عبدالله أن الإمارات تقدمت للتطبيع مع “الأسد”، لكن تقول “ترو” إن “الإمارات ليست الوسيط الإقليمي الوحيد الذي يتنافس على المقعد الأعلى على طاولة المفاوضات مع الأسد.

يمكن القول إن الأكثر تأهيلاً هو الأردن، الذي يشترك في حدود مع سوريا ويؤوي أكثر من مليون لاجئ سوري. لا سيما أنها لم تغلق أبواب سفارتها في دمشق، وعلى الرغم من أنها استدعت سفيرها في عام 2011 عند اندلاع الصراع، في عام 2018، عينت عمّان القائم بالأعمال لترقية العلاقات الدبلوماسية.

كما أن مصر تضع عينها أيضًا على دور الوسيط. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري مؤخرًا إن سوريا ستعود إلى جامعة الدول العربية، بعد أشهر قليلة من لقائه بنظيره السوري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال إبراهيم حميدي، الصحفي السوري المقيم في لندن والمتخصص في الشؤون الداخلية لصحيفة الشرق الأوسط، “إنه جزء من النهج الإماراتي للمنطقة بأسرها لمواجهة النفوذ التركي والنفوذ الإسلامي” .

ولذلك قال حميدي إن زيارة الإمارات لسوريا لا تتعلق بدمشق بقدر ما تتعلق بأنقرة وطهران.

وقالت صحيفة “طهران تايم” رداً على مثل هذه التحليلات: قد يأتي الدفع الإماراتي بنتائج عكسية ضدها، حيث من غير المرجح أن تدير الحكومة السورية (نظام الأسد) ظهرها لمن ساعدها في أوقات الأزمات. في نهاية الأمر كانت الإمارات جزءًا من مجموعة الدول التي عملت على مدار العقد الماضي للإطاحة بالحكومة السورية. إن فشلهم في تغيير النظام في دمشق لا يعني أنهم أصبحوا حلفاء لسوريا بين عشية وضحاها.