موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

بالصور: إجماع في ثورة الجزائر على رفض أي تدخل إماراتي

400

طالب ناشطون جزائريون مجددا الإماراتيين بالبقاء بعيدا عن الشأن الجزائري وعدم التدخل بحراكهم الداعي إلى رحيل جميع رموز النظام.

ومن بين الشعارات الكثيرة التي رفعها المتظاهرون الجزائريون في الجمعة السابعة للحراك، رصد الصحفيون الذين غطوا هذه الاحتجاجات شعارات مناهضة للإمارات، ومنددة بتدخلها في شؤون بلادهم.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “تسقط الإمارات”، و”لا للإمارات في بلد الشهداء” جنبا إلى جنب مع لافتات أخرى تهاجم فرنسا أيضا.

ورغم أن الإمارات لم تعلن رسميا موقفا مما يجري بالجزائر من الحراك بالجزائر، فإن وسائل الإعلام التابعة لها والمعبرة عنها سارعت إلى إفراد تغطية موسعة لتلك الاحتجاجات.

كما أن بعض الكتاب والمغردين المعبرين عن الموقف الرسمي الإماراتي بدوا أكثر ابتهاجا وفرحا باحتجاجات الجزائر من نظيراتها في دول عربية أخرى، وهو ما أثار مخاوف بين ناشطين جزائريين.

وقبيل تصاعد الاحتجاجات نقلت وكالة أنباء الإمارات صورا لاستقبال الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة وحاكم دبي للفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش الجزائري، والوفد المرافق له.

كما أوردت الوكالة خبرا في التاريخ ذاته عن لقاء بين الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، مع الفريق أحمد قايد صالح والوفد المرافق له على هامش معرض “آيديكس 2019”.

وذكرت الوكالة أن اللقاء المنعقد في الثامن عشر من الشهر الماضي بحث علاقات التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية الجزائر، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

نصائح إماراتية للمتظاهرين

فقد كتب المستشار عبد الخالق عبد الله في مقال له على موقع سي أن أن “الجزائر هي الآن محط الأنظار وأكبر شاهد على خروج الشعب بإرادته الحرة للتعبير عن سخطه على انسداد أفق الأمل في حياة آمنة وحرة وكريمة”.

وأضاف في المقال ذاته أن إصرار الرئيس بوتفليقة على الترشح لولاية خامسة “أشعل غضب الجزائريين” وسيدفع بالجزائر نحو “المجهول وربما الانزلاق إلى الهاوية”.

ورأى أن على المحتجين الجزائريين مواجهة “غضب مراكز القوة التي هددت على لسان رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح بأنه لن يسمح بعودة الجزائر إلى سنوات الجمر”.

علاقات مترنحة

شهدت العلاقات الجزائرية الإمارتية حالة من الترنح في الفترات الماضية على وقع تباينات في العديد من الملفات والقضايا من أهمها العلاقة مع التيارات الإسلامية والأزمة الخليجية وسبل التعامل مع الملف الليبي وغيرها من القضايا التي باعدت الشقة بين بلاد المليون شهيد و”عيال زايد”.

وقبل أكثر من عام شهدت العلاقات توترا سرعان ما تم احتواؤه ظاهريا على الأقل، وذلك بعد تصريحات لأمير الشارقة سلطان بن محمد القاسمي ادعى فيها أن استقلال الجزائر كان إرضاء من فرنسا للزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، متجاهلا جسر المليون شهيد الذي عبرت منه البلاد إلى استقلالها عن فرنسا.

تصريحات القاسمي قوبلت برفض وتنديد واسعين من الجزائريين الذين رأوا فيها إهانة متعمدة لبلدهم، وربما كانت ظلالها حاضرة يوم أمس في شعارات المحتجين الجزائريين من قبيل “تسقط الإمارات”، عطفا على شعارهم يسقط بوتفليقة.

وبينما يمثل النفط بوابة أزمة تطفو على السطح بين حين وآخر بين الجزائر والسعودية، يمثل الإسلاميون ونهج التعامل معهم بوابة أخرى لخلاف جزائري إماراتي مكتوم.

ويرى رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري في تصريحات له مؤخرا أن الرياض وأبو ظبي تعملان دائما ضد مصالح حزبه وتحاولان منعه من الوصول إلى السلطة، مشددا على أن حصانة حزبه مستمدة من الداخل ومن ثقة جماهيره.

وبينما يأمل كثير من الجزائريين أن تمثل احتجاجاتهم السلمية معبرا نحو نسخة جديدة أكثر ديمقراطية وتقدما، يخشون في الوقت ذاته أن تكون أصابع الإمارات تخطط في السر لإلحاق بلد المليون شهيد بقائمة الدول التابعة لها والمنخرطة في سياساتها وتوجهاتها، حيث تبدو حريصة على أن تكون لها بصمة في جزائر ما بعد بوتفليقة.