موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: حرب إسرائيل على الفلسطينيين عرت الإمارات واتفاقيات عار التطبيع

192

جاءت حرب إسرائيل المستمرة على الفلسطينيين وما ترتكبه من جرائم حرب لتعري بشكل فاضح الإمارات واتفاقيات عار التطبيع مع تل أبيب.

إذ روجت الإمارات أن إقدامها على التطبيع العلني في أيلول/سبتمبر الماضي استهدف دعم إرساء السلام ودعم القضية الفلسطينية وحماية شعبها.

كما زعمت أبو ظبي أنها طبعت علنا مع إسرائيل لوقف عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وحماية حل الدولتين.

غير أن إسرائيل واصلت أنشطتها الاستيطانية بدون هوادة واعتدت على المقدسات في القدس ثم شنت حربها الإجرامية على غزة وبدعم من أبو ظبي.

اتفاقيات دون تأثير

وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن حرب إسرائيل على قطاع غزة هزت اتفاقيات التطبيع وأكدت أنها من دون تأثير فعلي.

وذكرت الصحيفة أن حرب إسرائيل أظهرت أن علاقات التطبيع الإماراتية ليست مهمة في حل النزاع، وأنها لم تعط العرب ورقة نفوذ للضغط على إسرائيل.

فعندما صدمت الإمارات العالمَ العربي وطبعت علاقاتها مع الدولة اليهودية، قالت إن التحرك جاء من أجل المساعدة في حل النزاع العربي- الإسرائيلي المستعصي.

وبعد تسعة أشهر، وجدت الدولة الخليجية الثرية نفسها في وضع صعب تراقب حليفتها الجديدة وهي تقصف قطاع غزة الفقير.

ويقوم الطيران الإسرائيلي بدكّ غزة، في وقت تواصل حركة حماس التي تسيطر على القطاع إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وقتل نحو 200 فلسطينيا من فيهم 76 طفلا وامرأة، حسب أرقام وزارة الصحة في القطاع. في المقابل قُتل عشرة أشخاص في إسرائيل بمن فيهم طفلان.

وضع صعب للإمارات

وتعلق الصحيفة بالقول إن سفك الدماء هذا الأسبوع لم يعط الدول العربية التي وقّعت اتفاقيات مع إسرائيل ضمن ما عرفت بـ”اتفاقيات إبراهيم” أي نفوذ، ولم تفعل العلاقات شيئا لتخفيف السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة المستعصية.

وقالت سينزيا بيانكو، الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “من الواضح أنهم (الإماراتيون) في وضع صعب، فمن ناحية، علاقات الإمارات مع إسرائيل طويلة واستراتيجية ويجب ألا تتزحزح.

وفي الوقت نفسه، زعمت الإمارات ان اتفاقيات إبراهيم ستعطيها النفوذ لدعم الفلسطينيين والحد من العدوان الإسرائيلي ضدهم”.

وحتى هذا الوقت، رفضت إسرائيل محاولات الخارج لوقف الغارات والقصف على غزة، لكن بيانكو تعتقد أن أبو ظبي يمكنها استخدام نفوذها ودفع إسرائيل للحد من عملياتها.

إلا أن هذا التدخل قد يؤثر على التقدم في المشاريع الاستراتيجية المهمة للإمارات. ومن المشاريع المقترحة، برنامج مشترك لإنتاج نظام مواجهة الطائرات المسيرة.

وتبع التطبيع الإماراتي علاقات أخرى بين البحرين والسودان والمغرب مع إسرائيل، وهو تحول عن الموقف العربي المعروف من الدولة العبرية.

وكان الموقف العربي قبل الاتفاقيات الأخيرة هو أن الاعتراف سيكون تابعا لتسوية عادلة مع الفلسطينيين تقود لإنشاء دولة فلسطينية.

وكانت الاتفاقيات التي غلبت عليها الصفة التجارية والتبادلية ورعتها إدارة دونالد ترامب التي لم تخف دعمها الكامل لإسرائيل، سببا في شعور الفلسطينيين بالخيانة والعزلة.

ويرى نقاد الدول العربية أنها تخلت عن أداة مقايضة بمقابل زهيد.

ويرى أتش إي هيلير، الزميل البارز في وقفية كارنيغي للسلام العالمي، أن المشاعر المؤيدة لفلسطين لا تزال قوية في العالم العربي و”غياب الاحتجاج ليس دليلا على غياب الرغبة به، بل غياب الإذن للاحتجاج”.

ويقول هيلير إن القيود على حرية التعبير تجعل من الصعب قياس حجم الغضب، لكن المشاركات على منصات التواصل الاجتماعي والتغطيات التلفزيونية تكشف أن المسألة الفلسطينية لا تزال قريبة من قلوب العرب.