موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

لنشر الفوضى في ليبيا.. الإمارات تدعم حليفها حفتر لاقتحام طرابلس

380

دخل معسكر حلفاء اللواء المتقاعد خليفة حفتر في خلافات بشأن موقفه العسكري من العاصمة الليبية طرابلس، وذلك بعدما دعمت الإمارات خططاً للواء المتقاعد تتعلق بالإعداد لعملية عسكرية باتجاه العاصمة، تعارضها كل من روسيا ومصر.

وترى الإمارات في حفتر قائدا لمرتزقتها من أجل تنفيذ خططها الإجرامية في ليبيا لنهب مقدرات البلاد ونشر الفوضى والتخريب فيها.

وفي العديد من المناسبات، دعت السلطات الإماراتية “حفتر” لزيارة الإمارات، وأشادت بدوره في القتال للقضاء على الإرهاب في ليبيا. لكن ليس هذا هو السبب الوحيد لأهمية “حفتر” لدى الإمارات.

وتقوم العلاقة بين الإمارات و”حفتر” على المصلحة المتبادلة. وتخدم معركة “حفتر” ضد الفصائل الإسلامية في ليبيا أجندة الإمارات السياسية في المنطقة.

وقال مصدر عسكري مقرب من معسكر حفتر إن موسكو والقاهرة تعارضان التوجه لإعداد حملة عسكرية تستهدف طرابلس محذرتين من عواقبها فيما أكدت الإمارات استعدادها لدعمه عسكريا.

وكشف المصدر أن حفتر يعمل بمعية عددٍ من ضباط المنطقة الغربية، وتحديداً من ترهونة، على إعداد خطة لاقتحام طرابلس عسكرياً من محاور عدة، لا سيما من طرفي ورشفانة غرب طرابلس وترهونة جنوب شرقها، فيما تحاول شخصية مقربة منه التواصل مع قوات عملية “البنيان المرصوص” لعقد صفقات معها، بغية تحييدها، وضمان عدم عرقلتها لأي تقدم نحو العاصمة.

وبيّن المصدر أيضاً أن حفتر على تواصل مع فصائل مسلحة داخل طرابلس، للمشاركة في مرحلة من مراحل خطته العسكرية، في وقت تبدو فيه تصريحات المتحدث باسم قواته، العميد أحمد المسماري، ملتبسة، إذ هو لا ينفي ولا يؤكد صحة هذه الأنباء.

وقال المسماري إن “الجيش (قوات حفتر) وحدة واحدة في كل البلاد، ويتحرك بحسب الأوامر العسكرية التي يقتضيها الواجب وأسباب التحرك”، مضيفاً أنه “إذا برزت أسباب تؤكد وجود إرهاب في طرابلس أو تهديد لأمن البلاد، فسيتحرك الجيش بكل تأكيد”.

وحول وجود تحضيرات لعملية عسكرية مرتقبة، أجاب المسماري بأن “الخطط العسكرية لا يعلن عنها، ولا يمكن الحديث عنها في الإعلام، فالواقع على الأرض هو الذي يتكلم”، مشيراً إلى أن طرابلس “فيها الكثير ممن يوالون قوات حفتر”، وأن “الجيش لو دخل طرابلس، فسيلقى ترحيباً كبيراً من الناس، لأنهم سئموا من حكم المليشيات”.

لكن بياناً مفاجئا صدر أول من أمس الثلاثاء في طرابلس عن المجاميع الأربعة المسلحة الكبرى، وهي “قوة الردع الخاصة” و”كتائب ثوار طرابلس” و”كتيبة الردع والتدخل السريع” و”كتيبة النواصي”، أكد رفضها لأي تحرك عسكري باتجاه طرابلس.

وألمح بيان الكتائب الأربع إلى أن اجتماعها جاء بـ”التزامن مع التحركات العسكرية للأخوة الفرقاء التي شهدتها المنطقة الغربية في الآونة الأخيرة، وإشارة إلى تصريحات بعض السياسيين وما تناولته بعض وسائل الإعلام من أخبار مفادها أن أحد أطراف النزاع يسعى إلى اللجوء إلى العمل العسكري، وبالتالي العودة إلى حالة عدم الاستقرار وتهديد الأرواح والممتلكات العامة والخاصة بالعاصمة طرابلس”.

وأكد مصدر عسكري أن المستهدف في البيان هو قوات حفتر، التي تحركت بعض فصائلها باتجاه ورشفانة، في إطار خطط حفتر الحالية.

وأكدت الكتائب الأربع، التي أصدرت بيانها تحت مسمى “قوة حماية طرابلس”، وهي جسم عسكري تشكل إبان هجوم مليشيات “اللواء السابع” القادمة من ترهونة على جنوب شرق طرابلس في سبتمبر الماضي، على رفضها استخدام القوة من أجل تحقيق مكاسب سياسية، ودعمها خطة البعثة الأممية الرامية لتحقيق السلام من خلال الحوار السياسي.

وتعليقاً على البيان، رأى المصدر العسكري أنه “حمل رفضاً، لكنه لم يؤكد على استعداد الكتائب الأربعة لصدّ أي هجوم عسكري على العاصمة، ولذا فهو بيان مراوغ، وعلى الأقل هناك فصيل عسكري ككتائب طرابلس التي يقودها هيثم التاجوري رفضت إدراج الاستعداد لصدّ أي هجوم، بسبب علاقة الأخير الوطيدة والمعروفة بالإمارات”، مؤكداً أن من بين الفصائل الأربعة من يدعم حفتر.

من جهتها، رأت نجاح الترهوني، وهي صحافية ليبية، في معرض تعليقها على الأنباء المتواترة حول التحضير لهجومٍ على طرابلس، أن “واقع تحركات حفتر يؤكد المعلومات، فحلف حفتر يبدو مختلفاً في ما بينه، حيث تسير القاهرة وموسكو باتجاه التقارب الواضح مع إيطاليا، والنحو باتجاه الحلول السياسية لحفظ مكانٍ لحليفها حفتر، لكن الإمارات وفرنسا تسعيان لإفشال الدور الإيطالي في الملف الليبي”، متحدثة عن “دعمهما لحملة عسكرية هدفها التشويش على نجاحات روما، وهو ما يخدم مزاج حفتر، الذي لا يرى نفسه إلا على كرسي الحكم من دون شريك”.

وأضافت الترهوني أن “إيطاليا نحجت بشكل كبير من خلال مصر وروسيا، في تقريب وجهات النظر بين حفتر وحليفها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، لكن تقديم مثل هذا العرض لحفتر يعتبر أقرب لهواه ومزاجه، فهو لا يرى شريكاً له في الحكم، ولو بقوة السلاح”، لكنها لفتت كذلك الى أن مثل هذه العملية “يمكن أن يؤدي إلى صدام مع أطراف عسكرية أخرى كمصراتة والزنتان، فلدى كل من المدينتين موقف واضح من معارضة حفتر ومساعيه العسكرية”.

وأعربت الصحافية الليبية عن اعتقادها بأن الحملة العسكرية “يمكن أن توفر، حتى في حال فشلها، مكسباً لحفتر، كونها ستوقفه على تخوم طرابلس وتقرب تهديده لها بشكلٍ كبير، ما يمكنه من التفاوض وهو في موقف أقوى”، مؤكدة في الوقت ذاته أن السيطرة على طرابلس هي “أمل غير واقعي بالنسبة لحفتر، لا سيما مع وجود أطراف دولية كبرى لا يمكن لفرنسا أن تقنعها أو تؤثر على موقفها، كالولايات المتحدة التي أعلنت قبل أيام عن رغبتها في إعادة بعثتها الدبلوماسية رسميا لطرابلس، مشيرة أيضاً إلى أن دعم فصائل مسلحة داخل طرابلس، كمليشيات التاجوري، لحفتر، هو أمر غير كاف، إذ ترفضه فصائل أخرى داخل وخارج طرابلس، بالمقابل، بشكل قطعي.