موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إسرائيل والإمارات يسعيان لتوسيع التطبيع بإقامة حلف يهودي عربي

134

يتورط النظام الحاكم في دولة الإمارات بما هو أكبر من إشهار التطبيع مع إسرائيل عبر السعي مع تل أبيب لتوسيع دائرة عار التطبيع عبر إقامة حلف يهودي عربي.

وقال الكاتب الإسرائيلي ماتي ديفيد في مقال له على موقع نيوز ون الإخباري إن “الاتفاقات الأخيرة مع الإمارات والبحرين تعتبر يوم حداد للفلسطينيين، ونهاية لمبادرة السلام السعودية، حتى أن هناك خبراء أمنيين طرحوا فكرة أن الاتفاقية ستؤدي لإنشاء حلف الناتو اليهودي العربي في الشرق الأوسط، في مواجهة التهديد الإيراني”.

وأضاف ديفيد أن “هذه اتفاقات تاريخية، حيث يقبل المعسكر العربي المعتدل بإسرائيل كدولة شرعية في دول المنطقة، وهو بذلك يكسر النموذج الفلسطيني، هذا تغيير تاريخي واقتصادي واستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، بفضل قوة إسرائيل العسكرية والتكنولوجية والعلمية، فلم تعد عدوة الدول العربية ومشكلتها، بل شريك استراتيجي في مواجهة التهديد الإيراني”.

وأشار إلى أن “هذه الاتفاقات ألغت قرارات المقاطعة التي اتخذتها الخرطوم، وقرارات الجامعة العربية، وحق النقض الفلسطيني، ومن شأنها أن تؤدي لمزيد من الاتفاقات، “تحالف التطبيع” بين إسرائيل ودول الخليج هو بداية تحالف كبير، لأنه تعبير عن تغيير في الفكر والسياسة في جزء من العالم العربي فيما يتعلق بالارتباط بإسرائيل، معظم الدول العربية لم تندد بالاتفاق، والبعض أيد بصمت، حتى أن سوريا لم تدين”.

وأكد أن “الاتفاقات التي وقعها بنيامين نتنياهو تنضم إلى اتفاقيات السلام التي وقعها مناحيم بيغن وإسحاق رابين، وأدت لتحركات دراماتيكية لصالح العلاقات مع العالم العربي، الذي قطع نفسه عن القضية الفلسطينية، باستثناء الاستمرار بالدعم اللفظي. وفي المقابل، فإن اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين فشل لنموذج اليسار، الذي طالما ركزت رؤيته السياسية لحل القضية الفلسطينية على دعم فرضية “الأراضي مقابل السلام”.

وأوضح أنه “طالما قال اليسار إنه من دون حل للمشكلة الفلسطينية لا توجد فرصة لتعزيز العلاقات مع الدول العربية، بل إنه جادل بأن العداء العربي والغربي لن يتوقف من دون الانسحابات، وإخلاء المستوطنات، والاستجابة للمطالب الفلسطينية، لقد فقد الفلسطينيون دعم معظم الدول العربية التي سئمت رفضهم للتسوية، فيما سئمت بعض الدول الأوروبية ومعظم القادة العرب من مطالبة إسرائيل بالانسحاب لخطوط 67 وحق العودة”.

وأشار إلى أن “الداعمين الوحيدين للفلسطينيين هم حماس والإخوان المسلمون، وتركيا، وإيران، والأكاديميون اليساريون في الجامعات الأمريكية، وحركة المقاطعة البريطانية، والقائمة المشتركة، ومنظمات كسر الصمت وحقوق الإنسان والسلام، وحاول معظم المتحدثين اليساريين على اختلاف أنواعهم تقزيم وتقليص وتقليل أهمية الاتفاقية التاريخية، وأطلقوا رسائل لاذعة ومترددة مصحوبة بتعبير عن السخرية والازدراء بأن هذه صفقة أسلحة”.

من جهته زعم يورام أتينغر، الكاتب الإسرائيلي في موقع “نيوز ون”، أن “توقيع اتفاقيات السلام الإسرائيلية الخليجية يتزامن مع تقارب إيران من جماعة الإخوان المسلمين مع تركيا أردوغان، الساعية لإعادة بناء الإمبراطورية العثمانية، وهو تقارب يزيد من مخاطر التهديدات على الأنظمة العربية الموالية لأمريكا، ما ينمي من حيوية الردع الإسرائيلي بنظر السعودية ودول الخليج العربي الأخرى والأردن ومصر”.

وأضاف في مقاله  أنه “مع تقليص الولايات المتحدة لوجودها العسكري في الشرق الأوسط، يزيد وزن إسرائيل كمضاعف فريد للولايات المتحدة والدول العربية الموالية، مع العلم أن الدافع الرئيسي لقرار الدول العربية الموالية لأمريكا بتعميق وتوسيع التعاون مع إسرائيل، بما فيها اتفاقيات السلام، هو مكانة إسرائيل كمصدر فعال للدعم في مواجهة التهديدات الوجودية المشتركة بينها وبين العرب”.

وأوضح أنه “كلما زاد اعتماد الاقتصاد العربي الخليجي على احتياطيات النفط والغاز الطبيعي، التي تفقد قيمتها تدريجيا، ازدادت الحاجة لتنويع البنية الاقتصادية، وازدادت أهمية إسرائيل كمصدر للتقنيات المتقدمة الضرورية لتنويع البنية التحتية الاقتصادية، كما تسعى الدول العربية الموالية لأمريكا للاستفادة من مكانة إسرائيل الخاصة بين غالبية الجمهور الأمريكي وناخبيها في مجلسي الكونجرس، لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة”.

وزعم أنه “كلما زاد وعي العرب بالعائد الكبير من التقارب مع إسرائيل، وكلما زادت التهديدات الوجودية، زاد انكشاف السلوك الفلسطيني المنهجي، بالتقارب من العناصر المهددة في الشرق الأوسط، مثل إيران والإخوان المسلمين، ما قد يعزز التقارب الدراماتيكي للدول العربية مع إسرائيل، لأن اتفاقات السلام مع الإمارات والبحرين تثبت أن أساس التقدم من أجل السلام هو إسرائيل القوية والرادعة، وليس إسرائيل التصالحية المنسحبة”.

وختم بالقول إنه “تم تحديث قوة ردع إسرائيل منذ 1967، مع السيطرة على الجولان وجبال الضفة الغربية، وسيؤدي الانسحاب من هذه المناطق المهيمنة جغرافيا وطوبوغرافيا وتاريخيا لتحويل إسرائيل من أحد الأصول الاستراتيجية للولايات المتحدة وصداقاتها العربية إلى عبء استراتيجي، وسيقضي الانسحاب من مرتفعات الضفة بشكل قاتل على قوة ردعها، لأن الشرق الأوسط يتميز بجنون عنيف، وسقوط أنظمة واتفاقيات سريعة الزوال”.