موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

دعاية الإمارات لاستقبال بابا الفاتيكان لا تغطي على انتهاكاتها المروعة

197

تستعد دولة الامارات العربية المتحدة لاستقبال البابا فرنسيس بحفاوة عندما يصل إلى أبوظبي مساء الاحد، في مستهل زيارة تاريخية لترؤس قدّاس ضخم، هي الاولى لحبر أعظم إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الاسلام.

لكن ماكنة الدعاية التي تعمل عليها الإمارات للترويج لاستضافتها زيارة بابا الفاتيكان لن تغطي على انتهاكاتها المروعة لحقوق الإنسان وما تمارسه من تضييق حاد على مواطنيها والمقيمين فيها.

وقبل القدّاس الثلاثاء، سيشارك البابا في حوار ديني الاثنين مع شيخ الأزهر أحمد الطيب ومسؤولين دينيين آخرين.

ويعيش قرابة مليون كاثوليكي، جميعهم من الاجانب، في الإمارات حيث توجد ثماني كنائس كاثوليكية.

وتفرض الامارات رقابة دينية مشددة على الخطب في المساجد وعلى النشاطات الدينية فيها، وتعتبر أحد أبرز مناهضي الاسلام السياسي في العالم العربي.

وفي الشوارع الرئيسية في أبوظبي وتلك المؤدية إلى مجمع الكاتدرائية، علّقت أعلام الفاتيكان والإمارات بالإضافة الى أعلام اللقاء الديني الذي سيحضره البابا الاثنين، تحت مسمى “لقاء الاخوة والانسانية”.

واحتلت زيارة البابا العناوين الرئيسية في الصفحات الاولى للصحف المحلية الاحد. وعنونت صحيفة “الخليج” بالخط العريض “أهلا وسهلا بابا الفاتيكان”.

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر “هي زيارة تحمل قيمة إنسانية عظيمة تضيف بها دولتنا صفحة جديدة في تاريخ التآخي والتسامح”، مضيفا ان الزيارة “تؤكد للعالم نهج دولتنا في التسامح والتعايش السلمي”.

لكن ترحيب قرقاش لم يغادره لغة الكراهية التي يتسم فيها النظام الحاكم في الإمارات إذ كتب “شتّان بين من يستضيف مفتي العنف والإرهاب ومن يصدر فتاوي تبرر استهداف المدنيين، ومن يستضيف بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في حوار المحبة والتواصل”.

وتقدّم الإمارات نفسها على أنّها مكان للتسامح بين الأديان المختلفة، وتسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس، كما هو الحال في الدول الخليجية الأخرى.

لكن الإمارات تواجه انتقادات من منظمات حقوقية لدورها في الحرب الدائرة في اليمن المجاور حيث قتل آلاف المدنيين، وتتعرّض لاتهامات بملاحقة ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.

وفي 31 كانون الأول/ديسمبر، أيّدت محكمة إماراتية حبس الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور مدة عشر سنوات على خلفية انتقاده السلطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وصدر الحكم قبل يوم من بداية سنة جديدة أطلقت عليها الإمارات اسم “عام التسامح”، في دولة تضم حكومتها وزيرا للتسامح.

ووجّهت منظمة هيومين رايتس ووتش الحقوقية رسالة إلى البابا فرنسيس.

وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة في بيان “رغم تأكيداتها على التسامح، لم تُظهر حكومة الإمارات أي اهتمام حقيقي بتحسين سجلها الحقوقي”.

وتابعت “مع ذلك، فقد أظهرت مدى حساسيتها بشأن صورتها العالمية، وعلى البابا فرنسيس توظيف زيارته للضغط على قادة الإمارات للوفاء بالتزاماتهم الحقوقية في الداخل والخارج”.